ثنائية علم التاريخ والسياسة حوار مفتوح ودورهما في حياة الدول

الدكتور عامر الدليمي
عضو اللجنة القانونية، المنتدى العراقي للنخب والكفاءات
التاريخ ليس دراسة ماضي الدول من حيث ما قامت به من أعمال أو إنجازات فقط ، وإنما أستخدم في عصرنا الراهن توثيق كل الأحداث السياسية أو الاجتماعية وحفظها لفائدة الأجيال القادمة ، والدول تعتمد في دراسة التاريخ على حقائق حدثت في الماضي وسوابقها وظروفها وحسب سياقها التاريخي وتحليلها سياسياً وفق منهج تاريخي كعلم مرتبط بالسياسة وإخضاعها للمناقشة واستنباط واستقراء حالة الدول من حيث قوتها وضعفها والأفكار التي كانت سائدة فيها التي لها علاقة بعلم السياسة لمعرفة تاريخها ، فعلم السياسة يعالج الجوانب السياسية ويهتم بدراسة انظمة الدول الحاكمة وكيفية إدارة شؤونها الداخلية والخارجية ، ولهذا فإن علم التاريخ والسياسة لهما دوراً مهم في حياة الدول لوصف ما جرى من أحداث لتماسهما بحياة الشعوب والأمم ولكونهما مرتبطان بتراكمات لها قيمة تخضع لظواهِرِهما وفق نظريات عديدة ومنهج لتفسيرها في إطار معرفي فكري يرتكز على الحقائق كأسلوب ناجح يحقق هدف وغاية مصالح الدول لترتقي بأحوالها العامة ،،
والتاريخ السياسي موجود لكل دول العالم وله تأثير كبير عليها ، و دائما ما تلجأ الدول الى فن المناورة وفن الممكن عند الحكم باعتمادها أساليب وطرق كعقد اجتماعي بينها وبين الشعب في عملية ربط بينهما مستفيدة من تجارب تاريخية ،ويمكن أن تقوم بدراسة الجوانب السياسية للحكومات التي سادت في مرحلة تاريخية قديمة ،مع الاستفادة من متغيرات النظم السياسية لصالحها كمبدأ عام وأساسي لصيانة سيادتها ورعاية مصالحها كحق لبقائها واحترام مركزها السياسي كجزء من ثقافتها وهويتها لأسباب اعتبارية مصدرها التاريخ لارتباطها بقيم حضارتها التي من الممكن ان تنظم عملها السياسي بحيث أن يكون له تأثير في حاضرها ويدلل على إرتباط الدولة بماضيها التاريخي مع إحترام حاضرها السياسي ، ولهذا أصبحت دراسة شؤون وطبيعة حياة الدول وشعوبها وما قامت به من إنجازات أو دخلت في حروب أو معتقدات تؤمن بها ليس هو سرد تاريخي مجرد للأحداث والوقائع وألآثار فيها وإنما تقديم خدمة لمستقبل الدول والشعوب و ليس لإستذكار الماضي فقط في حوار مفتوح لكي تحقق الدولة قفزات لمشاريع مستقبلية كإنجاز وطني عندما تتحول رمزيتهما التاريخ والسياسة الى فعل حقيقي لمصلحة الدولة كونهما قدما دروس ثنائية متلازمة لا إنفكاك عنها حالياُ ومستقبلاً .