لجنة الزراعة و الري

تطبيقات نظم زراعة القمح بطريقة المصاطب المرتفعة

د. ضياء بطرس يوسف

عضو لجنة الزراعة و الري في المنتدى العراقي للنخب و الكفاءات

 

إن منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، حيث تقع معظم البلدان العربية، تعدّ المنطقة الوحيدة التي تشهد حالياً زيادة في انتشار الجوع، وفقاً لمنظمة الأغذية والزراعة، مما يستوجب السعي الحثيث لأيجاد الوسائل الناجعة التي تحد من الجوع بزيادة الانتاج الزراعي لتحقيق الامن الغذائي وتقليص الفجوة الغذائية من أجل تلبية احد أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة للقضاء على الجوع وتحقيق الأمن الغذائي وتحسين التغذية.

 

تتمثل الأهداف الرئيسية لمختصي علوم إنتاج وتحسين المحاصيل الحقلية بتبني النظم الزراعية النموذجية التي تطبق فيها الأساليب العلمية المتقدمة في الزراعة الحديثة بغية الوصول بالإنتاج الزراعي الى الطاقة الإنتاجية القصوى من خلال استخدام الحزم التقنية المختلفة وتعميم النتائج الايجابية في القطاع الزراعي.ان اهم محددات الانتاج الزراعي في العراق هو شحة المياه وتدهور الاراضي ومشاكل الملوحة والجفاف. ان حصول التغدق نتيجة اساليب الري التقليدية المتبعة في الادارة الحقلية تؤدي الى هدر 25-40% من ماء الري. كما ان المزارعين يتبعون النظم التقليدية التي تؤشر صعوبة تبنيهم النظم الزراعية الحديثة.  ان المحددات الحقيقية التي تحول دون تطوير واقع الحزم التكنولوجيه الملائمة، ليست مستعصية الحل إذا تم توليف الحس السليم للباحث مع معرفة ومشاركة المزارعين في عملية التنمية.

جاءت الدراسة الحالية “تطبيقات نظم زراعة القمح بطريقة المصاطب المرتفعة” لتلبي الحاجة الفعلية لزيادة الانتاج من جهة وتقنين مدخلاته التي ربما تشكل عبئاً على المستوى الوطني من حيث توفير المستلزمات الاساسية في الزراعة وعبئاً مادياً على دخل المزارع، سيما وانه لابد ان ينتظر اشهراً ليست خالية من المخاطر لتحقيق الانتاج والربح.استنادا إلى الخبرة العلمية والعملية في القطاع الزراعي عموماً، وحقول زراعة القمح خصوصاً، فقد اعدت الدراسة لتسهيل قيام الحقول النموذجية لنظام زراعة القمح في مصاطب،  متضمنةً ما وجدناه مناسبا لنجاح هذه التجربة الرائدة من حيث مستلزماتها الزراعية وافاق تطورها وما يترتب على ذلك من امكانات حالية ومستقبلية. في الوقت الذي يزرع القمح في مدى واسع من البيئات عالمياً، اذ يشكل المحصول الحبوبي الاول في المساحة والانتاج سواءً في الزراعة الديمية او المروية،فان طرائق زراعة القمح التقليديةالحديثة توصي بزراعتة في خطوط وبمسافات 10-30 سم في ارض مستوية نسبياً بعد حراثتها وتنعيمها ثم تلويحها وتوفير تسهيلات ريها للتغلب على معوقات ومشاكل زراعتها نثراً واستخدام المكننة لتوفير الايدي العاملة.بينما اظهرت التطبيقات العملية لنظام زراعة القمح في مصاطب مرتفعة وريها باعداد سواقي صغيرة، الاسلوب الناجح في الارتقاء بالانتاجية بنسب جوهرية وتقليل مستلزمات ومدخلات الانتاج من بذور واسمدة ومبيدات ومياه ري، مما ينعكس على وجوب تبنيها في البيئات الملائمة.

ان الهدف من هذه الدراسة هو استعراض اسلوب تطبيق النظام الجديد لزراعة القمح في مصاطب مرتفعة وما تحقق من نتائج تطبيقية عالمية ملموسة، والنظربامكانية تطبيقه في محطات البحوث ولدى بعض المزارعين في العراق لأستكشاف نتائجه الملموسة وفق خصوصيات البيئة المروية في العراق. وعليه، سيتم عرض نتائج تجريبية وتطبيقية متحققة افرزتها نتائج البحوث العالمية، وخصوصاً في البيئات المروية خارج بيئتنا العراقية والتي ربما تتعرض لأمطار قليلة في المواسم الجافة او وفيرة في المواسم الممطرة.

اقرأ البحث كاملاً : مختصر تطبيقات زراعة القمح في مصاطب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى