لجنة العلوم السياسية

مستقبل المشرق العربي بعد سقوط نظرية ام القرى التوسعية الإيرانية – الاسباب والدوافع

الدكتور عبدالوهاب القصاب

العضو المؤسس في المنتدى العراقي للنخب والكفاءات

رئيس لجنة العلوم السياسية

المقدمة

تمخض عن انهيار البوابة الشرقية للوطن العربي بسبب الغزو الأمريكي للعراق عام ٢٠٠٣ بروز واقع جيوبوليتيكي جديد في المنطقة أبرز ما فيه هو التغول الإيراني الذي مر بمرحلتين اولاهما حين اتاح المحافظون الجدد عرابي غزو العراق لإيران لان تتدخل في الشأن الداخلي العراقي عبر تمكين ألغازي المحتل لشيعة العراق وأحزابهم الدينية بتسلم حكم العراق وشطر عرب العراق إلى شطرين شيعي وسني يعادي بعضهما بعضاً.

أعقب هذه المرحلة مرحلة التغول الايراني في العراق الذي ساعد في انعاشه الرئيس الأمريكي الأسبق باراك اوباما الذي كان يكن كراهية شديدة للعرب غير معروفة دوافعها من هنا تبادر كثير من المثقفين الإيرانيين من معسكر الولي الفقيه لمحاولة صياغة نظرية فكرية تبرر الأطماع والطموحات الإيرانية في المشرق العربي ومن هنا جاءت نظرية ام القرى التي تبناها النظام وسار على هديها تساعده أذرعه التي زرعها في المشرق العربي.

نظرية “أم القرى” هي نظرية سياسية طرحها محمد جواد لاريجاني شقيق علي لاريجاني، رئيس مجلس الشورى السابق المفكر والسياسي الإيراني، في إطار فهمه لدور إيران في العالم الإسلامي والمنطقة. هذه النظرية تهدف إلى تأسيس رؤية إيرانية تلعب فيها إيران دورًا محوريًا في قيادة الأمة الإسلامية، بناءً على قيمها الإسلامية وموقعها الجغرافي والتاريخي.

أسس النظرية:

1.     أهمية إيران كقلب العالم الإسلامي:

• يصف لاريجاني إيران بأنها “أم القرى” أو المركز الرئيسي للأمة الإسلامية، ويعتبر أن إيران بفضل ثقافتها وحضارتها الإسلامية قادرة على لعب دور ريادي في توجيه المسلمين نحو الوحدة والتحرر من الهيمنة الغربية.

2. التشيع كمرجعية:

• تعتبر النظرية أن إيران، كدولة شيعية، يمكنها أن تكون المركز الروحي والفكري للمسلمين. يعتمد لاريجاني على فكرة أن التشيع، من خلال التزامه بالعدل والمقاومة، يمكن أن يكون مصدر إلهام للأمة الإسلامية جمعاء، بما في ذلك السنة والشيعة.

3. مقاومة الهيمنة الغربية:

• تدعو النظرية إلى التصدي للهيمنة الغربية في العالم الإسلامي، من خلال تعزيز الهوية الإسلامية وبناء تحالفات استراتيجية مع الدول والمجتمعات المسلمة لمقاومة النفوذ الغربي والاستعمار الجديد.

4. بناء نموذج إسلامي للحكم:

• يدعو لاريجاني إلى تقديم نموذج إيراني ناجح للحكم الإسلامي يجمع بين القيم الإسلامية والإدارة الحديثة، بحيث يكون هذا النموذج قدوة للدول الإسلامية الأخرى.

أهداف النظرية:

• تسعى نظرية “أم القرى” إلى توسيع نفوذ إيران الإقليمي وتعزيز دورها كقوة عظمى في الشرق الأوسط.

• تحقيق الوحدة الإسلامية من خلال تعزيز العلاقات مع الدول الإسلامية وحركات المقاومة.

• توجيه الأمة الإسلامية نحو مقاومة التطبيع والتعاون مع الدول الغربية، وخاصة الولايات المتحدة وإسرائيل.

النقد والتحديات:

• تعرضت النظرية لانتقادات كثيرة من قبل البعض الذين يرون أن فكرة قيادة إيران للعالم الإسلامي تتجاهل التنوع الثقافي والمذهبي في العالم الإسلامي، حيث أن العديد من الدول والمجتمعات الإسلامية تتبنى مذهبًا سنيًا.

• كما أن هناك تحديات عملية لتطبيق هذه النظرية، خاصة في ظل الصراعات الإقليمية والحروب بالوكالة التي تشهدها المنطقة، حيث تعتبر بعض الدول إيران خصمًا سياسيًا ومذهبيًا.

خاتمة

نظرية “أم القرى” تعكس رؤية لاريجاني لفهم دور إيران في العالم الإسلامي وتعزيز نفوذها من خلال القوة الناعمة والتأثير الفكري، لكنها تظل موضوعًا مثيرًا للجدل في السياسة الإقليمية. واجهت نجاحا اوليا بما أتاحته لإيران من فرص قدمها الرئيس الأسبق باراك اوباما ونجاح إيران في التمدد في المشرق العربي والجزيرة العربي إلا انها واجهت في النهاية اخفاقا واضحا مما يرشحها للسقوط النهائي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى