فيروس C و الحمل
HEPATITIS C VIRUS &PREGNANCY
الدكتورة زينة علي حميد ، نائب رئيس اللجنة الصحية
المنتدى العراقي للنخب والكفاءات
من المعروف ان التهاب الكبد الوبائي فيروس سي عدوى مزمنة , و هو احد الاسباب الرئيسية لامراض الكبد بين البالغين في جميع انحاء العالم . و هو مؤشر رئيسي لعمليات زراعة الكبد خاصة حيث ان هناك اكثر من 325 مليون شخصا مصابين بالتهاب الكبد الوبائي لفيروس سي حول العالم .
و نصف هؤلاء المرضى فقط الذين عولجوا او لديهم استجابة للعلاج من العلاجات القياسية الحالية لمعالجة هذا الفيروس . و نسبة قليلة جدا من بين هذه المجموعات من النساء الحوامل و الاطفال . و الكثيرات يردن معرفة مدى ابعاد فيروس التهاب الكبد الوبائي من النوع المزمن اثناء و بعد الحمل و كذلك في فترة ما بعد الولادة , حيث ان فيروس الكبد الوبائي المزمن لديه دورة تعديلية هائلة اثناء التغيرات الفسيولوجية التي تحدث اثناء فترة الحمل .
يقدر انتشار عدوى التهاب الكبد الوبائي فيروس سي في النساء الحوامل في جميع انحاء العالم بين 1-8 % و تنتقل هذه العدوى الى الأطفال بنسبة ما بين 0.05 – 5 % , و انتقال المرض قبل الولادة يعتبر هو السبب الرئيسي لانتقال فيروس سي في الدول المتقدمة . كما أن عدم وجود لقاح لالتهاب الكبد الوبائي او علاج معتمد خلال فترة الحمل يعني انه لا تزال الوقاية من من انتقال العدوى شيء صعب . و مع ذلك فان نسبة انتقال فيروس سي من الام الحامل المصابه به الى الجنين امر غير شائع لان النسبة لا تتعدى 5 % , و لكن غالبا ما تتزايد فرص نقل العدوى من 0 -18% من الام الى الجنين في حالة اصابتها بمرض نقص المناعة ( الإيدز ) و اذا كانت تحمل نسب عالية من الفيروس وإذا تمت الولادة في مكان غير نظيف أو بواسطة “الداية”.
والمشكلة أن العديدات من مريضات فيروس التهاب الكبد الوبائي المزمن سي لا تظهر عليهن اية اعراض , كما أنهن لا يعرفن انهن مصابات بالمرض , فإذا كانت لديك اصابة بالمرض فان هذا الفيروس من المحتمل ان يصيب الجنين ايضا و لكن بنسب اقل كثيرا من انتقال فيروسات الكبد الأخرى مثل فيروس A أو B .
أما بالنسبة للجنين فهنالك احتمال 5٪ لأن ينتقل إليه الفيروس في حال كانت الأم مصابة بشكل مزمن، لذلك يجب أن نتابع المولود بانتظام عن طريق التحاليل في 18 شهر الأولى من عمره، وذلك للتأكد من عدم انتقال الإصابة إليه.
كما تختلف شدة الاصابة بعدوى التهاب الكبد الوبائي فيروس سي المزمن في فترة الحمل و غالبا ما تكون النسب متفاوتة , و استجابة الخلايا لالتهاب الكبد الوبائي فيروس سي والتي تتوافق مع تقدم الحمل تكون محددة .
اما حالات الكبد الخطيرة و الشديدة فهي تمثل خطرا واضحا على الجنين حيث أنها يمكن ان تؤدي الى الإجهاض أو الولادة المبكرة الا ان نسبة المرض لا تتحسن بإنهاء الحمل إطلاقا , لذلك ننصح كأطباء بعدم إنهاء الحمل نتيجة للإصابة الشديدة , و إنهاء الحمل في هذه المرحلة قد يزيد الامر سوءا.
أما فيروس بي فتصل نسبة انتقال الفيروس بى من الأم لمولودها إلى 90٪ أو أكثر مقارنة بفيروس سي.
فإذا حدث وتم جرح الأم والطفل فى آن واحد أثناء الولادة، ففي هذه الحالة ينتقل الفيروس إلى الطفل ومن النادر أن ينتقل فيروس سي من خلال المشيمة عكس فيروس بي.
تأثير إصابة فيروس سي علي الجنين:
قد تؤدي إلى حدوث الولادة المبكرة، أو تسبب انخفاضا في وزن الجنين عند ولادته، وقد تسبب أيضًا إصابة الأم بسكري الحمل ونادرا نزيفا حادا في أواخر مراحل الحمل.
محاذير لإعطاء العلاج الشافي لفيروس سى أثناء الحمل أو للأم التي تنتظر الحمل
يجب العلاج قبل حدوث أى حمل وينبه على الزوج أو الزوجة المصابين بفيروس سى أن ينتظرا ستة أشهر بعد العلاج قبل حدوث الحمل،
والسبب أن أقراص الريبافيرين بالذات تسبب تشوهات في كروموسومات الطفل المولود، ومن الممكن أن يصاب الطفل بعيب خلقى أما بالنسبة للفحوصات، فلا مانع على الإطلاق أن تتابع الأم أثناء الحمل بالفحوصات التي يقررها الطبيب المتخصص مثل صورة الدم، ووظائف الكبد، أما الحامل فلا يفضل لها تناول أى علاج من هذه الأدوية ،وإن كان عقار الهارفونى تحت الدراسة، ولكن بدون استخدام الريبافيرين ،وبالنسبة لمن يقمن بعمليات زراعة كبد يمكن عمل تقييم كفاءة الكبد قبل تناول العلاج
ويمكن عند الضرورة استخدام الأدوية الحديثة مثل الهارفونى أو الدكلانزا مع السوفالدى بدون استخدام الريبافيرين، وطبعا يجب متابعة المريضة متابعة مستمرة ويمكن تناول عقار الهارفونى مع الريبافيرين أو الدكلانزا مع السوفالدى بالجرعات المتعارف عليها لمدة 12 اسبوعا مع الريبافيرين أو 24 أسبوعا بدون الريبافيرين .
نصائح للنساء الحوامل المصابين بالتهاب الكبد الوبائي سي :
1– يجب على السيدات الحوامل المصابات بالتهاب الكبد الوبائي فيروس سي متابعة الطبيب المتخصص باستمرار و متابعة وظائف الكبد بدقة .
2– يجب على الحوامل حاملات لفيروس سي اتمام عملية الولادة في المستشفيات و المراكز الصحية بواسطة الاطباء المتخصصين و ذلك لمنع انتقال العدوى من الام الى الجنين
تجنبا للمس دم الام اي خدش او جرح حدث للطفل اثناء ولادته حيث ان هذه الطريقة تنقل الفيروس بنسبة كبيرة الى الطفل المولود مقارنة بالمشيمة التي نادرا ما تنقل الفيروس الى الطفل .
3– يجب الابتعاد عن الولادات الطبيعية نهائيا و يفضل ان تكون الولادة قيصرية للسيدات المصابات بالتهاب الكبد المزمن في الاسبوع 36 من الحمل و في وجود طبيب الكبد المتخصص كما يجب ان يكون التخدير من النوع الامن و الذي لا يؤثر على صحة الكبد .
4– يمكن تناول بعض العلاجات التحفظية أثناء فترة الحمل و التي لا تؤثر على صحة الجنين .
5– يجب الحذر الشديد من استخدام الادوية أو المضادات الحيوية اثناء الحمل و التي قد تؤثر على صحة الكبد و يمكن ان تزيد الحالة سوءا .
6– إحذري من تناول الإنترفيرون و الريبافيرين اثناء الحمل او قبل حدوثه من قبل الزوج او الزوجة حيث ان تناول هذه الادوية قبل حدوث الحمل بستة اشهر او اثناء حدوث الحمل قد تؤدي الى تشوهات في الكروموسومات الخاصة بالجنين و التي تؤدي الى اصابة الطفل بالعيوب الخلقية ومازالت هذه الأدوية تستخدم في الدول الأخري لإرتفاع سعر الأدوية الحديثة..
7– الأم يمكنها أن ترضع طفلها بأمان لفترة عامين لأن الفيروس لا ينتقل من خلال لبن الأم لكنها لن تستطيع أن تستعمل علاج «الفيروس» خلال فترة الرضاعة لأن الدواء سيؤثر على الطفل الرضيع.
أما فى حالة وجود تشققات فى حلمة الثدى فعليها أن تتوقف فورا عن الرضاعة حتى التئام الجروح تماما، لأن الفيروس قد ينتقل خلال الدم الناتج عن التشققات الى الرضيع فيصاب بـ «الفيروس».
8– يجب على المقبلة على الزواج و الحمل و التي قد تعرضت لعمليات نقل الدم او العمليات الجراحية عمل بعض الفحوصات و الاختبارات للتأكد من عدم اصابتها بالفيروس قبل الحمل , و في حالة الإصابة يجب مراجعة الطبيب المتخصص أولا وأنصح التى أصيبت بفيروس سى، والتى ترغب فى الحمل أن يتم علاجها قبل الزواج بستة أشهر.
