لجنة العلوم السياسية

السعودية وفرنسا تتزعما المؤتمر الدولي لتحقيق مشروع الدولتين

بقلم أ.د هاني الحديثي

استاذ السياسة الخارجية والعلاقات الدولية والخبير في شؤون الباكستان واسيا

عضو المنتدى العراقي للنخب والكفاءات – لجنة العلم السياسية

 

ليومين متتاليتين احتضنت الامم المتحدة ولأول مرة مؤتمراً دولياً واسع الحضور والفعالية حول القضية الفلسطينية باتجاه حل الدولتين.

البيان الختامي لمؤتمر حل الدولتين المنعقد برعاية سعودية – فرنسية ينتهي الى الإقرار بحق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة على عموم أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة.

حل الدولتين يبنى وفق قرارات الامم المتحدة ومبادرات السلام العربية فضلاً عن مبدأ الارض مقابل السلام على أساس إقامة هيئة ادارية مؤقتة تدير قطاع غزة حالياً بدلاً من حركة حماس لحين اعتماد إجراءات فعالة لتحقيق وحدة الفصائل الفلسطينية تحت إدارة سلطة فلسطينية تمثل الشعب الفلسطيني الذي عانى الانقسام بسبب استقلال حركة حماس في القرار السياسي داخل قطاع غزة منذ 2006م وذهابها الى معارضة السلطة الفلسطينية في نهج التوصل إلى حل شامل للقضية الفلسطينية، وان يكون قطاع غزة خاضعاً للجنة إشراف اممية في إدارة القطاع وإعادة الإعمار وفق انشاء صندوق خاص لإعادة الإعمار فيه في خطوة مهمة لإعادة دمج القطاع مع الضفة الغربية وضمان تسليم السلاح لدى حماس للسلطة الفلسطينية تحت رقابة الممثلية الأممية لضمان قيام كيان فلسطيني يحقق ويضمن السلام للجميع .

وفي حال تحقق ذلك فإنها ستكون الخطوة الفعالة لتحقيق اعتراف دولي واسع خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2025 المقبل خاصة اثر تأكيد فرنسا وبريطانيا وعدد من بلدان أوروبا استعدادها للاعتراف بفلسطين دولة مستقلة في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد تحقق ضمانات دائمة للسلام بعيداً عن الأعمال العسكرية التي كان من نتائجها تدمير شامل لقطاع غزة وارتكاب إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني من قبل حكومة نتنياهو  في غزة تركت تأثيراتها نحو اجماع دولي شعبي ومنظمات وحكومات وجامعات في عموم بلدان الغرب والولايات المتحدة في اول ظاهرة عالمية تدعم حق الشعب الفلسطيني في الحياة وإقامة دولته المستقلة غير المسلحة .

الان امام حركة حماس الفرصة للعودة تحت جناح السلطة الفلسطينية كحركة سياسية عبر اتخاذ قرار حاسم في إنجاح الجهود العربية-الأوروبية لتحقيق هذا المشروع الشرعي والحلم الطبيعي للشعب العربي الفلسطيني، والذي يتعرض لمعارضات قوية من قبل الإدارة الأمريكية والكيان الاسرائيلي.  ويتم ذلك بالابتعاد عن المحور الإيراني الذي وظفها كما وضف القضية الفلسطينية لمقاصد سياسية تحقق له سياساته التوسعية في عموم العالم العربي عامة ومشرقه بشكل خاص، وانهاء معاناة مليوني فلسطيني غزاوي استشهد وفقد وغيب وجرح ما يزيد عن ربعهم بعد ان تم تدمير جميع مقومات الحياة في القطاع.

بعبارة اخرى فان حركة حماس إذا ما تسببت باي شكل من الأشكال في افشال او تعويق هذا الجهد السعودي -الأوروبي، فإنها ستكون قد قدمت خدمة للإدارتين الأمريكية والاسرائيلية في افشال الجهد الدولي لإقامة الدولة الفلسطينية على عموم الضفة الغربية وقطاع غزة وان كان عن دون قصد منها، وبذلك ستمنح ذريعة اخرى لاستمرار حرب الإبادة الجماعية في غزة.

اما في حالة مشهد نجاح هذا الجهد الدولي فان ذلك سيحقق خطوة اخرى نحو انحسار النفوذ الايراني ومنعه من استمرار توظيفه للقضية الفلسطينية وسيلة لخدمة مقاصده الإقليمية وهو الامر الذي سينعكس سلبا على أذرع إيران المتبقية في عموم المشرق العربي وربما يمتد هذا التأثير سلباً على استمرار النظام الإيراني ذاته بعد ان يكون قد فقد أدواته في المنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى