مفاهيم في إشكالية فلسفة مصطلح المثقف المفكر الفيلسوف
الحلقة الأولى / إطلالة على الإشكالية
الدكتور عامر الدليمي
عضو اللجنة القانونية
المنتدى العراقي للنخب والكفاءات
في أحيانٍ كَثيرة نَقراء لأشخاص في مُجتَمعنا العَربي يُطلَق عَليهم وَصف المُثَقف أو المُفَكر أو الفَيلَسوف ، إلا أن المُهم جداً أن يُفهَم مَعنى هذه التَسميات ولماذا تُطلَق عَليهم هذه الصِفَة؟ ، وهَل هي استحقاق حَقيقي لَهم أم لدَوافع ثقَافية مُتقاربة في الفَهم أم غَير ذلك ؟ ، ولذا نَجد أحياناً أن هذه التَسمية لا تَستَحق أن تُطلق على اسم من الأسماء صِفَة مُثَقف أو مُفَكر أو فَيلَسوف بَينما نَجد هُناكَ أشخاص أكثرَ إنتاج فِكري وعَطاء ثَقافي مُتَميز ولَم يُطلَق عَلَيهم إحدى هذه الصِفات ، وخَاصة عِند المُقارنة بَين عَطاء شَخصَين ممَن يُطلَق عَليهم هذا الوَصف الثَقافي ، ولذلك يَجد القارئ المُتلقي أحياناّ أنه في حَيرة من التَأمل والتَساؤل والتَقييم والتَفكير عن أسباب ذلك ، ولهذا من الأهَمية ضَرورَة تَحديد ومَعنى لمَفهوم المُثَقف والمُفَكر أو الفَيلَسوف بالاعتماد على المَوضُوعيَة والحيادية ومِقدار المُساهَمة في الإبداع الثَقافي والفِكر الإنتاجي الذي يَرفد المُجتَمعات الإنسانية بما يُقدمه أي شَخص من أفكار وعِلوم ثَقافية تَتَناسب وهوية المجتمعات ووضعها الاجتماعي والثَقافي لكَي يّستحق أن يُطلَق علَيه هذه الصِفة ،،مُثَقف ،مُفَكر، فيلَسوف،،إذ من المُلاحَظ في أحيانٍ كَثيرة وفي مَجالس ثَقافية يُطلق على شَخص ما مِن بَيَن الحُضور صِفَة مُثَقَف في حِين لم يُلمَس مِنهُ أو يُوجَد عِندَه إنتاج ثَقافي يُدلل عَليه هذه التَسمية أو هذا الوَصف لكَي يَستَحقه ،،،ويُعتَقد إن ما يدفع لتَقدير ذلك هو لأسباب شَخصية لا تَستَند الى موضوعية ثَقافية صادقة ، أو إلى مُجامَلة على حِساب الحَقيقة ،،،وكما يُلاحَظ في وَسائل الإعلام إطلاق هذه التَسّميات أو الصِفات لأشخاص لا يّستَحقونها وإنما لغايات مُعينة.
