لجنة التربية و التعليم العالي و البحث العلمي

آراء ابن خلدون بالتعليم في مقدمته

بقلم: الأستاذ الدكتور قيس عبدالعزيز الدوري

عضو لجنة التربية والتعليم العالي والبحث العلمي

المنتدى العراقي للنخب والكفاءات

      قدم ابن خلدون في “المقدمة” رؤية شاملة للتعليم، معتبراً إياه جزءاً لا يتجزأ من العمران البشري ومظهراً من مظاهر تطور الحضارة. لم يكتفِ بوصف العلوم، بل وضع أسساً منهجية للتعليم والتعلم.

أبرز آراء ابن خلدون في التعليم

العلم “صناعة” و”ملكة”:

يرى ابن خلدون أن التعليم هو “صناعة” تهدف إلى إكساب المتعلم “ملكة” أو قدرة راسخة على التفكير والفهم في علم معين. هذه “الملكة” لا تأتي دفعة واحدة، بل تتكون تدريجياً عبر الممارسة والتكرار.

أهمية التدرج والتكرار:

من أهم قواعده المنهجية هي ضرورة التدرج في التعليم. يجب على المعلم أن يبدأ مع المتعلم بالمسائل الإجمالية البسيطة، ثم يعود إليها في مراحل لاحقة ليزيدها تفصيلاً وشرحاً. وقد أوصى بتكرار الدروس ثلاث مرات: مرة للإجمال، ومرة للتفصيل، ومرة لترسيخ “الملكة” في ذهن المتعلم.

الابتعاد عن الشدة والعنف:

ينتقد ابن خلدون بشدة استخدام العنف والضرب في التعليم، ويؤكد على أن ذلك يضر بالمتعلم من عدة وجوه:

يذهب بالنشاط ويؤدي إلى الكسل.

يعلم المتعلم الكذب والنفاق لتجنب العقاب.

يذهب بهجة النفس ويعلمه الخوف، فيكبح تفكيره وإبداعه.

تجنب الاختصار والإجمال المخل:

حذر ابن خلدون من الإفراط في الاختصارات والملخصات التي تخل بالمعنى، لأنها تمنع المتعلم المبتدئ من فهم الموضوع كاملاً، وتؤدي إلى عدم تكوين “الملكة” العلمية بشكل صحيح.

ضرورة تلقي العلم عن الشيوخ:

يؤكد ابن خلدون على أن العلم لا يُؤخذ من الكتب وحدها، بل لا بد من تلقيه عن “الشيوخ” (المعلمين). فالمعلم ينقل للمتعلم الطرق والأساليب الصحيحة للفهم، ويشرح له ما استغلق من المعاني، ويشجعه على الحوار والنقاش.

مراحل تعلم العلوم:

يحدد ابن خلدون منهجاً للتدريس على ثلاث مراحل:

المرحلة الأولى: تقديم إجماليات العلم وأصوله، مع شرح مبسط للمفاهيم.

المرحلة الثانية: إعادة شرح العلم مع التوسع في المسائل وإزالة ما بقي من الإشكاليات.

المرحلة الثالثة: العودة إلى العلم مرة أخرى ليتأصل في نفس المتعلم وتتكون لديه “الملكة” الراسخة.

واخيراً من باب الأمانة العلمية كل ما ورد بالمقال من معلومات هي لأبن خلدون وإنما أنا ناقل ومحلل ومنظم للأفكار من كتاب المقدمة ولذلك اقتضى التنويه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى