بواخر توليد الطاقة التركية ومواخير الفساد

المهندس طارق زياد الجميلي
عضو لجنة الصناعة والطاقة
المنتدى العراقي للنخب والكفاءات
تداولت الأنباء خبر تعاقد وزارة الكهرباء العراقية مع إحدى الشركات التركية التي تملك بواخر لتوليد الطاقة الكهربائية ، حيث وقعت شركة بي كي بي أس التابعة لكار باور شيب عقدا مع وزارة الكهرباء العراقية -الشركة العامة لإنتاج الطاقة الكهربائية المنطقة الجنوبية لتوفير كهرباء سريعة وموثوقة وبأسعار معقولة حسب ادعاء الشركة وبما يصل إلى 590 ميجاوات من خلال سفينتي الطاقة التابعتين لكار بورشيب ولفترة عقد أولية مدتها 71 يوما وحسب بيان الشركة المعلن.
وترافق ذلك بتصريح وزير الكهرباء الحالي عن عزم الوزارة بإضافة 1500 ميجاوات عبر باخرات توليد الطاقة!
إن مجرد النظر إلى هذا الرقم المتواضع المستهدف يعطي الانطباع بأن إجراءات وزارة الكهرباء العراقية تبتعد كثيرا عن الأهداف والطموحات المطلوبة لمعالجة نقص الطاقة الكهربائية في البلد حيث أعلن المتحدث باسم الوزارة ولعدة مرات بان النقص في توليد الطاقة يتجاوز 25,000 ميجا وات, علما إن الوزارة قد قامت باستئجار هذه البواخر دون وجود أي موافقات بيئية أو دراسات واضحة في تأثير هذه البواخر على الشبكة العراقية.
قام العراق للفترة من 2010 ولغاية 2016 (حسب تقارير الوزارة السنوية) استئجار هذه البواخر ولم تحدث أي تأثير ملحوظ على وضع الشبكة العراقية حيث جهزت كميات قليلة جدا مقارنة بالطلب الكبير على الكهرباء.
لقد لاحقت شبهات الفساد نفس الشركة التركية حين عملت في جنوب أفريقيا حيث تم إلغاء التخويل الممنوح للشركة المذكورة من قبل حكومة جنوب أفريقيا في تموز الماضي بعد اكتشاف قيامها بدفع الرشاوى للحصول على الموافقات البيئية بأي ثمن وهذا يكشف وبشكل واضح كيف تعمل الدول على المحافظة على القوانين التي تضمن حقوق المواطن وخاصة تلك المتعلقة بصحته وهو على العكس تماما مما تنتهجه الحكومات المتعاقبة بعد احتلال العراق في 2003.
إذا صح التسريب بأن سعر الوحدة كيلووات ساعة ب 11 سنت فإن العقد الذي فترته هو 71 يوم يصل إلى 590 ميجاوات من خلال سفينتي الطاقة التابعتين لكار بورشيب سيكلف 121,000,000 دولار وبأسلوب خذ أو ادفع.
أن العراق يعاني في منطقته الجنوبية من ضعف شبكته لنقل الطاقة بالتالي فان إضافة طاقات إضافية إلى الشبكة تحتاج إلى تطوير منظومة النقل لحل الاختناقات الحالية فيها والتي جعلت من المنطقة الجنوبية ضعيفة الارتباط بالمنظومة.