اللجنة القانونية

الدولة الرخوة

الدولة الرخوة  

المستشار سعيد النعمان

عضو اللجنة القانونية ، المنتدى العراقي للنخب والكفاءات

أن اول من استخدم مصطلح الدولة الرخوة الاقتصادي السويدي ( غونار ميردال ) في عام 1970 والحاصل على جائزة نوبل في العلوم الاقتصادية عام (1974) مناصفة مع عالم الاقتصاد النمساوي البريطاني (فريدريك أغست حايك) حيث يرى غونار ان هذه الدولة هي السبب الرئيسي في استمرار الفقر والتخلف وانتشار العوز الى الدرجة المميتة .

والرخوة تعني الهشاشة والليونة والطراوة . ورخاوة الدولة هي التي تودي الى تفشي الجرائم بأنواعها وفي المقدمة منها الفساد والرشوة وتجارة المخدرات والتي قد تصبح منهجا للحياة تقوم بها مؤسسات الدولة ونسبة كبيرة من المجتمع . وتعرف هذه الدولة بان لها سلطات وحكومة وبرلمان صوري مزور يعمل على صياغة قوانين لا تلتزم الحكومة بتطبيقها فهي اصلا صيغت بمرونة عالية كي تخضع للاجتهاد والتأويل وتقوم الحكومة بتطبيقها وفقا لمصالحها .

 وهذه الدولة تتمتع فيها الحكومة والاحزاب الحاكمة في السلطة بقوة تفرض بها ارادتها على مكونات المجتمع بالوسائل المعروفة كالاغتيال والمطاردة والحجز والتوقيف .

 وهذه الدولة تصدر تشريعات وانظمة تغطى بغطاء الديمقراطية والعدالة والحرية والحقوق نظريا بعيدا عن التطبيق . وهذه الدولة تمتلك وسائل تجعل حكومتها مطلقة التصرف في تطبيق ما هو في صالحها وخدماتها واذا ما سألت فان الاجابات تكون لديها جاهزة ومقنعة. وهذه الدولة لا تدين بالولاء للوطن بل الولاء لأسر الحكومة واركانها والمقربين منها وضعاف النفوس والمؤيدين لها من الانتهازين والمنتفعين منها والمشاركين في افعالها الجرمية .

وهذه الدولة تعاني من الترهل والانكفاء الذي يضعف من قدراتها وثرواتها ومواردها بشكل عام حيث لا مبادرات فردية نافعة تصب في خدمة المجتمع وترسيخ مقوماته باتجاه ازدهاره .

وهذه الدولة تعاني نقصا متزايدا في ادارة مؤسساتها من ذوي الخبرة والكفاءات والمختصين وقد تساهم الحكومة في محاربة البقية منهم واقصائهم وبقاء النخب الفاسدة لتحقيق مصالحها الشخصية وبشتى الوسائل بالسر والعلن . وهذه الدولة يسعى العاملون فيها  للحصول على مكاسب مادية ومعنوية من اصحاب النفوذ والاثرياء لا نجاز معاملاتهم المخالفة للقوانين والانظمة .

وهذه الدولة تستخدم قوتها المفرطة عشوائيا بدعم من الاحزاب الحاكمة والنواب والمستشارين من السياسيين لغرض ترهيب وتخويف المواطنين وبالذات الفئات التي تطالب بحقوقها .

 وحكومة هذه الدولة تقوم  بالاعتداءات والقتل والاغتيالات كلما دعت الضرورة  لبقائها في السلطة. وهذه الدولة تشترك في الكثير من مفاهيم ومقومات الدول الفاسدة والعميقة والفاشلة والمستبدة والناعمة والمستباحة وغيرها . فهل بقي ما يقال عن مساوئ ومخاطر هذه الدولة .

نعم فهناك الكثير اتركها للقارئ كي لا اطيل عليه ,

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى