مدى فاعلية وتأثير أخلاق النظم السياسية في السياسة الخارجية والعلاقات الدولية

الدكتور عامر الدليمي
عضو اللجنة القانونية، المنتدى العراقي للنخب والكفاءات
الاخلاق مجموعة القيم والسلوك في تصرفات الدول في السياسة والعلاقات الدولية ، كما لها مفهوم أوسع هي طرق النظم السياسية المستندة لأفعالها التي تحقق مصالحها العامة عند إتخاذ قراراتها ،، والاخلاق التي توصف بها الدول تستهدف التواصل لتحقيق علاقات سياسية دولية متوازنة في مصالحها مع سياقات تكتسب من خلالها صوره وتأثير إيجابي في العمل السياسي عندما تتعامل بأمانة وصدق وسلوك أخلاقي يحترم الدول الاخرى مستنده الى أسس العدالة إضافة الى تحقيق مصالح سياسية، وفي كلتا الحالتين العمل السياسي والاخلاق التي تبديها الدول تستهدف الدعوة الى نمط معين من المبادئ ذات القيمة السامية والعلاقات الإنسانية لبناء احترام متبادل بينها ، في حين يرى (( ميكافيلي )) أن فساد الدول والتعامل السياسي يعود في الأساس الى تدخل الاخلاق، ولذلك ضرورة إبتعاد الدول في سياستها عن الاخلاق، أي أن تتصرف خلافاً لما تعلنه ، وان يكون الإنطباع عن سياستها المعلنة إيجابياً ولكنها تولد آثاراً سلبية تؤثر على العمل السياسي والعلاقات الدولية، التي هي في المقام الاول تتبنى تفاعلات وسلوكيات تشكل حركة مستمرة دائمة وتجاذبات حسب طبيعة الدول والغرض منها التعاون المتبادل وحفظ الحقوق المشروعة وحماية السلم العالمي، ولكن مع كل الأسف نجد اليوم في عالمنا السياسي قد إنقلبت المفاهيم الأخلاقية في السياسة الدولية إذ أصبحت نفاق سياسي وتحايل على الحقائق وقيمها الأساسية مبعثها التنافس الدولي لتكريس حالات الظلم والاضطهاد وتجاوز حقوق الدول المؤدية الى علاقات سياسية غير مستقرة وربما الى نزاع دولي مسلح وخلق حالة من عدم الاستقرار في العلاقات الدولية ومناخ يوصف بالقلق لغياب سياسات هدفها السلم الدولي والعدالة ،وتكريس عمل أنظمة ظالمة على حساب دول اخرى بعيدة عن سلوك سياسي أخلاقي (يعتمد على مبدأ الغاية تبرر الوسيلة) لإضطهاد شعوب مقهورة ، نعم يمكن تحقيق الغاية إن كانت الدفاع عن حقوق مشروعة و غير مخالفة للأخلاق ،وأن تكون الوسيلة مشروعة لتحقيق هذه الغاية التي لا تخالف الأخلاق ، لذلك من الضروري ان تعمل الدول على رفض سياسة العنف ،و العمل على توسيع دائرة السلم العالمي مع إستلزام إرتباط العمل السياسي الدولي بالأخلاق ،أو الاخلاق بالعمل السياسي في العلاقات الدولية كحالة تنبثق من شرعية سياسية وأخلاقية سياسية ،،والتاريخ قد اعلمنا عن كثير بمثل هذه الحالات .