لجنة التربية و التعليم العالي و البحث العلمي

عظمة بلاد الرافدين

عظمة بلاد الرافدين

(جوانب من الأدب الرافدِي وأثره في آداب الشعوب الافريقية)

 

 

أ.د. قصي منصور عبدالكريم

استاذ الحضارة والتاريخ القديم

عضو لجنة التربية  و التعليم العالي و البحث العلمي

جامعة دهوك / جمهورية العراق

تقديم:

 

    إنّ الأديان والمعتقدات الإفريقية تنتمي في معظمها إلى الأديان المتعددة الآلهة، وذلك ما تتميز به المجتمعات ما قبل الطبقية، فالأشخاص الخارقون في هذه الأديان هم أرواح مختلفة (بما في ذلك أرواح المكان وأرواح الأجداد، وأرواح ظواهر الطبيعة …الخ) ولكنهم ليسوا آلهة، وبذلك تكون الأديان المتعددة الآلهة من صفات المجتمعات الافريقية الاولى(1)، وهي بذلك تشترك مع أولى المجتمعات الحضارية المتشكلة في المنطقة العربية ألا وهي حضارة وادي الرافدين والنيل حيث اتصفت ديانتها ومنذ بدايتها بمبدأ تعدد الآلهة وتشبيه الافراد بالالهة خاصة الملوك(2)، ومن المعروف ان في مواطن حضارات إفريقيا الغربية (السودان الغربي والأوسط، ومنطقة خليج بنين) وما بين البحيرات (يوغندا) قامت أديان تجسد الإله في عدد من الأشخاص. وبشكل عام فان الأديان الإفريقية التقليدية، سواء أكانت المتعددة الآلهة أم تلك التي جسدت الإله في شخص واحد، لم تكن مناسبة تماماً لنظام يملي تعاليمه الروحية على أفراد المجتمع الواحد في إفريقيا قديما، بل ان الممارسات الدينية والاجتماعية هي الصفة الغالبة على سلوك المجتمعات عموما سواء في حضارات المجتمعات العربية أوالأفريقية.

اولا- انتشار ادب بلاد الرافدين الى الحضارات  المجاورة والبعيدة:

        تميز ادب بلاد الرافدين قبل كل شيء باصالته وبكونه ادبا واقعيا صور بصدق نمط الحياة التي كان يعيشها سكان بلاد وادي الرافدين في تلك العصور القديمة، لذلك جاءت الصور والتشابيه في الاعمال الادبية ومنها القصص، منتزعة من واقع الحياة، في المدينة والريف وفي الهور والسهل والجبل، وجدير بالملاحظة ان ادب وادي الرافدين حافظ على اصالته ولم يتعرض الى تغيير او تحوير(3).

         ومن المرجح ان تناقل الاخبار والقصص في مجتمع بلاد الرافدين كان يتم شفاها قبل اختراع الكتابة بشكل كأمل ثم رغم الاكتشاف المهم ظل قسم كبير من أدب بلاد الرافدين وقصصهم يروى شفاها، ولاتزال بعض تلك القصص والروايات وبطولات الاجداد تروى شفاها حتى يومنا هذا، ثم انتقلت كثير من القصص التي تعني بها الناس من جيل الى جيل ، فكانت الكتابة وكان استخدامها لتدوين تلك القصص وذلك منذ الألف الثالث قبل الميلاد، وقد عرف نسًاخ الكتابات، واهمها نسخ القصص والملاحم البطولية، بالأمانة والحرص على الاستنساخ من المصادر الاصلية القديمة بعد مطابقتها وتدقيقها(4)، فقد اقتبس البابليون كثيرا من المصطلحات والمفردات اللغوية التي عرفتها اللغة السومرية، واخذوا منها فيما يخص الادب الهيكل العام للقصة، بيد انهم اضافوا لذلك الهيكل “لحما ودما” على حد تعبير الاستاذ فاضل عبدالواحد علي، فظهرت نتيجة هذه الاضافة، وجود ادب جديد في شكله القديم  ذي الاصول العريقه (5).

      لقد اظهرت الدراسات الحديثة ان الكثير من التآليف الادبية لاسيما القصص والملاحم قد انتقلت الى الاقطار المجاورة وبعض البلدان البعيدة كاسيا الصغرى وبلاد الشام ومصر وبلاد اليونان، اضافة الى اصقاع بعيدة في مناطق حضارات جنوب افريقيا ومناطق نهر “مومبا”(6)، مما ترك اوجه شبه واضحة بين قصص بلاد الرافدين والقصص التي دونت بلسان تلك الاقوام، وذلك بحكم وقوع اغلب الممالك السياسية القديمة تحت سلطة السلالات والامبراطوريات التي قامة في بلاد الرافدين من سومرية واكدية واشورية، ثم وفي وقت لاحق تاثرت مجتمعات وامبراطوريات اجنبية بالتراث العراقي بعد وقوع بلاد الرافدين تحت السيطرة الاجنبية، لاسيما الادب وخصوصا القصص والملاحم البطولية عندما احتكت تلك الاقوام بمجتمع بلاد الرافدين في وقت السلم والحرب، ومن بين تلك الاقوام الاجنبية الخورية والحثية والفارسية واليونانية، والتيترجمت بعض قصص بلاد الرافدين الى لغاتها المحلية.(7)فلا عجب ان تنتقل شفاها او بلغات اقوام اخرى مجموعة من القصص والملاحمالرافدية وتنشر الى ممالك وامم وشعوب مختلفة متأثرة بادب بلاد االرافدين بشكل خاص وبعض العادات والمعتقدات، ومن المرجح ان بعض القبائل والشعوب في افريقيا من بين تلك الشعوب التي تأثرت بادب بلاد الرافدين ومعتقداتهم وعاداتهم.

ان اغلب المعتقدات الدينية القديمة لدى الشعوب ألأفريقية ينسبها علماء الفكر الدينى الى التقليد، ويضعونها فى دائرة ما أسموه بالأديان البدائية التى تقوم على السحر والمبالغة فى التقديس حيث ينتفى فيها الاستدلال العقلى والمنطقي، ذلك إن البدائيين ينفرون أشد النفور من الإستدلال العقلى، كما يلاحظ أيضا أن هذا النفور لا يرجع إلى قصور أو عجز طبيعى فى أدراكهم بل بالأحرى إلى مجموعة من العادات العقلية التى درجوا عليها من خلال طريقتهم فى التفكير والتى قامت على أساس التساؤل عن معنى الحياة والوجود والعدم وما بعد الموت، كما عملت على وجود مظهر طقوسي فرضت به سيطرتها على نواحى الحياة المختلفة لتنتقى ثنائية الحياة والدين، فالأشياء كلها مترابطة لأنها تقوم على الشعور العميق بوحدة الحياة ووحدة الأشياء كلها فى عالم مقدس من خلال الاعتقاد بوجود قوى كامنه في بعض مظاهر الطبيعة تستوجب التقديس.(8) ومن الصعب أن تتخيل المجتمعات الأفريقية القديمة بدون اعتقاد فى أى من أنواع الأرواح التى تساعد أو تعوق أعمالهم راضين بالسحر التمثيلي سلوكا وطريقا للتعبير عن ذلك الاعتقاد فى أنواع القوى والطاقات الخارقة للطبيعة ويظهر التطبيق للمفاهيم الدينية والسحرية فى القناع حيث يمثل مكان الروح، التى يعتقد فيها الأفريقى على اختلاف أنواعها من ارواح للقوى الطبيعية (كالأرض، والضوء، والبرق، والشمس، والقمر …الخ ) أو ارواح لمؤسس القبيلة والجدود، أو أعضاء القبيلة”،فالأرواح هى تجسيد، وتشخيص للقوى التى يخشاها ويخافها، ولا يستطيع أن يدركها أو يصل إلى مستواها، لذا فهو يجسدها فى صورة شبه انسانية”.(9) ولا يختلف هذا المفهوم عن فكرة خوف الإنسان في عصور ما قبل التاريخ، من أشياء ليس بمقدوره فهمها، في حضارات الشرق الادنى القديم، فكان عليه أن يجسدها على شكل آلهة مثل النجوم والرياح والمطر والشمس والقمر….الخ.(10)

ومن هذا المفهوم يتضح تحديد وتشخيص القوى غيرالمعلومة لدى الأفريقي والرافديوأن الأعمال الفنية لديه، إنما هى أداة ووسيلة لإشباع حاجاته النفسيةوعلى هذا الأساس نشأ المفهوم الاعتقادي الخاص بجوانب من الحياة الاجتماعية والدينية في معتقد الإنسان وعاداته وأعرافه. وخير مثال يمكن من خلاله التعرف على اهم الممارسات الدينية والاجتماعية هي الاساطير والقصص والروايات الشفاهية وبعض الممارسات الباقية الى يومنا هذا، وفي مايلي اهم الافكار الخاصة بهذه المعتقدات التي ترتبط بشكل او بآخر بثقافة حضارة وادي الرافدين والتي حاولت رصدها للدلالة على متانة الترابط وعمق الصلة بين الشعوب الافريقية في القارة السمراء ونظيراتها من الشعوب العربية في القارة الآسيوية التي اخترنا من بينها، حضارة من أعرق حضارات الشرق

الأدنى القديم.

 

ثانيا- فكرة الموت والبعث في النصوص الادبية:

          تربط قبائل “الناماكوا”(namakwa) او “الهوتنتوت”(hotntoot) من خلال آدابهم وفكرهم بين ولادة القمر في اول الشهر وغيابه عند دخوله المحاق في آخر الشهر ـــ والتي تحدث بشكل مستمرـــ مع فكرة البعث والموت، اي ان فترة محاق القمر ثم بزوغه هي بمثابة موته وميلاده. ومع ترسخ هذه الفكرة في اذهان القبائل المذكورة، فقد اصبح القمر صديقا حميما للانسان،  وهو كذلك فعلا خاصة عند القبائل التي تقطن الصحاري المكشوفة كونه ينير لهم عتمة الليل ويجنبهم حر الشمس الملتهبة ومايعانوه من حرارة في فصل الصيف(11).

ولان الصديق يبوح باسراره لصديقه، فقد ذكرت الاسطورة الافريقية بان  القمر الذي يغيب ثلاثة ايام من كل شهر، اراد أن  يفشي سر اختفائه (موته وبعثه) للانسان، واختار الارنب لان يبلغ الرسالة لبني البشر، لكن الارنب قلب المفهوم عندما قال على لسان القمر”كما انني اموت ولا اعود الى الحياة مرة اخرى، فإنكم كذلك ستموتون ولاتعودون الى الحياة مرة اخرى”.(12)

وعندما راى القمر الارنب مرة اخرى، طلب منه ان يعيد ما قاله للناس على لسانه، عرف القمر انه حرّف الرسالة، فضربه القمر بعصى شقت شفتيه، والى وقت قريب كانت قبائل “الناماكوا” غاضبة من الأرنب لانه سلبهم الخلود على حد اعتقادهم، كما انهم لاياكلون لحم الارانب، واذا ما خالف شخص منهم وعرفوا انه أكل لحم الارنب فانه يبعد من القبيلة.(13)

وفكرة البعث والموت هذه وارتباطها بالقمر نجدها ايضا عند قبائل “البوشمان” (poshman) لكنها تعتقد في ادبها المدون ان القمر قد ابلغهم الرسالة بمضمونها الصحيح، لكن شخصا لم يصدق قول القمر وبدء يناقش الامر مع القمر عندما توفيت والدته امام ناضريه في حين كان القمر يخبره أن أمه نائمة وان موتها مؤقت ليس إلا، لكنه أصر على موتها، فضربه القمر وشق شفتيه ومسخه على شكل حيوان هو الارنب.(14)

ان فكرة الموت والبعث في الفكرالرافدي القديم يجسدها اله القمر ايضا والذي يأتي في المرتبة الثالثة من بعد السماء والهواء، وفيما يخص اختفاء القمر في نهاية كل شهر فقد عدّ هذا الاختفاء بمثابة موت مؤقت ليعقبه بأيام ولادة جديدة وحياة اخرى بعد الموت المؤقت، حيث وردت اشارات عديدة تخص ايام الاختفاء حددت في اليوم السادس والعشرين والسابع والعشرين والثامن والعشرين، وكان على المتعبدين ومن بينهم ملك البلاد ان يمتنعوا عن تقديم الصلوات والادعية للقمر في هذه الايام لانه في حالة اختفاء،(15) اما في اليوم الثلاثين من الشهر فقد خصص لتقديم القرابين الى معبد اله القمر والتضرع والدعاء له لكي يعود ويظهر ثانية، وعند ولادة القمر او بعثه من جديد فان ذلك يعتبر عيدا رسميا خصص اليوم الاول من كل شهر فيه للاحتفال به وقد اطلقوا على هذا العيد اسم “ايش – ايش” (Esh -Esh)، والمعلومات المتوفرة عن الاحتفال بهذا العيد قد بدأت مع تكّون الحضارة خلال العصور التاريخية وقيام الممالك والدول في العراق القديم، وذلك في بداية الألف الثالث قبل الميلاد، إذ تم تحديد يوم واحد لهذا العيد، (16) بينما خصصت حكومة بابل في آخر عهود العراق السياسية في القرن السادس قبل الميلاد، ثمانية ايام للاحتفال بمولد القمر وبعثه للحياة من جديد، (17) وذلك لان الاقوام القادمة من الجزيرة والتي استوطنت في بابل او التي استقرت في أعالي الفرات، اعطت القمر مكانة مرموقة اكثر من باقي مجتمعات بلاد الرافدين لكونه صديق سكان الصحراء في الجزيرة العربية مثلما هو صديق لسكان الصحراء الذين حاول القمر منحهم الخلود في قارة افرقيا السمراء.

      اما ما يخص نظرة الاسلام للقمر وظهوره واختفائه فقد خص القرآن القمر بعدد من الآيات باعتبار القمر من الظواهر الكونية الماثلة امام العيون، الا انه جُعل مرجعا اساسيا لحساب الوقت وتنظيمه حيث يمكن من خلال متابعته ضبط الايام والشهور والسنين وهو بذلك يكون وسيلة حسية لحساب العمر، أي بمفهوم يقترب بعض الشيء مما ذكر في ادب الحضارات القديمة من خلال كونه يمنح الحياة والموت لبني البشر أي انه يحسب عمرهم والوقت من ولادتهم الى موتهم، بيد ان الفائدة الحقيقية المرجوة من ظاهرة بزوغ القمر وتحول اشكاله من هلال الى نصف بدر ثم بدر وهكذا ، كان لها مدلول واضح اجاب عنه القرآن الكريم في قوله تعالى” يَسْأَلُونَكَعنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ”، سورة البقرة ، آية: 189.

ثالثا- قصص خلق الانسان من طين:

 تنتشر بين قبائل “الشلوك”(Shlook) التي تسكن النيل الأبيض، قصة في الادب عن خلق الإنسان من طين، وتفسر القصة بطريقة بارعة اختلاف ألوان البشر المخلوقين من الطين بموجب لون التراب الذي صنعهم الإله منه، فالإله الخالق “جووك”(Jook) عزم على خلق البشر فتجول في انحاء العالم، وعند مكان تواجد الجنس الابيض البشرة وجد طين ابيض (تراب) نقي فصنع منه الانسان ذي البشرة البيضاء، وعندما وصل الى مصر، شكّل من طمى الطين في النيل الناس ذوي البشرة البنية، وعندما وصل الى ارض “الشلوك” وجد فيها تربة سوداء فشكّل منها الناس ذوي البشرة السوداء.(18)

     وهذا الامر الخاص بخلق الانسان من طين يكاد يكون متطابقا تماما حتى مع المفهوم اللغوي لكلمة طين في اللغة العربية، فالمدلول اللغوي للطين هو التراب المختلط بالماء، ويسمى بذلك وإن زالت عنه رطوبة الماء، ومن معاني الطين الوحل وجمعه “أطيان”،(19) و”الطينة” هي القطعة من الطين وتستخدم مجازا للدلالة على الخلقة والجبلة فيقال فلان من الطينة الأولى وطينة الرجل “خلقته واصله”، أمّا “الطيّان”فهو صانع الطين، وحرفته تدعى “الطيانة”.(20)

وبالمقابل نجد في التراث والثقافة الإفريقية لدى قبيلة “الفانيون”(Fanyon) الذين يسكنون في غرب القارة، يعتقدون ان الله خلق الانسان على شكل “سحلية” من الطين ثم وضعها في حوض فيه ماء لمدة سبعة ايام، ثم قال له اخرج من الماء، فخرج على هيئة انسان. وبنفس المفهوم الخاص بخلق الإنسان من طين، كانت قبائل غرب إفريقيا والقاطنة في “توجولاند”(Togoland)، والتي تنتمي إلى الزنوج وتنتشر الآن في جمهورية “تنجو”، نجد انها تعتقد إلى وقت قريب، ان الله يخلق الانسان من الطين، فاذا تبقى قليل من الماء الذي فيه تراب سكبه على الارض وخلق منه الاشرار والعصاة من الناس، اما الانسان الصالح فانه يخلق من طينة جيدة، كما تعتقد القبائل المذكورة ان الله خلق الرجل ثم خلق المرأة.(21)

وفي الفكر الرافدي القديم،(22) نجد ان كلمة الطين ارتبطت بالفكر العراقي القديم منذ بواكير النضوج الحضاري على هذه الارض خلال الالف الرابع قبل الميلادـ وانعكس ذلك بشكل واضح فيما ورد في أدب الملاحم والأساطير الدينية، فمن اولى المفاهيم التي كانت تشغل الفكر هو خلق الانسان واصل الوجود.(23) وقد عدّ العراقيون القدماء الطين المادة الاولى التي خلق منها الانسان ويمثل هذا الاعتقاد صدى الدعوات التوحيدية والرسالات السماوية التي جاء بها الانبياء والرسل من عهد نوح عليه السلام ومن جاء بعده وبقيت تلك الدعوات عالقة في اذهان الاجيال اللاحقة. قال تعالى:“وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ” سورة المؤمنون ، آية: 12.

    وخلَّف لنا البابليون، الذين اسهموا بنصيب وافر في بناء حضارة بلاد الرافدين، اطول قطعة ادبية واشهرها وهي المعروفة بـ “أِنوما اِلش” (EnumaElish) التي عرفت بين الباحثين باسم ” قصة الخليقة البابلية ” وتتحدث عن نظرة البابليين إلى خلق الكون والانسان، (24) وتذكر القصة ان سبب خلق الانسان ليحمل مشقة العمل على الارض واعبائه بدلا من الالهة نفسها فباركت الالهة الفكرة فقررت خلقه من دم احد الآلهة الممزوج بالطين إذ جيئ بالاله ” كنكو ” فذبح ومزج دمه بالطين وخلق منه الإنسان، (25) ونجد الأسطر التالية في قصة للإله اينكي (En.ki) يتحدث فيها عن خلق الإنسان من الطين وكيف أن الآلهة هي التي خلقته:

“امزجي لب الطين الموجود في اعلى المياه التي لا يسبر غورها

الصناع المهرة ، سيجعلون الطين مختمرا

وانت عليك ان تخلقي له الاضلاع

” ننماخ ” اله أم الارض ستعمل من فوقك

          آلهة الولادة ستقف إلى جانبك حينما تخلقين

أماه ! قدري مصيره (مصير المولود الجديد)

” ننماخ ” ستربط به … الالهة

 كانسان”.(26)

يفهم من خلال ماورد في النص الادبي لقصة الخليقة ان الطين كان المادة الاساسية لخلق الانسان وان ما تصوره العراقيون في عملية الخلق ما هو الا انعكاس لواقع المجتمع العراقي ومدى تأثر ذلك المجتمع بالدعوات التوحيدية الاولى.

ويؤكد كتاب العهد القديم، كتاب اليهود المقدس الذي تؤلف الاسفار الخمسة الاولى منه بقايا التوراة، على لسان الانبياء والرسل السابقين للنبي موسى عليه السلام، ان الله سبحانه وتعالى خلق الانسان من طين(27)، وقد وردت اشارات عديدة بهذا الخصوص منها ماورد في (سفر التكوين – الاصحاح الثاني) :

“وجبلالرب الاله آدم ترابا من الارض ونفخ في انفه”، “نسمة حياة ، فصار آدم نفسا حية” (28).

وقد فسر اسم آدم بانه من الاديم أي الارض لانه مخلوق من تراب الارض(29) .

“وهكذا فان الله خلق ادم من تراب ونفخ فيه نسمة الحياة فصار ادم نفسا حية”(30).

          وفي القران الكريم الذي هو ليس كتابا تاريخيا هدفه سرد القصص الادبية والاحداث وبيان تفاصيلها، بل ان ماجاء فيه من اشارات موجزة، انما جاء للعبرة والموعظة ومنها خلق الانسان من طين(31). فقد ورد ذكر المادة التي خلق منها الانسان بأكثر من صيغة منها الطين والتراب والصلصال اذ ورد ذكر الطين في الايات الكريمة الاتية :

(هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلاً)(32)

(وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ)(33)

(الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِنْ طِينٍ)(34)

(إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ)(35)

     يلاحظ في جميع الاشارات الواردة ان الكلمة المستخدمة للاشارة الى المادة الاولى التي خلق منها الانسان هي الطين او التراب في التوراه، تماما كما هي في المصادر الاخرى، الا انها تختلف في القران الكريم، اذ وردت اكثر من كلمة للدلالة على المادة التي خلق منها الانسان وان كانت جميعها تؤدي المعنى نفسه.

ان ما يلفت الانتباه ان جميع القصص ذات العلاقة بخلق الانسان من طين والوارد ذكرها في ادب بلاد الرافدين والعهد القديم والقران الكريم متشابهة في الخطوط العامة والأساسية وهذا لم يكن مصادفة بل ان ذلك يؤكد تتابع الرسالات السماوية وبعث الانبياء والرسل ومعرفة الناس بقصة خلق الانسان من طين، الا ان الافكار السائدة التي كانت قد ابتعدت عن التوحيد اضافت اليها فيما بعد القصة عما ورد في القران الكريم وان ما ورد في المصادر الأدبية الرافدية والعهد القديم طرأ عليها اضافات وتحريفات عبر العصور الطويلة التي مرت عليها حتى وجدت طريقها الى التدوين فابتعدت تدرجيا عن اصولها التاريخية وجاءت وقداكتنفها الخيال والاسطورة وتمحورت حول معتقدات القوم الدينية وقت تدوينها وكادت صلتها تنقطع عن أصولها الاولى في حين حفظ لنا القران الكريم بايجاز شديد الصورة الحقيقية لتلك القصص(36).

 

رابعا- قصص الطوفان:

     عن الطوفان نجد في الآداب الافريقية وتحديدا لدى قبيلة “ماساي” (masaiy) التي تقطن احدى ولايات جنوب افريقيا، ذكرا في اساطيرها عن رجل مستقيم اسمه “تومباينوت” تزوج من امرأة تدعى “نايباندى” وولدت لهثلاثة اولاد، ثم تزوج من أرملة اخيه التي تدعى “ناهابا- لوجوينجا”وولدت له ثلاث ابناء ايضا. وبعد ان كثر الفساد في الارض وفي قبيلته بالذات قررت الالهة ان تهلك الجنس البشري ماعدا “تومباينوت” فاشفقت عليه الالهه وأمرته ان يبني فلكا من الخشب وان يركبه هو وزوجاته واولاده الستة وان يأخذ معه عددا من الحيوانات من كل صنف، وبعد ان بدأ الطوفان وركب الجميع في السفينة، سقط المطر بغزارة حتى اصبح الطوفان محققا وشاملا كل الارض. إثر ذلك بدء المطر يخف، الى ان توقف، فارسل “تومباينوت” حمامة لتتحقق من انحسار الماء وظهور اليابسة من جديد، فعادت اليه منهكة، ثم اطلق النسر بعد ان ربط بذيله رمحا، ثم بعد برهة من الوقت عاد النسر وعرف ان النسر قد حط على اليابسة وانه اكل من جيفة شمّ رائحتها في الرمح.  وبعد ذلك ادرك “تومباينوت” ان الطوفان قد انحسر فرست سفينته على ارض البراري ونزل الركاب.(37)

وفي رواية اخرى مشابهة لقصة الطوفان السابقة، حكاها احد المبشرين في افريقيا بمنطقة “سايسى” (saysa) عند نهر “مومبا” وعلى مقربة من بحيرة “روكوا” ذكر الراوي للمبشر انه سمعها من جده. وفحوى القصة لاتختلف عن سابقتها، إلاَّ في التأكيد على ان رجل الطوفان قد حمل معه في السفينة كل انواع الحبوب وكل صنف من الحيوانات، الذكر منه والأنثى . وعندما حدث الطوفان وغرقت الجبال فهلك من بقي على الارض من الحيوانات والناس جميعا.(38)

     وفي المقابل نجد قصة الطوفان قد حدثت في ارض الرافدين وما ضمته في مصادرها الادبية عن اخبار الطوفان التي وردت مدونه باللغة السومرية والأكدية وهي اقدم قصة عن الطوفان معروفة حتى الان، وهذا ما عكسته الرقم الطينية التي دونت عليها اخبار الطوفان ، ومن المعروف ان النص الادبي قد دون بعد آلاف السنين من وقت حدوث الفيضان، اذ يذكر الملك “جلجامش ” في ملحمته الشهيرة والتي حملت اسمه ان الطوفان قد حدث قبله بكثير وان القصة سمعها من جده ” اوتونابشتم” الذي حكى له قصة الطوفان، ومن المعروف ان تاريخ حكم الملك “جلجامش” حاكم مدينة الوركاء كان في حدود 2700 ق.م ثم حدث وان  حذف منها واضيف اليها الشيء الكثير بما ينسجم وافكار القوم، على مر العصور وباختلاف الالسن، الا ان الخطوط الرئيسة ظلت واضحة فيها رغم انتشارها في اصقاع الدنيا الكبيرة والبعيدة عن ارض الرافدين. اذ نجد في احداث قصة الطوفانالرافدية ان بطل القصة اسمه “اوتو- نابشتم” (utu-napishtim) والذي يعني اسمه “الذي منح الحياة من قبل الاله”. وقد وردت الاحداث مدونة على رقم طيني لكاتب بابلي، وتكررت القصة في اكثر من عصر وعلى يد اكثر من كاتب ، اذ يقول الكاتب البابلي واصفا بداية الطوفان:

“رعد يشق عنان السماء، اعاصير مدمرة تعصف وتزمجر، مثل “نهيق حمار الوحش”، فيضان عارم تخور مياهه مثلما “يخور الثور”، ظلام حالك ودمار في كل مكان، حتى ان الالهة نفسها تراجعت مذعورة الى اقصى السماوات”.(39)

     ومن الجدير بالذكر ان الوصف اعلاه يتطابق مع ما جاء في وصف الطوفان في الاساطير الافريقية، كما تتطابق اغلب المعلومات الاخرى ومنها على سبيل المثال ان رجل الطوفان “اوتونابشتم” قد امره الاله ان يحمل في السفينة بذرة كل المخلوقات الحية، واستمرت الحال على هذا المنوال سبعة ايام وسبعليالٍ ، حتى جاء الطوفان على كل من في الارض من البشر والحيوانات إلا من كان على ظهر السفينة.(40) ثم استقرت السفينة على جبل، وقبل ذلك ارسل رجل الطوفان ليستقصي عن انحسار المياه وانتهاء الطوفان، من خلال ارساله لأنواع من الطيور فان وجدت مهبطا لن تعود وان لم تجد فانها ستعود للسفينة حتما، وأول هذه الطيور هو الحمامة، كما في الرواية الافريقية تماما، ثم اخيرا اطلق اوتونابشتم الغراب ، وعندما راى الغراب ان المياه انحسرت اكل وحام ونعق ولم يرجع (41)، بينما ذكرت الاسطورة الافريقية ان”تومباينوت” ارسل نسرا فأكل وايقن الرجلان ان الطوفان قد انحسر بهذه الدلالة.

      ان الادلة الاثرية المادية والكتابية عن حدوث الطوفان تتابع ، ولعل السير “جيمس فريزر” الذي الف مخطوطته التي بين ايدينا منذ حوالي قرن من الزمن (1918) رغم حداثة التأريخ القريب بالنسبة الينا والبعيد جدا عن تاريخ احداث الطوفان، يفيدنا في حقيقة تاريخية واقعية يرويها لنا صاحب المخطوط الذي عاش مابين (1854 – 1941) يؤكد فيها اخبار الطوفان ومكان رسو السفينة اذ يقول:(42)

“اما الفلك الذي استقر عند جبال “أرمينيا” فلايزال جزءاً منه مطروحا على هذه الجبال حتى اليوم، ومازال بعض الناس يزيلون عنه القار ويستخدمونه في تعاويذهم “.

     اما في النص القرآني الكريم فقد اشير الى سيدنا نوح عليه السلام والى حادثة الطوفان في اكثر من اربعين موضعا في القرآن الكريم, ففي سور الاعراف وهود والمؤمنون والانبياء والشعراء والعنكبوت والصافات والقمر نجد ذكر لقصة الطوفان، (43) والقرآن الكريم لا يعطينا عن الطوفان رواية متصلة تقع في سطور وصفحات متتالية من القرآن الكريم من بداية الرواية حتى نهايتها بل تتناثر الاخبار بشأن الطوفان كما تتناثر بشأن غيره من قصص القرآن في مواضع متفرقة وفي سور متعددة والفلك وسيلة للنجاة من الطوفان, ولحفظ بذور الحياة السليمة لكي يعاد بذرها من جديد، وقد شاء الله ان يصنع نوح الفلك بيده، لانه لابد للإنسان من الاخذ بالأسباب والوسائل، وبذل آخر ما في طوقه، (44) وبذلك تكون الفكرة العامة لقصة الطوفان في ادب وتراث الشعوب الافريقية تتطابق من حيث الهدف والمبدأ مع ما ورد في نصوص الآيات الكريمة في القرآن المجيد.

 

صورتين 1 – 2

فاضل عبد الواحد علي، الطوفان في المراجع المسمارية، مطبعة الاخلاص، بغداد،1975، ص 199- 201.

 

الخاتمة والاستنتاج: 

            اذا صرفنا النظر عن أهمية النصوص الادبية في حد ذاتها بوصفها سجلا للحوادث والكوارث التي قضت على الجنس البشري كله على وجه التقريب. فانها من جانب آخر لا تزال تستحق الدراسة لاحتوائها على سؤال عام يناقشه الانثروبولجيون مناقشة جادة تستحق الدراسة.

والسؤال هو، كيف يمكننا ان نفسر اوجه التشابهات الكثيرة والقوية بين معتقدات الاجناس المختلفة وعاداتها، تلك الاجناس التي تسكن في بقاع مختلفة ومتفرقة متباعدة في انحاء العالم ؟

فهل يرجع ذلك التشابه الى انتقال المعتقدات والعادات من جنس الى جنس بشري آخر، اما عن طريق الاتصال المباشر فيما بينهم او عن طريق الاتصال غير المباشر، او ربما ان هذه المؤثرات والمعتقدات المتشابهةنشأت مستقلة عند كثير من الاجناس، نتيجة تماثل الفكر البشري في ظروف فكرية متشابهة ؟.

      والرأي الذي نعتقد به ان كلا الوجهتين قد عملت  بقوة، وعلى نطاق واسع لايجاد هذا التشابه الملحوظ بين عادات الاجناس البشرية المختلفة وتقاليدها، وبتعبير اخر نقول “ان كثيرا من وجوه التشابه يمكن ان تفسر من هذه المؤثرات والمعتقدات مع تغيّر اثناء النقل، او من المحتمل ان وجوه التشابه هذه يمكن ان تفسر انها  نشأت مستقلة نتيجة لتماثل حركة التفكير في العقل البشري.

        ومهما تكن النتيجة التي يمكن ان نتوقعها فان المغزى الحقيقي، هو ان الانسان القديم وان قطعّت بين اماكن استيطانه الصحارى والبحار فان عمق الترابط والحوار الثقافي لابد ان يطوي كل هذه المسافات لتحل الألفة والوئام محل التناحر والخصام في حوار جاد وصريح يعيد للأذهان ما كان عليه الأجداد من حس ثقافي متلهف لمعرفة القصص والبطولات مستمدين منها العزم، نحو غد ومستقبل أفضل وما أحوجنا اليوم الى مثل هذا التلاحم في البناء الثقافي والحضاري والذي حاولنا ان نجسده في ورقتنا هذه في زمن ولى وانتهى بيد ان عبقه لا يزال حاضرا ومحفورا في ذاكرة الاجيال.

الهوامش والاحالات:

 

1- يوري، كبيشانف، الحضارات الإفريقية:التشكل والنموّ- إفريقيا:التراث الثقافي والعصر، موسكو، 1985م، ترجمة، نوفل عليّ نيوف، مجلة طلية الدعوة الإسلامية، عدد8، 1991م، طرابلس، ليبيا.

2- الدباغ، تقي، الفكر الديني القديم، ط1، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد، 1992، ص264.

3 – هاري ساكز، قوة آشور، ترجمة عامر سليمان، منشورات مجمع العلمي العراقي، بغداد، 1999، ص396.

4-  سليمان، عامر، العراق في التاريخ القديم – موجز التاريخ الحضاري ، الجزء التاني، دار الكتب للطباعة والنشر ، الموصل، 1993، ص 394-395 .

5-  علي، فاضل عبدالواحد، الادب، حضارة العراق، ج1، دار الحرية للطباعة، بغداد، 1985، ص324.

6-  التُركي، قصي منصور عبدالكريم، جوانب من الجذور الحضارية لاساطير بلاد الرافدين وأثرها في الثقافة الافريقية القديمة، مجلة دراسات تاريخية، العدد الاول، مركز البصيرة للبحوث والاستشارات والخدمات التعلمية، الجزائر، ديسمبر، 2013، ص26.

7- سليمان، عامر، العراق في التاريخ القديم، مصدر سابق، ص 394-395

8- عيسى، محمد علي، الجذور التاريخية لسكان المغرب الق، دار الاصالة والمعاصرة، بنغازي- ليبيا،2009، ص53.

9- محفوظ، عصام، الرمز فى القناع الأفريقى، نوفمبر 2008، موقع رؤى تشكيلية، على الرابط التالي:http://essammahfouz.maktoobblog.com

10- لمزيد من المعلومات حول معتقدات إنسان بلاد الرافدين في عصور ما قبل التاريخ وكيف نشأ الدين ينظر: رشيد، فوزي، الديانة، حضارة العراق، ج2، دار الحرية للطباعة والنشر، بغداد، 1985.

11- الهيتي، قصي منصور عبدالكريم، عبادة الاله سين (اله القمر ) في حضارة بلاد الرافدين، رسالة ماجستير غير منشورة ، جامعة بغداد ، قسم الاثار، 1995، ص48.

12- السير جيمس فريزر، الفلكلور في العهد القديم، مصدر سابق ، ص 55.

13-السير جيمس فريزر، الفلكلور في العهد القديم، مصدر سابق ، ص 55

14-نفس المصدر والصفحة.

15-Langdon S, Babylonian Menologies and the Semitic Calendars, London,1935, p.80.

16- لهيتي، قصي منصور عبدالكريم ، مصدر سابق، ص ص 74-77.

17-  – The Chicago Assyrian Dictionary, Chicago, 1956 ff(=CAD), E,p.373.

18- السير جيمس فريزر، الفلكلور في العهد القديم، ترجمة نبيلة ابراهيم، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1972، ص40.

19- مصطفى والزيات، ابراهيم واحمد حسن، مجمع اللغة العربية، المعجم الوسيط ، جـ2 طهران ، ب ت، ص58.

20- ابن منظور، ابي الفضل جمال الدين محمد بن مكرم، لسان العرب ، م13 ، ط3 ، بيروت، 1994م ، ص270.

21- السير جيمس فريزر ، الفلكلور في العهد القديم، مصدر سابق ، ص54.

22- للاطلاع على معلومات وافيه حول موضوع خلق الانسان من مادة الطين، يمكن مراجعة اطروحة الماجستير للباحثة وسناء حسون يونس حسن الاغا، في فصلها الاول، والمعنونه “الطين في حضارة بلاد الرافدين” والمقدمة إلى مجلس كلية الآداب في جامعة الموصل، في اختصاص التاريخ القديم، الموصل 2004، والتي استفدنا منها كثيرا ونقلنا عنها الكثير من المعلومات الواردة حول الموضوع كما استخدمنا مصادرها التي تناولتها الباحثة المذكور بدقة وامعان.

23- الدباغ، تقي، الفكر الديني القديم، بغداد، دار الشؤون الثقافية العامة، 1992، ص27 .

24-Langdon S, The Babylonian Epic of Creation, Oxford,1923.

25- باقر، طه وبشير، فرنسيس، الخليقة واصل الوجود، مجلة سومر، م5، جـ1،1949، ص6.

26- كريمر، صمويل نوح، الاساطير السومرية ، ترجمة يوسف داؤد عبد القادر ، بغداد، 1971، ص114.

27- كنيت، هاوكنز، مواجهة الاعتراضات في المرشد إلى الكتاب المقدس، بيروت،1966،ص45.

28- العهد القديم ، سفر التكوين 2: 37، ص 30 .

29- نخبة من الاساتذة ، معجم اللاهوت الكتابي ، ط2 ، بيروت-1988، ص 25 .

30- محمد  قاسم محمد ، التناقض في تورايخ واحداث التوراة من ادم حتى سبي بابل ، قطر، 1992، ص5.

31- سليمان، عامر، من القران الكريم الى النصوص المسمارية، مجلة المجمع العلمي العراقي، جـ1، م45، بغداد، 1998، ص37.

32- سورة الانعام : آية 2 .

33- سورة المؤمنون : آية 12 .

34- سورة السجدة : آية 7 .

35- سورة الصافات : آية 11 .

36- سليمان، عامر، من القران الكريم الى النصوص المسمارية، مصدر سابق، ص 36 .

37- السير جيمس فريزر، الفلكلور في العهد القديم، مصدر سابق، ص202-203.

38- نفس المصدر، ص204.

39- علي، فاضل عبدالواحد، الطوفان، جامعة بغداد، 1975، ص 84.

40- نفس المصدر، ص 87.

41- نفس المصدر، ص 94-96

42- السير جيمس فريزر، الفلكلور في العهد القديم، مصدر سابق، ص95.

43- دبش، احمد،عورة نوح ولعنه كنعان وتلفيق الاصول، ط1، دار خطوات، دمشق،2007، ص64.

44-عامر سليمان، من القرآن الكريم، مصدر سابق، ص36-37.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى