غريزة ونزق العمل الإعلامي والإرهاب .

الدكتور عامر الدليمي
عضو اللجنة القانونية
المنتدى العراقي للنخب والكفاءات
تتحمل وسائل الإعلام قسطا ً من المسؤولية الأخلاقية عند ممارسة عملها وهذه المسؤولية لا تمنح دون مقابل بل عرضة لنتائج وإحترام متزايد للإهتمام بها عند إلقاء الضوء وجذب الإنتباه ولفت الانظار الى قضية معينة ، و دائماً ما يحاول الإعلام شد المواطنين إليه كغريزة سلوكية عند إداء عمله ، ولذلك دائما ما يلاحظ عليه إبراز ما يثير المواطنيين للتأثير في نفوسهم تارة فيها خوف وتحسب وتارة فيها بارقة أمل وفي ذات القضية ، وأحياناً فيها نوع من المبالغة عند نقل صورة تمنح المتلقي تفاؤل كبير، وأحياناً نجده يبث أخبار توصف بالإرهاب لتشويه الحقائق ،بحيث تولد إحباط وقلق نفسي بسبب تضليل الحقيقة للتأثير على نفسية المتلقي ،مع أن ممارسة الإرهاب الإعلامي عمل غير مرغوب به إجتماعياً وإنسانياً ومخالف لحياة الإنسان السوي.
لذا من الضروري أن تتبنى وسائل الإعلام وتتمسك بضوابط المهنة ومواثيقها وتحول دون حدوث إنزلاق في عملها بحيث يصبح عملها وسيلة إرهابية ،أو عملاً رديفاً للعمل الإرهابي كونها رسالته ووسيلة إنسانية تعمل على تبصير الرأي العام لحمايته من الإنحرافات الفكرية أو ألإخلال بالأمن المجتمعي ، مع ألإلتزام بالمهنة والعمل الصادق في نقل الحدث أو المعلومة بصورة متوازنة مع حجمها ألحقيقي ، كون الإعلام وسيلة تساعد على الإستقرار المجتمعي ودليل على صدقه ، ولا يستبعد من أن يكون بل من المؤكد أن هناك ممن يوجه ((بعض وسائل الإعلام )) بألأخبار المٌفبركة من أشخاص متمكنين مادياً أو سياسين أو منظمات أو شركات أو دول لإثارة أو بث نوع من المعلومات لأغراض وأهداف للتأثير على نفسية المتلقي إيجاباً أو سلباً من أجل تحقيق إحباط نفسي أو تحقيق غاية فيها أمل وطموح لمستقبل مفرح ،خاصة عند تناول تصريحات لمسؤولين و سياسيين أو إقتصاديين أو عسكريين وقيام المحللين بتحليل أي تصريح حسب رؤيتهم ومعلوماتهم أو الجهة المرتبطين بها
ومن الضرورة في مثل هذه الحالات أن يسموا رجال الإعلام بعملهم الإعلامي الذي يخدم الإنسان والحقيقة والإبتعاد عن تشويه الحقائق والتمسك بمبادئ المهنة دون تطرف ينافي ألحقيقة والأعراف الإنسانية ، وإلا لا يمكن وصفه إلا بإعلام إرهابي ينطلق من توجهات لصالح أجندات معينة لغرض الثأثير على نفسية المجتمع بإتجاه سلبي إحباطي.
ومن أكبر خطايا وسائل الإعلام إفسادها للحقيقة أو تضليلها في الوقت الذي يريد المواطن معرفة الحقيقة لكي يتبنى موقفاً أو رأياً يشارك في عملية أو موقف يدعمه أو محاربته ، فواجب الإعلام هو التواصل والإرتباط مع المجتمع لنقل الحقيقة وليس غيرها كحالة معرفية ، وألإعلام الناجح هو الذي يمسك بخط الحقيقة لخلق رأي عام سليم بعيد عن التشويش الذهني لأن مهمته إنسانية وغير إرهابية تخدم وتقدم الحقائق للمجتمع ،بالإعتماد على قواعد ومواثيق أخلاقية المهنة التي تعزز الثقة به ، كونه مهنة حرة ورسالة لنصرة الحق والحقيقة ضد الباطل واهله .



