لجنة الشباب و الرياضة

آسيا الموحدة حقيقة أم سراب؟!

محمد العبيدي

عضو لجنة الشباب والرياضة في المنتدى العراقي للنخب والكفاءات .

 

تزامناً مع انطلاق منافسات كأس آسيا السابعة عشرة في الإمارات خرج قصي بن عبد العزيز الفواز رئيس اتحاد الكرة السعودي بتصريح نشرته وسائل الإعلام الخميس الماضي مؤكداً أن صوت المملكة في انتخابات رئاسة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم القادمة سيذهب لصالح محمد خلفان الرميثي، رئيس الهيئة العامة للرياضة بدولة الإمارات وهو ما يتعارض مع ما تردّد خلف الكواليس في وقت سابق عن شبه اجماع عربي وخليجي على إعادة انتخاب رئيس الاتحاد الآسيوي الحالي سلمان بن إبراهيم مع بقاء الوضع على ما عليه، حيث من المقرر أن يتنافس الإماراتي محمد خلفان الرميثي والقطري سعود المهندي والبحريني سلمان بن إبراهيم على رئاسة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم في الانتخابات المزمع انعقادها خلال الاجتماع 29 للجمعية العمومية في العاصمة الماليزية كوالالمبور في السادس من نيسان المقبل .
المنصب القاري الرفيع لن يغادر منطقة الخليج بعدما أغلق باب الترشح رسمياً على ثلاثة مرشحين بإنتهاء الفترة المحددة لاستلام الترشيحات في السادس من كانون الأول الماضي، وتشمل عملية الاقتراع انتخاب الرئيس وخمسة نواب له وستة أعضاء في مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم، من بينهم عضوة نسائية من المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي المؤلف من 47 اتحاداً، بينها 46 يحق لهم التصويت، والمرشحون لمقاعد النواب الخمسة لرئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم لغرب آسيا: السعودي قصي بن عبد العزيز الفواز والقطري سعود عبد العزيز المهندي واللبناني هاشم حيدر.
وكان سلمان بن إبراهيم قد تولّى رئاسة الاتحاد القاري بداية عام 2013 خلفا للقطري بن همام ليكمل سلمان العامين اللذين كانا متبقيين من ولاية بن همام بعدما حسم الانتخابات لصالحه من الجولة الأولى بحصوله على 33 صوتاً، ليصبح سلمان بن إبراهيم العربي الثاني الذي يعتلي هذا المنصب الرفيع بعد محمد بن همام، كما بات الرئيس الحادي عشر للاتحاد الآسيوي، ثم أعيد انتخاب سلمان آل خليفة لولاية جديدة من 2015 حتى 2019 بالتزكية.
كسب – الرئيس الحالي للاتحاد الآسيوي – آنذاك دعماً كبيراً من حليفه الأول رئيس المجلس الأولمبي السابق “انوك” أحمد الفهد، فـ ( عرَاب الانتخابات ) أسهم في منح سلمان 33 صوتاً مثل معظمهم تكتل الفهد في آسيا.
وأبدى الفهد في تلك الفترة ثقته المطلقة في نجاح حليفه قبل الانتخابات عندما أوضح بدقة أنّ سلمان سيحصل على 33 صوتاً وبالفعل تحققت نبوءته ونال سلمان بن إبراهيم بالرقم المذكور، فآسيا الموحدة منحت رئيسها الثقة الكاملة آنذاك.
قدرات وسيطرة الفهد سابقاً لم تتجاوز خارطة القارة الصفراء، فالعرّاب تبدّدت مساعيه في صنع تكتّل يمنح سلمان حق اعتلاء كرسي رئاسة الفيفا في الانتخابات التي حسمها انفانتينو لصالحه مستفيداً من تفتّت أصوات العرب من القارتين الصفراء والسمراء بين البحريني آل خليفة والأردني علي بن الحسين.
أمّا عن شكل وتأثير دعم الكويتي أحمد الفهد لسلمان بن ابراهيم في الوقت الراهن فباتَ محل جدل بعد استقالة الأول من “أنوك”، فهل سيواصل تكتّل آسيا الموحدة الذي صنعه دعم المرشح البحريني لولاية جديدة، أم أنّ الوضع الحالي سيفتح الباب أمام بناء تكتل مناهض يدعم مرشح آخر؟
وفي الوقت ذاته تتجلّى بوضوح كفاءة القطري سعود المهندي نائب رئيس الاتحاد الآسيوي ورئيس اللجنة المنظمة لكأس آسيا 2019 بالإمارات سيما وأنّه طرف أصيل في المطبخ الآسيوي ويحظى بخبرة وباع إداري فاعل وإيجابي على مستوى القارة الصفراء.
المهم في هذا الطرح هو منح مصلحة الكرة الآسيوية الأولوية عبر توحيد الصف الآسيوي خلف مرشح واحد بوجود فرصة مواتية من خلال استثمار الاجتماعات واللقاءات بمختلف أنواعها على هامش البطولة القارية الحالية والعمل بجدية عالية لتفادي حالة تشتت الأصوات والترفّع عن أي خلاف إن وجد والإرتقاء الى المكانة المرموقة التي تعكس الصورة الحقيقية والتأثيرالفعلي والاتفاق المنشود لمن يحق لهم التصويت بشكل مثالي كما ينبغي له أن يكون .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى