اللجنة الصحية

ابيضاض الدم LEUKEMIA

ابيضاض الدم       LEUKEMIA

مرض يتسلل بصمت لدم الاطفال

الدكتورة زينة علي حميد

نائب رئيس اللجنة الصحية

المنتدى العراقي للنخب والكفاءات

 

إحصائيات رسمية أعلنت عنها جهات حكومية وأخرى ناشطة غير حكومية معنية بأمراض الدم في العراق أكدت ارتفاع نسب المصابين بأمراض الدم بشكل كبير في السنوات القليلة الماضية لاسيما بين الأطفال تحت سن الثامنة عشر لأسباب مختلفة.

 

 

مرض سرطان الدم او إبيضاض الدم او اللوكيميا (Leukemia)، هو المرض الخبيث لخلايا الدم الذي يعود مصدره إلى النّخاع العظمي. سرطان الدم يتطرق إلى تطوّر خلية الدم الخبيثة بدون رقابة أو نضوج سليم، وسيطرتها على النّخاع الشّوكيّ والتأثير على فاعليّته الطبيعيّة. تنتج في النّخاع العظمي السليم ثلاثة أنواع من الخلايا: خلايا الدم الحمراء التي تحمل الأكسجين الى الأنسجة، خلايا الدم البيضاء التي تدافع عن الجسم في مواجهة هجوم الجراثيم والفيروسات، والصّفائح الدّموية التي تساهم في تجلّط الدم ووقْف النزيف. يمكن للخليّة الدّمويّة الخبيثة (الخلية الأرومية )  (blast cell)  الموجودة في مجرى الدّم، أن تصل إلى العقد اللمفاويّة، كبد، طحال، الجهاز العصبي المركزي، للخصيتين ولأعضاء أخرى.

إحدى الدراسات التي اجريت مؤخراً حول اسباب تزايد السرطانات بعد 2003 أكدت أن معدلات الإصابة بالسرطان بين الأطفال في العراق ارتفعت إلى 22 إصابة بين كل 100 ألف طفل قياساً بعام 1990 حيث كانت الإصابات تظهر بواقع أربعة أطفال بين كل 100 ألف طفل .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أنواع سرطان الدم :

هناك أنواع قليلة من سرطان الدم، وقد يكون حاداً أو مزمناً.

سرطان الدم الحاد (Acute leukemia ): ينمو ويتفاقم بسرعة كبيرة جداً، وقد يهدد الحياة لدرجة كبيرة. في هذا النوع يبدأ نخاع العظم بإنتاج أعداد كبيرة من خلايا الدم البيضاء غير الناضجة تسمى (blasts)، والتي تدخل إلى مجرى الدم . هذه الخلايا غير الناضجة تعمل بسرعة على مزاحمة الخلايا الطبيعية في مجرى الدم ولا تقوم بوظيفتها في محاربة العدوى أو إيقاف النزيف أو منح حدوث فقر الدم، ما يجعل الجسم ضعيفاَ جداً وغير محصن.

 

النوعان الأكثر شيوعاً لسرطان الدم الحاد هما :

سرطان الدم الليمفاوي الحاد (ALL)

سرطان الدم النقياني الحاد (AML)

سرطان الدم المزمن (Chronic leukemia ): يتطور ببطء ويتفاقم تدريجياً، وقد تحتاج الأعراض لفترة طويلة قبل أن تبدأ بالظهور. وفي بعض الأحيان يتم تشخيص سرطان الدم المزمن (من خلال الفحص الروتيني) قبل حتى ظهور أي أعراض. هذا لأن الخلايا السرطانية في هذه الحالة تكون ناضجة لدرجة كافية للقيام بوظائفها مثلها مثل خلايا الدم البيضاء الطبيعية، قبل أن تبدأ بالتفاقم.

 

 

هناك نوعان رئيسيان لسرطان الدم المزمن:

سرطان الدم الليمفاوي المزمن (CLL)

سرطان الدم النقياني المزمن (CML)

ينجم سرطان الدم عند الاطفال عن حدوث تغيير في الشفرة الوراثيّة في صبغيّات الخليّة الدّمويّة والذي يسبّب النمو غير المراقب. غالبا لا تعرف أسباب خلل الشفرة الوراثية. ويحاول المختصون بإجراء أبحاث وبائية ايجاد الرابط بين سرطان الدم (اللوكيميا) والتعرّض للفيروسات، المواد الكيميائيّة والإشعاعية  وغيرها..

أعراض سرطان الدم عند الأطفال

أعراض سرطان الدم عند الاطفال ليست محدّدة ولا يمكن اعتمادها فقط. من الأعراض الممكنة :

نقص في الدم

ارهاق وشحوب

ميل المريض إلى النّزيف

حدوث التهابات متكرّرة

ظهور آلام في العظام

تضخُّم العقد اللمفاويّة، الكبد والطحال

في حالات نادرة تظهر آلام  في الرأس وتضخُّم الخصيتين كنتيجة لتغلغل خلايا اللوكيميا.

 

كيف يتم تشخيص سرطان الدم ؟

يقوم الطبيب ببعض الإجراءات التالية لتشخيص سرطان الدم:

فحوصات الدم: من بين فحوصات الدم التي تجرى في أغلب الأوقات هو فحص تعداد الدم الكامل (CBC) وفحص وظائف الكلى، وفحص وظائف الكبد وفحص تحديد مستوى حامض اليوريك. كما أن فحص مسحة الدم تحت المجهر ضروري للبحث عن أي خلايا سرطانية.

خزعة نخاع العظم هي أكثر الفحوصات شيوعاً لتحديد نوع سرطان الدم.

البزل القطني (Spinal tap) للبحث عن خلايا سرطانية في السائل الشوكي (cerebrospinal fluid) وهو السائل الذي يملأ الفراغات داخل وحول الدماغ والحبل الشوكي.

فحص الوراثيات الخلوية (Cytogenic analysis) حيث ينظر المختبر إلى الكروموسومات في الخلايا من عينات الدم أو نخاع العظم أو الغدد الليمفاوية لتحديد ما إذا كانت هناك أي مشاكل وراثية محددة. على سبيل المثال فإن الأشخاص الذين يعانون من سرطان الدم النقياني المزمن لديهم كروموسوم شاذ يسمى كروموسوم فيلادلفيا.

 

التشخيص الجزيئي (فحوصات PCR  و FISH. ) يتمكن فحص تفاعل البلمرة المتسلسل (PCR) من الكشف عن آثار الخلايا السرطانية في الجسم، بينما يعمل فحص “مضان التهجين في الموقع” (FISH) بالكشف عن أي عيوب في الكروموسومات في الحمض النووي للخلية.

 

مراحل علاج اللوكيميا  :

مراحل علاج سرطان الدم الحاد

التحْريض أو الحث Induction:

وهي مرحلة تهدئة المريض، حيث يلجأ الطبيب المعالج إلى تدمير الخلايا السرطانية واستبدالها بخلايا سليمة، ويكون ذلك بإعطاء المريض حقنات من الأدوية على فتراتٍ تمتد ما بين الأسبوع إلى الشهر، بناءً على نوع المرض، حيث يحتاج الجسم بعد هذا العلاج إلى أسابيع ليستطيع إنتاج خلايا دم جديدة، وعلى المريض أن يبقى خلال فترة العلاج في المستشفى.

 

 

 

مرحلة التكثيف Intensification:

وهي المرحلة الثانية، حينما لا تظهر بعض الخلايا السرطانية أثناء التشخيص، حيث يبدو الدم خالياً منها، لذلك يلجأ الطبيب إلى إعطاء المريض علاجاً لقتل الخلايا السرطانية غير الظاهرة، وعادةً ما تكون الأدوية المعطاة للمريض في هذه المرحلة نفس الأدوية المعطاة له في مرحلة التحريض، إلّا أن كمية الجرعة وموعدها مختلفٌ.

 

المداومة’Maintenance:

وهي المرحلة الأخيرة، حيث يكون الهدف منها منع الخلايا السرطانية من النمو مرةً أخرى، وتستمر هذه المرحلة من العلاج مدة ثلاث سنوات في بعض الأحيان، وتختلف طريقة العلاج باختلاف نوع السرطان، فإذا كان هناك احتمالية عالية لمعاودة الإصابة بالمرض فإنّ الطبيب يلجأ لزرع خلايا جذعية، وهذه المرحلة لا تتم في جميع أنواع المرض، وإنّما تكون في حالة علاج سرطان الدم الليمفاوي الحادّ ALL.

 

مراحل علاج سرطان الدم المزمن

هذا النوع لا يمكن شفاؤه بشكلٍ كلي، وإنّما يكون العلاج لمساعدة المريض على العيش حياةً طبيعيةً، حيث يتم توجيهه وإرشاده لكيفية التعامل مع المرض ومع آثاراه الجانبية، حيث يتلقى المريض العلاج من أجل تدمير خلايا الدم غير الطبيعية، ويكون على النحو الآتي:

المتابعة والمراقبة: لا يعطى المريض علاجاً في المراحل الأولى من هذا السرطان؛ لأنّه يتطور ببطءٍ ملحوظ، لأجل ذلك يشاور الطبيب المريض من أجل بدء العلاج، ومراقبة وضعه لمعرفة فيما إذا كان يحتاج للعلاج أم لا، وتكون أنواع العلاج على النحو الآتي:

زرع خلايا جذعية.

علاج بيولوجي.

علاج إشعاعي.

تجارب سريرية،

يخضع المريض فيها لتشخيصات تحدد أمان وفعالية العلاج. العلاج الكيميائي. علاج التلوث.

 

 

مُعالجَة مُلطِّفة Palliative:

تعتبر هذه المرحلة لعلاج الحالات التي لا أمل من شفائها، مع احتمالية تفاقم خطر المرض مع مرور الوقت، وهذا النوع من العلاج يختلف عن العلاج الإشفائي / الأدوية، حيث إنّه يتبع لتحسين حالة المريض من الناحية النفسية والعقلية إلى جانب الناحية الجسدية، ويساهم هذا العلاج في السيطرة على آثار العلاج الجانبية، ومساعدة المريض على تقبل وضعه الصحي والتعايش معه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى