مخاطر ظاهرة الإرهاب وكيفية مكافحتها

الدكتور عامر الدليمي
عضو اللجنة القانونية
المنتدى العراقي للنخب والكفاءات
المقدمة .
شهد العالم ظاهرة الإرهاب بشكل ملفت للنظر بصور متعددة وبفترات مختلفة ،كظاهرة مادية محسوسة نتيجة لإنحراف فكري أساسه التضليل وطرح شبهات تتخذ مواقف سلبية من الفطرة الإنسانية السليمة ،فيكون الفكر منحرفاً لأسباب سائدة منتشرة في المجتمعات الأقل وعياً وثقافة لإنعدام العقل المتوازن في تقييم الأمور وإلغاء الوجود الإنساني ، والعمل الإرهابي هو إنحراف في التصورات الفكرية والعقدية والإنسانية ، طبيعته إثارة الخوف والرعب والإضطرابات لتنفيذ مشروع إجرامي فردي أو جماعي وتعريض حياة الناس وحريتهم وأمنهم للخطر ، أو إلحاق الضرر بالبيئة أو باحد المرافق والأملاك العامة أوالخاصة أو الاستيلاء عليها .
وسائل وطرق مكافحة الإرهاب :-
١- دور الأسرة :- للأسرة دور إيجابي في حياة أفرادها وحمايتهم من الإنحراف و جريمة الإرهاب ،كون العائلة منظومة متكاملة لها وظائف محددة تجاه أفرادها ،كوحدة بناء مهمة أساس عملها تحصين أفرادها من مخاطر الإرهاب لإنعكاسه عليهم مباشرة ، وإن عدم قدرة العائلة او أحد مقوماتها له تاثير غير سليم يؤدي الى خطر تفكك العائلة وإنعكاس ذلك على الرفض الإجتماعي المؤثر على ضعف العلاقات الإجتماعية ، أو الوسط الذي يعمل فيه أحد أفراد العائلة بسبب سوء السلوك الإنحرافي في التصرفات ،لذلك يتطلب من العائلة التوعية المستمرة لأفرادها لغرض تحصينها من جريمة الإرهاب لتعيش في مناخ صالح .
٢- دور المؤسسات التعليمية والثقافية في مكافحة الارهاب :-
للمؤسسات التعليمية والثقافية مسؤولية كبيرة في ترسيخ القيم الإيجابية لدورها الفاعل في التربية وغرس القيم الأخلاقية النبيلة في نفوس أفراد المجتمع والمحافظة على بنائه بناء سليماً في تكوين الإتجاهات والقناعات والمفاهيم التي تُسهم في إزالة الإنحرافات والسلوكيات غير السليمة المضرة بالمجتمع وأمنه وإستقراره ،ومن مهامها أيضا ألإهتمام بالتنشئة الإجتماعية وإعتماد الأخلاق السليمة المبنية على التعاون الإجتماعي ، وتطوير الإبداع والتقدم العلمي الذي من أهداف الإرهاب إيقافه ليكون المجتمع جاهلاً علمياً وثقافياً ،لانه يعتمد على الافراد والشرائح التي تؤمن بالأفكار الخاطئة وتركز على الافراد الجهلة البعيدين عن الثقافة والعلم والتحضر ،،،فللمؤسسات التعليمية دور مهم في مكافحة الإرهاب ، وتطويرها للأفكار ووضع برامج في كيفية تحصين المجتمع ومقاومة الإرهاب ومكافحته لأنه يستهدف أمن وإستقرار المجتمعات .
٣- دور المؤسسات الآعلامية في مكافحة الإرهاب :-
عُرف الإعلام بأنه من وسائل التعبير الجماهيري ، ويهدف التفاعل مع حالة المجتمع في ظروف حالتي الأمن والظواهر السلبية والإنحرافات السلوكية ، وتقوم وسائل الإعلام في العصر الحديث بمهمة كبيرة في توجيه المجتمع نحو القضايا التي تتعلق به ، إذ يتميز بالقدرة على مكافحة الجريمة والحد من نشاطها من خلال توعية المجتمع بمخاطرها وتداعياتها والنتائج التي تترتب عليها ، فالإعلام يساعد على عرض الجريمة ومكافحتها من خلال الأخبار اليومية ،وتكوين صورة بعدم إعطاء أي مبرر يجعله مقبول في أذهان المجتمع ،لدور الإعلام في نشر الأفكار الصالحة ومحاربته ظاهرة الإرهاب والسلوكيات غير الأخلاقية وأسبابها ووسائلها .
٤- دور المؤسسات الشبابية والنوادي الرياضية في مكافحة الإرهاب:-
المؤسسات الشبابية والنوادي الرياضية تحوي نسبة كبيرة من الشباب ومساحات واسعة من المجتمع ويمتلكون طاقات وقوة ذكاء وحب التجديد والتطلع للمستقبل وإمكانية لخوض تجارب العمل الجماعي الناجح ، ولهم دور في تنمية المجتمع وعماده وسِر نهضته ،لذلك تتوجب الحالة والضرورة حمايتهم من آفة الجريمة الإرهابية ،والنظر للمستقيل بروح جدية تفاؤلية ،وإبعادهم عن إستهدافهم من قبل الارهاب لانهم مستهدفون كإسلوب من أساليب المنظمات الإرهابية والأنشطة الإجرامية ،كون الشباب أحدى المرتكزات العلمية والثقافية التي تعمل ضد الجهل والتخلف والخرافات وتطويقها ،وإبعاد شرها عن المجتمع لدورهم الفاعل والمؤثر ضد السلوك ألا أخلاقي .
٥- دور الاحزاب السياسية الوطنية والنقابات المهنية والمجالس الشعبية في مكافحة الإرهاب:-
ظاهرة الإرهاب ظاهرة مقيتة تهدف نشر الفوضى والعنف والترهيب بين أفراد المجتمع ، الأمر الذي يتطلب من الأحزاب الوطنية والمنظمات والنقابات المجتمعية وضع برامج وأنشطة وفعاليات لتعميم الوعي وإعتماد الثقافة والأفكار التي تعزز من فضح الأعمال الإرهابية لحماية المجتمع وعدم التسلل اليه بأية طريقة أو اسلوب كان ،،ومواجهته ومحاولة إستئصاله للمحافظة على أمن المجتمع وإستقراره ، ومجابهته فكرياً وثقافياً ،وكشف خطوطه وخططه ،والحالة التي يتسترون بها من داخل البلد أو من خارجه ،وعدم فسح المجال لتمدده وتحت أي غطاء لأن ضرر الإرهاب يعم الجميع وللمحافظة على حقوق الإنسان ،مع التثقيف ضده من خلال الندوات واللقاءات والمجالس المهنية والشعبية
٦- دور المؤسسات الدينية في مكافحة الإرهاب:-
من مهام المؤسسات الدينية التوعية الدينية الشاملة التي ليس لها شبهة بالتطرف ، والدعوة نحو الخير وصلاح النفوس وتشجيع التسامح والاحترام ،وترجمة التعاليم الدينية الى سلوك يهذب النفوس لتجنب السقوط بالمعاصي ، لأن العقائد الدينية لها تأثير على الناس والدعوة الى الموعظة الحسنة والإبتعاد عن العنف والإرهاب والكراهية ، ومحاولة إزالة الصور المغلوطة أو المشوشة التي تساعد على الإرهاب والتخريب والخوف والفزع ، فمحاربة الإرهاب من مسؤولية المؤسسات الدينية في توعية المجتمع لمواجهة الجريمة الإرهابية بقوة وحزم وعدم فسح المجال لمن يروج بإسم الدين لإرتكاب جرائم الإعتداء على الناس بمفاهيم خاطئة ،،مع بيان الحكم الشرعي منها والقيام بحملة توعية وإرشاد من قبل المؤسسات الدينية ،،،وعدم استغلال دور العبادة كغطاء لممارسات إرهابية .



