فلسفة ازدواجية الخيال والحقيقة في عقل الإنسان

للكاتب الدكتور عامر علي سمير الدليمي، عضو اللجنة القانونية / المنتدى العراقي للنخب والكفاءات
عرض المستشار سعيد النعمان، عضو اللجنة القانونية / المنتدى العراقي للنخب والكفاءات
أتحفنا الكاتب الكبير عامر الدليمي بكتابه عن الفلسفة والمعرفة وتنشيط العمل الإبداعي ويرى الكاتب أن الإنسان يتميز في معرفة الظواهر والاستدلال عليها بالعقل والبرهان. وأن الإدراك العقلي أدراك للمفاهيم والمسلمات والحقائق والمعاني الكلية العامة وأن العقل أو الدماغ يعتبر السؤل عن تكوين المفاهيم المجردة والبعيدة عن المحسوسات المادية. والتخيل هو تمثيل الأشياء من. دون أن تكون ماثلة للحضور في الواقع، ولكن يمكن للمتخيل تحويلها الى الواقع لأن الخيال هو بداية الإبداع وليس رغبة من فراغ. والشخصية الخالبة قد تمتلك قدرات من الإبداع والذكاء وبطرق متعددة منحها حياة أفضل عند استخدام طاقاتها الإبداعية.
ويرى الدكتور الكاتب هناك فرق كبير بين الخيال الواقعي وطموح الإنسان فيه والخيال والوهم المضطرب الذي لا تأثير له أو لاايمكن تحقيقه لعدم قربه من الواقع أو تحقيق الأمنيات لأسباب لم تتوفر لدى الأنسان المتخيل وقد يكون ضعف في إمكانيات تحقيقه.
ويرى الكاتب للخيال علاقة قوية بإرادة الإنسان الذي يمتلك عقلا ناضجا غير مصاب بحالة نفسية أو مرضية لأنها تمنحه وجود حقيقي منظور في الواقع في طريقة بنائه وأبعاده والى وقت قريب أو رسم طريقة تحقيقه بعد فترة زمنية. والإنسان دائما ما يحاول أن يعرف لكي يصل بتفكيره إلى شيء يريد معرفته فيركن الى محاورة عقله واتخاذ قرار بشأنه من حيث الإدراك والفهم.
ويرى الكاتب أن العقول الكبيرة تناقش الأفكار وتفتح نافذة لا فاق كبيرة وفك مكوناتها وتقديم خياراتها لمشروع يحقق مسارات ناجحة مع وجود متغيرات وأحداث اجتماعية تؤثر على الواقع الاجتماعي. والخيال عن رغبات شخصية وإبداعات من منظور خيالي لتعزيز شخصية الإنسان الذي يمتلك قدرات متعددة من الإبداع مع وجود خيال ضيق وأخر واسع. كما تضمن الكتاب فلسفة ازدواجية للخيال والحقيقة في عقل الإنسان ومواضيع متعددة تفيد القارئ في مجال الفلسفة والخيال.
كتاب دكتور عامر تضمن عناوين وشرح وافي وأمثلة وصور مجسدة لكل محور توجب الاطلاع وقرأتها لمزيد من الفائدة أولا ـ فلسفة أيعاز العقل والية حركة الحسم ثانيا ـ فلسفة الخيال والإدراك العقلي ثالثا ـ بين الحقيقة ووهم الخيال رابعا ـ تأثير العائلة والمجتمع على خيال الفرد خامسا ـ الشخصية الواقعية الجدية والشخصية الخيالية سادسا ـ العقلانية واللاعقلانية في السلوك سابعا ـ علاقة الخيال بالحالة النفسية للإنسان ثامنا ـ رمزية الإدراك العقلي والإدراك الحسي تاسعا ـ حالة الوعي واللاوعي في السلوك والتصرف عاشرا ـ علاقة الخيال بالقوة الإرادية أحد عشر خيال الماضي والمستقبل أثنا عشر ـ حالة الكذب الإرادي والكذب اللاشعوري ثلاث عشر ـ خيال الشعور بالعظمة والغرور الوهمي أربعة عشر ـ ازدواجية مشاعر الاحترام والكراهية خمسة عشر ـ رمزية وأثر الحوافز النفسية على الإنسان في الحياة ستة عشر ـ الخيال والحقيقة في المبتدأ والخبر .
وهذا هو العنوان الأخير لكتابه الذي تناول فيه الكاتب حياة الإنسان المليئة بالتجارب والعبر والمواقف منها مايكون صعبة ومنها ما تكون سهلة وميسرة. الحياة امتحان عسير وهي عرضة للفشل والنجاح والإنسان أحيانا قد يقع في دائرة الخيال إلا أنه خيال فاشل مفروض عليه بعيدا عن الواقع والحقيقة والخيال قد يكون في ممارسة حياته ببساطة ألا أنها قد تتعرض منغصات تؤثر على سعادته واهتماماته ثم يشير الكاتب إلى أن الخيال هو أحد الطرق للتعبير عن الواقع أن توفرت الإمكانيات والقدرات من تهيئة وتخطيط وعمل لانجازه لان صناعة العقل وما تخيله ليصبح حقيقة. أن الخيال هو أنتاج عبقرية الإنسان في الحياة يستطيع تحويله إلى مشروع أنساني كبير وعريض.
لقد نجح كاتبنا الكبير وتفوق على الكثير من الفلاسفة الذين كتبوا في هذا الجانب وأثبت أنه يتمتع بقدرات كبيرة وواسعة في تجواله في عالم الفلسفة المعقدة والصعبة وسجل حضورا رائعا ومبهرا في تسليط الضوء على عالم الخيال والحقيقة وفي هذا الكتاب ألزمنا قرأته كما كنا نقرأ لعظماء الفلاسفة الكبار من الذين تركوا ثروة إنسانية هائلة ومن بينهم سقراط وأفلاطون وأرسطو وأبن سينا وأبن رشد وأبن خلدون وغيرهم من الذين أسهموا في صناعة وتطوير المفاهيم الأخلاقية والسياسية والمنطق. لقد حقق الكاتب الدكتور عامر في كتابه ما لم يحققه العديد ممن كتب في هذا العلم الفلسفي ومخرجاته. وبالتأكيد سيكون لهذا الكتاب موقعا مميزا بين الكتب التي تناولت علم الفلسفة. والى المزيد من التألق والكتابة. وبالتوفيق والنجاح لكاتبنا المتوهج.