لجنة الشباب و الرياضة

بين انتخابات مضت وانتخابات قادمة … اتحاد كرة القدم إلى أين؟

الجزء الثالث والاخير

أ. د إسماعيل خليل إبراهيم

نائب رئيس لجنة الرياضة والشباب، المنتدى العراقي للنخب والكفاءات

   ثامناً : الفئات العمرية : لا يختلف اثنان على أن الفئات العمرية هي مستقبل كرة القدم في أي بلد في العالم لذلك نرى الإهتمام الكبير لأندية العالم واتحادات كرة القدم بالصغار وتوفر لهم جميع الإمكانات ليكونوا نجوم المستقبل ، فيتولى تدريبهم ملاكات متخصصة على أعلى المستويات ، وملاكات إدارية توفر لهم احتياجاتهم كافة ، فضلاً عن الرعاية الطبية والنفسية والتربوية والعلمية ، باختصار تًسَخَر لهم منظومة متكاملة من الجنود المجهولين الذين تَستَثمِر الملاكات التدريبية للمنتخبات جهودهم ونتاجهم وتشارك بهم الاتحادات في البطولات القارية والعالمية ، لذلك نرى أن على الهيأة الإدارية الجديدة للاتحاد القيام بالآتي :

1 – المتابعة الدورية لفرق الفئات العمرية في الأندية منذ اختبارات التي تجرى للمتقدمين لها مروراً بالوحدات التدريبية وانتهاءً بمستوياتها في الدوري الخاص بها عن طريق اللجان الفنية المتخصصة.

2 – تحديد مواصفات ومؤهلات الملاكات التدريبية التي تتولى تدريب فرق الفئات العمرية.

3 – تخصيص مكافئات مالية مجزية للفرق الفائزة بالمراكز الأولى ببطولات الفئات العمرية.

4 – إقامة مباريات فرق الشباب قبل مباريات دوري الكبار لفرق الأندية ذاتها.

5 – إقامة دورات تدريبية تخصصية في تدريب فرق الفئات العمرية وعلى وفق كل مرحلة عمرية إذ لكل مرحلة متطلبات تدريبية خاصة بها تختلف عن المرحلة السابقة واللاحقة لها وإن كانت جميعها تكمل بعضها بعضاً فتدريب الفئات العمرية هو تدريب تراكمي حيث تكمل المرحلة اللاحقة ما تم انجازه في المراحل السابقة.

ولعل من أبرز شواهد ضعف اهتمام الاتحاد بدوري الفئات العمرية جدول مباريات دوري الفئات العمرية لمنطقة بغداد الذي نشر على صفحة الاتحاد على الفيس بوك والذي تضمن إقامة دوري منطقة بغداد تحت ( 19 سنة ) منذ يوم الأحد ( 27 / 7 / 2025 ) الساعة ( 15 : 3 ) ظهراً ، وإقامة دوري منطقة بغداد تحت ( 21 سنة ) يوم الإثنين ( 28 / 7 / 2025 ) الساعة ( 15 : 3 ) ظهراً أي في عز حر شهر تموز ولا ندري أين كان الاتحاد على مدار الشهور الماضية.

تاسعاً : اعضاء الهيأة الإدارية والإعلام : من بين عناصر نجاح أي هيأة ممارسة كل إدارة ضمن الهيكل التنظيمي الدور الموكل لها ومن هذا المنطلق فإن المكتب الإعلامي في الاتحاد العراقي لكرة القدم هو المسؤول المباشر عن التواصل مع وسائل الإعلام والتصريح لها ونشر أخبار الاتحاد وقراراته وكل ما يصدر عنه إلى جانب الناطق الإعلامي بإسم الاتحاد وهذا لا يلغي استضافة بعض وسائل الإعلام أحياناً لأحد أعضاء الاتحاد شرط أن يتحدث عن ما يعبر به عن وجهة نظر الاتحاد وليس وجهة نظره وتجنب التشهير بالأخرين أو النيل منهم إذ ان الإساءة للبعض هي إساءة للجميع وبضمنهم المتحدث ذاته ، لذلك على الهيأة الإدارية الجديدة أن تتعامل مع الإعلام على وفق هذا المنظور .

عاشراً: رابطة الدوري الأسباني : امام الهيأة الإدارية الجديدة للاتحاد خياران لا ثالث لهما، أولهما: الإطلاع على بنود العقد الذي تم توقيعه بين الاتحاد والرابطة ومعرفة ما الذي تم تنفيذه منها والوقوف على اسباب عدم تنفيذ بنود العقد كافة لتلافيها والمباشرة بتنفيذها.

وثانيهما: الاتفاق على فسخ العقد بالتراضي وحجم المبلغ الذي يمكن للاتحاد استرداده من قيمة العقد لاسيما وأن أحداً لم يلمس للرابطة أي دور مؤثر على مدار المدة التي اعقبت توقيع العقد لغاية الأن.

حادي عشر : تفعيل دور الاتحاد في تأمين الأموال ذاتياً: من المهام الرئيسة لكل اتحاد رياضي أن يكون هو المصدر الرئيس لتأمين الأموال التي يحتاجها لتغطية احتياجاته وليس الاعتماد بشكل شبه تام على ما تقدمه له الحكومة من أموال، ومن أهم المصادر التي يستطيع الاتحاد تأمين الأموال ذاتياً عن طريقها:

1 – التسويق والاستثمار: ويشمل تسويق واستثمار كل ما يمتلكه الاتحاد من خلال تشكيل إدارة خاصة بالتسويق وأخرى بالاستثمار من مختصين وخبراء في كلا المجالين وهو ما يعود عليه بعائدات مالية كبيرة وهذا ما تعتمده اتحادات كرة القدم في العالم.

2 – حقوق الرعاية: وهي الأموال التي تقدمها جهات تجارية لوضع شعاراتها أو اعلانات الدعاية لمنتجاتها في المواقع التي تعود ملكيتها للاتحاد.

3 – حقوق النقل الفضائي: وهو مصدر أخر لتأمين الأموال لكن حجمها يعتمد على مستوى الدوري ونجاح الاتحاد في تسويق مبارياته للفضائيات المحلية والخارجية.

وهناك مصادر أخرى منها عوائد منح الرخصة للأندية، وتسجيل اللاعبين، وحصة الاتحاد من عوائد بيع بطاقات دخول الملاعب. ومن المؤكد أن هذا لا يحول دون قبول الاتحاد للتبرعات والمنح والهبات المالية التي تقدم له من الحكومة أو الجهات الداخلية والخارجية وبما يتفق والقانون.

ثاني عشر: تطبيق قانون اللعب المالي النظيف: وخلاصته أن ما تنفقه الأندية من أموال على كرة القدم يجب أن لا يزيد عن مواردها ولا تشمل تلك الموارد التبرعات والهبات والإعانات التي تقدم لها بل يجب أن تكون من كرة القدم فقط ومنها أموال الرعاية وبيع عقود اللاعبين والتسويق والاستثمار في قطاع كرة القدم وكل ذلك يجب أن يدرج في الموازنة السنوية التي على الأندية تقديمها نهاية كل عام إلى الهيأة العامة للاتحاد والجهات المالية الرقابية الحكومية وإلى الاتحاد. نأمل أن تضع الهيأة الإدارية الجديدة هذا الأمر موضع التطبيق.

ثالث عشر : منح التراخيص للأندية: لا يخضع منح التراخيص للأندية إلى الاجتهادات والأراء الشخصية، بل لتعليمات الإتحادين الدولي والأسيوي لكرة القدم وتلتزم الاتحادات الوطنية بتنفيذها، ومن بين تلك التعليمات عدم منح الرخصة لأي نادٍ يتم منعه من التعاقد مع لاعبين جدد من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم ، او عليه ديون للاعبين، أو مدربين أو أندية أو أي جهات أخرى حكومية كانت أم أهلية إلا بعد تسديد تلك الديون ، وهو ما على الهيأة الجديدة الالتزام بتطبيقه.

رابع عشر : عدم التدخل بعمل المدير الفني للمنتخب : إن التعاقد مع المدير الفني لأي منتخب في العالم يعني تفويضه بشؤون المنتخب كافة من اختيار الملاك التدريبي المساعد و اللاعبين و وضع خطة الإعداد والجوانب الخططية و طرائق اللعب واختيار تشكيلة المنتخب لكل مباراة وإجراء التبديلات خلال المباريات وتصحيح الأخطاء بعد كل مباراة ، ولا يحق لأي طرف التدخل في ما ذكرناه ، ويحدد مستوى المنتخب ونتائجه أمر بقاء المدير الفني أو انهاء التعاقد معه ، ولاشك في أن المستوى المتراجع والنتائج السلبية تمنح الاتحاد الحق في مساءلته واتخاذ القرار المناسب بشأنه ، وبخلاف ذلك فإن دور الاتحاد يتمثل في دعم المدير الفني وتقديم جميع التسهيلات له وتأمين احتياجات المنتخب كافة . إن على الهيأة الإدارية الجديدة تجنب تكرار الخطأ الذي وقعت فيه الإدارة الحالية للاتحاد.

خامس عشر : ضوابط تعاقد الأندية مع اللاعبين المحترفين الأجانب: إن المستوى غير الجيد للاعبين المحترفين الأجانب يدل دلالة واضحة على افتقار من يقوم باختيارهم والتعاقد معهم إلى الخبرات المطلوب توفرها في من يتولى هذه المهمة . ولتلافي الآثار السلبية لهذا الأمر من الناحيتين الفنية والمالية فإن على اللجنة الفنية ولجنة المدربين في الاتحاد وضع شروط وضوابط للتعاقد مع اللاعبين الأجانب ويمكن أن يكون من بينها ( مرتبة منتخب الدولة التي ينتمي لها اللاعب في تصنيف الاتحاد الدولي ، وتصنيف دوري بلد اللاعب داخل قارته ، وترتيب ناديه في الدوري المحلي ، وهل سبق للاعب تمثيل بلده في أي من منتخباته الوطنية ، وعدد مبارياته الدولية أو التي شارك فيها مع ناديه محلياً وقارياً ، وسجله الطبي وسلوكياته داخل الملعب وخارجه ، وسواها مما يمكن أن يضاف ) . وبالمناسبة فإن السماح بتواجد ستة لاعبين أجانب على أرض الملعب لكل فريق أمر لا بد من إعادة النظر فيه ولاسيما في ضوء المستويات الضعيفة للكثيرين منهم لأنه يكون على حساب لاعب محلي قد لا يقل مستواه عن الأجنبي من جهة وعدم إتاحة الفرصة أمام لاعبي الأندية الذين يمثلون المنتخب للتواجد المؤثر في مباريات أنديتهم من جهة أخرى ، ونرى أن لا يزيد العدد عن ثلاثة لاعبين يتوزعون على خطوط الفريق لا أن يتواجدوا في خط واحد لتدارك الخلل الذي يمكن أن يحصل في حال إصابة أحدهم ولإتاحة الفرصة أمام لاعبينا للتواجد في جميع الخطوط وهو ما يعود بالفائدة على النادي والمنتخب .

سادس عشر: تسمية الدوري: على الرغم من أن الاسم يجب أن يعكس صورة وحقيقة ما نطلق الاسم عليه ومنها تسمية الدوري، وأن يتم اختياره بعد دراسة وأن يستمر اعتماده لسنوات عدة لكن أن يجري تغيير اسم الدوري في كل موسم فهو أمر غريب وغير مفهوم ويدل على أن لا أساس يعتمد في ذلك، فمن الدوري الممتاز الذي لم يكن فيه شيء له علاقة بالاسم، إلى دوري المحترفين الذي لا تربطه بالاحتراف رابطة، إلى دوري نجوم العراق الذي خلا من النجوم، لذلك نرى أن لا ضير من العودة إلى الاسم القديم (دوري الدرجة الأولى) . إن التسمية لن تضيف لمستوى الدوري شيئاً لكن عدم تطابق الاسم مع المسمى يأخذ من رصيده وينعكس سلباً عليه. أخيراً نتساءل: هل أصبح تغيير اسم الدوري تقليد سنوي؟

نؤكد من جديد أننا لا نتناول فيما نكتبه الأشخاص فنحن نكن للجميع الاحترام والتقدير لكننا نتناول الأداء وهو حق مشروع ما دام منطلقه الأساس الحرص على المصلحة العامة ولا تتضمن كلماته وعباراته الإساءة المباشرة أو غير المباشرة لشخص أو مجموعة أشخاص. نسأل الله السداد والتوفيق للجميع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى