لجنة الصناعة و الطاقة

قصة الطوب الاحمر

قصة الطوب الاحمر

المهندس الاستشاري سحبان فيصل محجوب

رئيس لجنة الصناعة والطاقة في المنتدى العراقي للنخب والكفاءات

في بداية عام 1993 اتصل بي هاتفيا الدكتور تاج البشر مصطفى وزير الصناعة والتجارة في جمهورية السودان . كنت حينها مكلف بأدارة مكتب التنسيق الفني العراقي في الخرطوم وطلب مني التباحث مع المعنيين في رئاسة جامعة الخرطوم بخصوص تشغيل معمل الطابوق والمتروك قبل انجاز فحوصاته التشغيلية منذما يقارب الخمسة سنوات والمشيد من قبل احدى الشركات اليوغسلافية .

بنفس اليوم قمت بزيارة موقع المصنع الواقع على شاطئ النيل في احدى ضواحي العاصمة الخرطوم يرافقني عدد من المهندسين من جامعة الخرطوم والتي كلفتها الحكومة السودانية بتشغيل هذا المعمل بعد ترك الشركة الاجنبية الموقع قبل اتمام عملية التشغيل والانتاج ، قمت بتدوين الملاحظات واستدراج متطلبات التشغيل لتثبيتها والعمل على توفيرها .. طلبت من المعنيين تزويدنا بما لديهم من وثائق ومخططات تخص مكائن ومعدات المعمل وكانت الصدمة باعتذارهم واعلموني بعدم وجود اية اوليات او وثائق ماعدا هذه المكائن الصامتة.

عدت الى مكتبي الواقع في منطقة الخرطوم ((2)) واعددت رسالة تلكس الى مقر وزارة الصناعة والمعادن في بغداد تضمنت مختصرا لحالة المعمل وادرجت فيها المعلومات التي وفرتها من خلال زيارتي لموقع المعمل وكذلك طلب الوزير السوداني للاسناد الفني لتشغيل المعمل .

بعد عشرة ايام تقريبا وها نحن في منتصف شهر رمضان المبارك واذا بموفدي وزارة الصناعة والمعادن برئاسة المهندس القدير( علي اشرف ) وهو من الملاكات المتقدمة في المنشأة العامة للصناعات الانشائية ومعه المهندس ( نجم ) مدير معمل طابوق ديالى يلتحقان بالمكتب ، كنت باستقبالهم في مطار الخرطوم الدولي في يوم ساخن … وطلبوا مني التوجه الى موقع المعمل قبل ذهابهم للاقامة في الفندق … من هنا بدأت رحلة المعمل … كان العمل مستمرا ومكثفا خاصة في الفترة المحصورة بعد الافطار الى موعد السحور … وبعدة ايام من بدء الشروع بالعمل توصلنا الى نتيجة محددة وهي امكانية التشغيل بعد توفير كمية وقود الديزل وتهيئة 50 عاملا غير ماهر لبدء التدوير .

عاد الوفد الفني الى بغداد بعد اتمام كل شروط التشغيل الامثل لهذا المعمل اليتيم.. بعد ايام زارني مدير معمل الطوب الاحمر ومعه ( الهدية ) طابوقة بغلاف انيق من انتاج المعمل تقديرا لجهود المكتب المبذولة لانجاز التشغيل وفعلا كانت هدية معبرة ولها معاني من الوفاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى