الذكاء الاصطناعي والانتخابات النيابية

المستشار سعيد النعمان
عضو اللجنة القانونية
خطأ! مرجع الارتباط التشعبي غير صحيح.المنتدى العراقي للنخب والكفاءات
منذ وقت ليس بالقصير استخدم التزوير في الحياة السياسية في العراق وبالذات أثناء الانتخابات وبدأ ترويج التسجيلات الصوتية المفبركة عبر مواقع التواصل الاجتماعي الأمر الذي بات يشكل خطورة في اقتحام الذكاء الاصطناعي للانتخابات والتي ستجري بعد أيام.
أن الانتشار الواسع لتسجيلات صوتية منسوبة إلى شخصيات حكومية وحزبية مرشحة تربك الممارسة العملية الانتخابية وتعكر أجوائها ومصداقيتها الأمر الذي يقوض ثقة المرشحين والناخبين والمشرفين على إجراءاتها. كما أن شيوع عمليات التزوير الرقمي واستخدام الهويات المزورة عبر الانترنيت التي يصعب معرفة الفاعل لها إلا من خلال مختبرات متخصصة مكلفة ماليا غير متوفرة في العراق.
ويرى البعض من المختصين في الأعلام أن الانتشار السريع للمقاطع المفبركة قد لا تؤثر على سلامة وصحة الانتخابات لتأثيرها المحدود جدا على أراء الناخبين ومع ذالك لابد من اتخاذ التدابير والمعالجة لهذه الظاهرة كي لا تستفحل. كما أن شيوع سلاح الصوت المفبرك من الذكاء الاصطناعي الذي يغطي مساحة لا بأس بها من التأثير قبل موعد الانتخابات يقوض ثقة المواطنين والناخبين وغيرهم بمصداقية العملية الديمقراطية. لقد أشار التقرير البريطاني المترجم من قبل وكالة (شفق نيوز) إلى انتشار تسجيلات مفبركة من خلال الذكاء الاصطناعي منسوبة إلى مسئولين والتي هزت الساحة السياسية. أن الاستخدام الواضح للذكاء وإنتاجه أصوات مفبركة ضمن التقرير فاجأ السلطات العراقية ووسائل الإعلام ويعتقد أن المواد الصوتية جرى الترويج لها في وسائل التواصل الاجتماعي شئنا أم أبينا.
أن الذكاء الاصطناعي اليوم أصبح جزأ من حياتنا اليومية حيث تعاظمت استخداماته واتسعت في مختلف المجالات وحقق ثورة في التقنيات كافة. ومنها النشاط السياسي والمنافسة الانتخابية والفعاليات الشعبية الجماعية التي هي التعبير الحي لسيادة الرأي الحر والإرادة لذلك كانت لتطبيقات الذكاء الاصطناعي دورا مؤثرا في تكوين الرأي العام. لقد أختزل الذكاء الاصطناعي المسافات ورسم معالم التطبيق السليم لمناحي الحياة ودخل من أوسع أبوابها فهل تملك المفوضية العليا الرؤية والقدرة والإرادة لمواجهة هذا التحدي وتكسب المعركة الانتخابية.
أذن يتوجب على المفوضية استثمار هذا الذكاء الاصطناعي وتوظيفه ايجابيا واستمرار العمل على رصد سلبياته التي قد تؤثر على موازين التصويت ومنها
ـ قد يكون الذكاء بداية لنجاح المرشح نتيجة التواصل السريع والمستمر مع الناخبين
ـ يعتبر الذكاء الاصطناعي أحد الأدوات التي تسهم في أعادة تكوين المشهد الانتخابي
ـ يساعد على تحليل البيانات الضخمة وفهم توجهات الناخبين وصياغة رسائل سياسية وغير سياسية موجهة تلبي طموحات منتمي الأحزاب والمستقلين
ـ أنشاء مواقع للتواصل الاجتماعي والمنتديات التي توظف في شرح المناهج الانتخابية للمرشحين والناخبين.
ومن مزايا استخدام الذكاء الاصطناعي:
ـ تقليل الكلف المادية والانتقال إلى الفضاء الرقمي
ـ العناية بصياغة الإعلانات والبيانات
ـ تعزيز ثقة الناخبين بإجراءات المفوضية العليا المستقلة بصحة وسلامة إجراءاتها
ـ رصد حالات التحيز والتواطؤ وعدم الحياد الوظيفي لأي مرشح من المرشحين
ـ كما يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تعزيز الشفافية وعدالة الانتخابات وسلامتها والعكس صحيح أذا أستخدم في غير ذلك لا انه ذو حدين.
أن من أهم واجبات المفوضية المستقلة التصدي لسلبيات الذكاء الاصطناعي بتطبيق المادة (18) من قانون المفوضية رقم (31 لسنة 2019) واللجوء إلى تطبيق نص المادة (21) التي نصت الحق للمفوضية (الاستعانة بخبراء من مكتب المساعدة الانتخابي التابع للأمم المتحدة في مراحل الأعداد والتحضير وأجراء الانتخابات والاستفتاءات).
وفي الختام فأن الذكاء الاصطناعي يمنح فرصاً ممتازة للمرشحين في الانتخابات للحصول على كسبا وحصادا أكبر. وان الفوز بذلك يعتمد على مدى تقبل الجميع للتطور السريع لهذه التقنية الحديثة والتحول التقني والعمل به وتجاوز الأساليب التقليدية.