اللجنة القانونية

الكتابة والقراءة غذاء الحضارات

المستشار سعيد النعمان

عضو اللجنة القانونية

المنتدى العراقي للنخب والكفاءات

انتابني الفضول أن أكتب في القانون والسياسة والاقتصاد والاجتماع والتاريخ والى غير ذلك. في المجالس والكروبات المثقفة طالما تسمع أحاديث متبادلة ثقافية واجتماعية بين حملة الشهادات العليا عن أوضاع الكتابة وتأليف الكتب والدراسات والبحوث في مجال اختصاصهم تأتيك الإجابة سريعاً (يامعود منو ألي يقرأ) (لا أحد يقرأ) هذا العذر غير مقبول.

 وأن الكثير من شعوب العالم المتحضر تلجأ إلى القراءة كلما وجدت فرصة لذلك في المكتبات والمترو والحدائق وعلى شواطئ البحار. وفي أماكن الاستراحة والانتظار شاهدنا أعداد كبيرة تقرأ لساعات طويلة دون ملل، والكتابة وسيلة من وسائل بناء الحضارات والشعوب في كل زمان ومكان وهي التعبير الحي لتاريخ الأمم ماضيها وحاضرها وتقدمها ورقيها وازدهارها.

أنها أداة من أدوات العلم والتقدم كي يواصل العالم أفرادا وجماعات لنقل وتبادل المعرفة والعلوم والخبرات والتجارب من خلال نشر الكتب والدراسات والبحوث ليرتقي سلم التفاعل مع الحضارات. والكتابة مهارة دقيقة وإبداعية وشفافة وفي بعض الحالات يقوم الكاتب أو الباحث في متابعة المعلومات وتدرجها ويعيد قراءتها لمرات ليحصد قمة التركيز بين المعلومات وما توصل إليه.

أذن هي الاستيعاب الأجمل والأمثل لحجم وقوة الذاكرة وتغذيتها بشتى العلوم. ويرى أغلب المهتمين والخبراء أن أصل الكتابة يرجع إلى بلاد مابين النهرين في الألواح والأحجار وأوراق الشجر القديمة التي عثر عليها في المدن السومرية. وأهمية الكتابة تكمن في تحقيق التواصل التاريخي بين الماضي والحاضر ووسيلة لتبادل الخبرات والمعارف بين الكاتب والقارئ وهي أيضا موسوعة تاريخية متواصلة وحافظة للعلم والمعرفة والوقائع والأحداث التي تحصل في هذا العالم المترامي الأطراف.

ومن مزايا الكتابة أنها تؤرخ وتوثق سلم الحضارات وتقرب المسافات بينها وتديم قيم التواصل وتبادل الخبرات والقدرات والمواهب وتنمي لدى القارئ الوعي والفهم للدراسات والبحوث التي يتم نشرها عبر وسائل الأعلام أو التي تحفظ على رفوف المكتبات والأجهزة الذكية.

والكتابة روح التواصل والتعبير عن الذات وحفظ المعلومات وصناعة الإبداع والابتكار وعلى الكاتب أن يقرأ كثيرا كي يغذي أفكاره ومعلوماته وتطوير مهاراته ويعيد ما يكتب ويدقق بعمق الأخطاء أن وجدت كي يسجل حضورا لافتا ويصبح كاتبا مبدعا ومتفوقا. لقد تراجعت قراءة الكتب نتيجة دخول عصر الانترنيت ورواج منصات التواصل الاجتماعي والمنتديات وغيرها من المواقع التي حلت بدلا من الكتاب الورقي.

لقد توافقت أغلبية المواقع أن العراق جاء في المرتبة (10) عربيا ضمن الدول الأكثر قراءة للكتب حين حصد المرتبة (96) من أصل (102) دولة وفقا لمسج أجرته مجلة (CEOWORLD الأمريكية) مع توافق أكثر المواقع على هذه النسبة. ونشر موقع الجزيرة أن الشاب العراقي حيدر حسين يقوم بنشر الثقافة وإشاعة القراءة لدى أقرانه من خلال افتتاحه مكتبة (شاي وكتاب) في قضاء الخالص. ويستخدم دراجته الهوائية لإيصال الكتب إلى زبائن مكتبته وتفعيل خدمة التوصيل لنشر الثقافة والمعرفة وإشاعة القراءة لدى أقرانه. كما تنسب مقولة (مصر تكتب ولبنان يطبع والعراق يقرأ) إلى المفكر والأديب المصري الراحل طه حسين. حيث كانت مصر مركزا للإبداع والتألق في الكتابة ولبنان مقرا للطباعة والنشر في حين كان العراق يمتلك شريحة واسعة وكبيرة من القراء. فهل أخطأت إحصائيات وسائل الأعلام بحق العراق ومنحته هذه المرتبة المنخفضة؟ نعم وأكيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى