لجنة الصناعة و الطاقةمقابلات صحفية

مقابلة مع الاستاذ احسان العبيدي

احسان رفيق سلمان العبيدي / مهندس أستشاري

عضو لجنة الصناعة و الطاقة في المنتدى العراقي للنخب و الكفاءات

مدير عام (سابق ) انتاج ونقل الطاقه الكهربائيه

 

 

لقاء صحفي

1 – كيف تقيم تجربتك الشخصيه في مجال أختصاصك المهني ؟

بدأت تجربتي المهنيه حال تخرجي من كلية الهندسه جامعة الموصل منتصف السبعينات من القرن الماضي , كان العراق في تلك الفترة بأوج مراحل التقدم في جميع المجالات وقد وضع خطة تنمويه انفجاريه طموحة بحيث  كانت ستنتشل العراق من مصاف الدول الناميه وتجعله يتقدم الى مصاف الدول المتقدمه . كان أول تعيني في محطة كهرباء الناصريه وهي بمراحل الانشاء , في تلك الفترة  كان العراق بأكمله ساحة لعمل المهندس وتكاد لا تجد مهندس لم يعمل في اكثر من موقع من مناطق ومحافظات العراق من الفاو الى زاخو في اقصى الشمال . كان كل انتاج العراق من الكهرباء في السبعينات  بحدود 600 ميكا واط !! بينما الطاقه التصميميه للمحطة الناصريه  840 ميكاواط أي انها تزيد عن حاجة العراق بكثير وكانت تعتبر اكبر محطة كهرباء في المنطقه . عندما بدأت بالأنتاج في العام 1979 كانت تمثل العمود الفقري للمنظومه الكهربائيه في العراق .. في تلك الفترة لم يعرف العراق نظام البرمجه بل كان يتقدم على كل دول الجوار في تقديم الخدمه لمواطنيه وكانت الكهرباء تصل الى ابعد قريه ( اذا كانت القريه  فيها  10 منازل فما فوق فهي مشموله بأيصال التيار الكهربائي ) .

كان العراق ينوع مصادر محطاته الكهربائيه لكسر الاحتكار وكانت شبكته تنوع بين الشركات الامريكيه (جي أي ) والالمانيه ( مان ) بينما كانت محطة الناصريه روسية المنشأ ( تكنوبروم الروسيه ) ومن مميزات الاجهزة الروسيه المتانه وسهولة الصيانه . لقد تدرب في هذه المحطه العشرات من المهندسين والفنين الجيدين وتبوء كثير منهم مناصب كبيرة في الكهرباء .

تعرضت المحطه الى عدة ضربات جويه في حرب ايران وحرب الكويت وفي الاجتياح  الامريكي عام 2003

وبالرغم من الاضرار التي اصابت المحطه والحصار الظالم  أبدع المهندسون والفنييون العراقيون في اعادة المحطه وعموم المنظومه بعد اشهر من تدمير 90 % منها وبكادر وطني وكانت ملحمه يفخر كل من ساهم بها وأنا منهم  ..

 

2 – أين تضع العراق اليوم في حقل الكهرباء ؟

حتما العراق الان  في ذيل القائمه من حيث صناعة ونقل وتوزيع الكهرباء ,فبالرغم من صرف المليارات من الدولارات تتراجع النتائج بصورة مريعه ..   أما الاسباب هي

  • الفساد المالي والاداري
  • سوء أدارة الكهرباء من قبل بعض الاشخاص عديمي الاختصاص والخبرة وفق للمحاصه
  • ضعف الاجهزه الحكوميه وعدم تمكنها من أيقاف السرقات والتجاوزات على الشبكه الكهربائيه
  • عدم أمكانية الجبايه وفشل في وضع تسعيره تناسب تكاليف انتاج الكهرباء المرتفعه
  • التوسع الكبير في الكادر والهيكليه الكبيرة غير المبررة مما أدى الى زيادة تكاليف الانتاج
  • عدم مغادرة الاساليب الكلاسيكيه في انتاج الطاقه الكهربائيه أذ لا يزال الاعتماد على المحطات الغازيه التي تشكل أكثر من 50 % من مجمل الانتاج في حين هذه المحطات تستخدم عند الطوارىء وليست محطات اساسيه أضافه لأحتياجها الدائم للصيانه والاستهلاك وقصر العمر التشغلي الافتراضي والحقيقي معنا .
  • عدم الاهتمام بالمحطات المائيه بل اهمالها في حين تهتم كل الدول بأنتاج الكهرباء من مساقط المياه لعدة اسباب اولها انها من الطاقات النظيفه والرخيصه والأمنه والموثوقه .. وصل انتاج الطاقه الكهربائيه من المحطات المائيه في العراق في الثمانينات من القرن الماضي الى 30 % بينما هي الان لا تزيد عن 3 % مما ادى الى الاعتماد الكلي تقريبأ على الوقود المكلف والمسبب الرئيسي للتلوث وهدر الاموال .
  • أهمال الطاقه الشمسيه التي تشكل الان رافدا مهما نظيفأ رخيصأ لاينفذ من الطاقه .. كل دول العالم الان متجهه لهذه الطاقه بقوه الا العراق الذي يستمر بحرق وقوده التي يمثل ثروة الاجيال .

 

3 – لو كان لديكم السلطة في القرار في تحسين واقع الكهرباء ما هي القرارات التي ستتخذها ؟

أول واهم الاشياء التي سأتخذها فورأ هي

  • أعادة النظر في الهيكل التنظيمي لوزارة الكهرباء / أذ ان الهيكليه المترهله الحاليه لا تستطيع أداء المهمات المكلفه بها بصوره صحيحه , أذ لاسباب عديده تم التوسع المفرط في الكادر واستحدثت تشكيلات غريبه ودخيله على العمل فبعد ان كان عدد المدراء العامون 12 اصبحوا الان 44 مدير عام وبعد ان كان الكادر 30 الف زاد الكادر الى 150 الف وكأن البلد قد تحول من النظام الرأسمالي الى الاشتراكي وليس العكس .. في النظم الرأسماليه نسبة الكادر الى الانتاج هو موظف لكل ميكا واط , أي في حالة العراق يقترض للكادر ان لا يتجاوز 15 الف وليس 150 الف .
  • السيطرة على الانتاج وانهاء السرقات والتجاوزات على الشبكه الكهربائيه وتقليل الضياعات .
  • تحقيق تعريفه كهربائيه تتناسب مع التكاليف الحقيقيه وضمان جبايتها
  • تقليل الاعتماد على الوقود الاحفوري الى اقل ما يمكن والاهتمام بالمصادر النظيفه للطاقه وخصوصا الطاقه المائيه ورفع مستوى مساهمتها في الانتاج
  • أقصى الاهتمام بالطاقه الشمسيه وتشجيع الانتاج المنزلي والقطاعات الحكوميه للكهرباء من الطاقه الشمسيه ووضع خطه طموحه لتجهيز مليون منزل بالطاقه الكهربائيه بواسطة الالواح الشمسيه التي تنصب على سطوح المنازل .. أضافه الى تجهيز جميع المدارس والجامعات والمساجد والمنشأت الحكوميه بهذه الخلايا الضوئيه , وهذا ما تعمل به اغلب الدول ومنها الجارة الاردن

 

 

4 – ما هي أبرز الشخصيات أو المواقف التي اثرت فيكم وفي تجربتكم ؟

الشخصيات التي تأثرت بها في مسيرة العمل هم كثر والكل يجمعهم الحرص والنزاهه وحب العمل والاخلاص للعراق والتفاني المنقطع النظير في تنفيذ الواجب  .

اما اهم التجارب والمواقف في العمل هي

  • نظام العمل في الكهرباء كان محكم وصارم كما في أنظمة الكثير من مؤسسات الدوله أنذاك  .. هناك سيقات عمل لا يمكن مغادرتها .. كسجلات الاجهزه وسجلات العطلات والمعالجات والصيانه وأهم الاحداث والمعالجات ويبدوا ان هذا النظام مأخوذ من الانظمه الانكليزيه .
  • تدريب الكوادر مستمر على مدار السنه وكل الترفيعات والترقيات لا تتم الا بأجتياز سلسله من الاختبارات والفحوصات ولهذا كان كل منتسب يملىء مكانه بجدارة واستحقاق
  • اغلب المنتسبين كانوا يتنقلون للعمل في اغلب محطات العراق وذلك لتبادل الخبرة والاستفادة من تجارب  زملائهم وتبادل الأراء , انا كما غيري عملت في محطة الناصريه ومن ثم في محطة النجيبيه والهارثه في البصره , وبيجي وسد الموصل و زرت جميع محطات انتاج الكهرباء في العراق في دوكان وحديثه وسامراء ومحطة الحله والنجف والكوفه والمسيب وغيرها . هكذا كان يعمل المهندس في محطات الكهرباء .
  • افتخر انني شاركت بأعادة اعمار محطة جنوب بغداد وبيجي والمسيب وحققنا افضل الانتائج رغم الحصار الظالم المفروض على العراق في ذلك الوقت لقد استطعنا ايجاد البدائل لكثير من قطع الغيار والمواد الاحتياطية التي امتنعت الشركات تجهيزنا بها بسبب الحصار .
  • وكان قرار التمويل الذاتي من اهم محفزات زيادة الانتاج وتحسينه اذ تم ربط الانتاج بالأرباح الشهريه والسنويه وكنا نتقاضى اضعاف راتبنا من هذه المحفزات .

 

5 – ما هي أبرز مجالات اهتمامكم خارج دائرة الاختصاص ؟

ج / أهتم كثيرا بأمور الطاقه بكل اشكالها وكذلك اركز على الاقتصاد والجدوى الاقتصاديه للمشاريع واتابع اهتمام الدول بأيجاد مصادر بديله للطاقه كون النفط هي طاقه ستنفذ قريبا أضافه لمشاكل البيئه التي تسببها ,,

أما الاهتمام البعيد جدا عن العمل فأنا أهتم بمتابعة كل انواع الرياضه وخصوصا كرة القدم لآنني كنت ضمن فريق كلية الهندسه الكروي .. الان اتابع كل مباريات الفريق العراقي واتابع الدوري الأسباني وأنا من مشجعي فريق ريال مدريد .

 

6– لمحه سريعه عن ابرز نتاجاتكم الفكريه او الثقافيه ؟

  • أعددت دراسهمتكامله عن المنظومه الكهربائيه في العراق الواقع والافاق المستقبليه , عرضت هذه الدراسة في مؤتمر عقده المنتدى العراقي للنخب والكفاءات في اسطنبول 20 / 5 / 2015 وتم نشرها في موقع المنتدى . تتحدث الدراسه عن تاريخ دخول الكهرباء الى العراق و الواقع الحالي لها , كما اجريت مقارنات الانتاج مع دول الجوار والدول المتقدمه وأسباب تخلف العراق بهذا المجال وما هي الخطوات الواجب اتباعها لغرض النهوض مره أخرى بواقع الكهرباء .
  • كما ساهمت بأعداد الجدوى الاقتصاديه لأنشاء معمل لانتاج وتجيمع الالواح الشمسيه لاغراض المحطات الشمسيه المنزليه بطاقه اجماليه 50 ميكاواط سنويا قابلة للزيادة بحيث تكفي لتجهيز 10000 منزل في السنه الاولى
  • أعددت دراسه لتحويل تجهيز المدارس بالكهرباء عن طريق الطاقه الشمسيه تنفع في المناطق المحررة في الانبار والموصل وصلاح الدين بدون انتظار تصليح الشبكات الكهربائيه المحليه ولا يزال المشروع قائم لحين تتبناه احدى الجهات المموله .. وهو يناسب أيضاً تجهيز منازل المواطنيين في تلك المناطق المدمره فيها البنى التحتيه ..
  • نشرت عشرات المقالات في المواقع الالكترونيه وأغلبها تتعلق بمشاكل الطاقه بأنواعها وخصوصا الطاقه الكهربائيه وأمور النفط والطاقه النظيفه ومنها الشمسيه كما نشرت الكثير من المقالات في الاقتصاد والاستثمار المثمر الذي يحتاجه العراق .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى