اللجنة القانونية

مفاهيم في إشكالية فلسفة مصطلح المثقف المفكر الفيلسوف

الحلقة الثانية / إشكالية من يطلق عليه صفة مثقف ؟؟؟

الدكتور عامر الدليمي

عضو اللجنة القانونية

المنتدى العراقي للنخب والكفاءات

 

مِنَ المُمكن طَرح سؤال في فَضاء عالم الثَقافة عَن ماهية مَفهوم المُثقف ؟ ولماذا تُطلق هذه الصَفة؟ وهل لها مَدلولات ثَقافية أم لها إستحقاق مُعين يَكون بالإعتماد على سعة إطلاع الشَخص في عالم الثَقافة أو على ما يَّمتلكه من مستوى ثَقافي؟ أو ما قَدَمه من إنجازات ثَقافية في علم حَياتي مُعين ؟ أم علوم مُتعددة ،،ولذلك فَقد تَباين وصف هذا المُصطَلح الثَقافي أمام كَثير من المُثقَفين والباحثين ،وقَد تَختَلف الرؤى في إطلاق صِفة المُثقف من شَخص لآخر ،أو  إطلاقها على شَخص أو لآخر  ، خاصة عند المُقارَنة المَوضوعية وفق مَنهج ثَقافي بصورة حيادية ،،،ولربما تَكون كَلمة مُثقف بَسيطة في تَفسيرها  لكنها عَميقة في مَعناها ، وفي هذه الحالة لابُد من مَعرفة مَعناها ؟  ومن هو المُثَقف الحَقيقي لتمييزه عن غَيره ممن يّدعّي الثَقافة والمَعرفة وهو بَعيد عَنها فاقد لها ،،،،،فالمُثقف إذاً هو من تّلقى قَدراً من تَّعليم وّقاد  ومُفيد ،وَقادر على فهم  الأفكار كإنسان عَصري اطلع على علوم وفنون الحَياة  وإدراك ما حوله من أشياء ،والوقوف على أحوالها من خِلال القراءة وما اجتمعت فيه عَناصر الفهم والوَعي الثَقافي في مُستَويات مُتقدمة وحَصيلة مَعرفية شَخصية في شؤون الحَياة ،مع أن هناك الكَثير من الأفراد يُوصَفونَ تَحتَ مَقولة مُثقَف أو مُصطَلح مُثقف في حين  لا يُمكن النَظر إليهم على أنهم مُثَقفين

وفقاً لقياسات و مَدلولات ثَقافية ، وسَبب ذلك يَعود الى اعتبارات شَخصية أو اجتماعية أو سياسية أو إعتيارات أخرى ، مع أن مثل هؤلاء لم يقدموا أو يُلمَس منهم  شَيى لعطاءٍ ثَقافي عالي  يُشير الى التَميز لكي يُطلق عَليهم هذا المٌصطَلح أو هذه الصفة أو  هذا أللقب  ،،، فالشَخص المُثقَف هو الذي يّمتَلك ثَقافَة واسعة في علوم الحَياة وجَوانبها الواسعة يَّستَطيع التَعبير عَنها  بسًرد مُبَسط مَفهوم أو بإسلوب كِتابي إسترسالي  حَصل عَليها من خلال قراءاته المُتعَددة المستَمرة ،أو سَماعه مُحاضرات أو نَدوات  في الفَضاء الثَقافي لمُثقفين في إختصاصات مُعينة ،،،كما يُمكن للمُثقَف ألإجابَة على ألأسئلة الموجَهة إليه بحدود مَعلوماته التي يَمتلكها لنَشاطه في دراسته للثَقافة وحَيويته للإطلاع لتَوسيع مَداركه ،كَشخص له حُب المَعرفة وإدراكه للأشياء وفهمه لما يَجول في ذهنه للأسس الثَقافية ومَقاصدها  مع إهتمامه بالمَشاكل المَعرفية ليسّتطيع التَحدث عنها لمقدرته الذهنية ،والتَفاعل الإيجابي الثَقافي كَسلوك ذاتي مُتطور يُعبر عَن هَويَته الشَخصية لتفاعله مع ثَقافات أخرى من مُنطلق الإستفادة من الفكر الثقافي الإنساني في مَجالات عَديدة متنَوعة مع تَحليه بالشجاعة الأدبية الثَقافية، وتمكنه من ألإطلاع على معارف الأفكار الجَديدة لفهم وإدراك ما يَحيطه ليَستطيع تَحليل مُعطَيات الواقع للتَوصل الى نَتائج سّليمة،،، ،،فَكَلمة مُثقف واسعَة في مَعناها بَسيطة في مَنطوقها ، ومن الصعوبة إطلاقها على أي شَخص لَم  تَكن له مؤهلات ثَقافية تُدَلل عَليه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى