لجنة الشباب و الرياضة

مفاهيم خاطئة لعبارات يتداولها الوسط الرياضي

مفاهيم خاطئة لعبارات يتداولها الوسط الرياضي

أ . د إسماعيل خليل إبراهيم

عضو لجنة الرياضة والشباب

المنتدى العراقي للنخب والكفاءات

شاعت بين العديد من العاملين في الوسط الرياضي من صحفيين ومعلقين ومقدمي برامج رياضية مفاهيم غير صحيحة لعبارات رياضية لا نعلم مصدرها ، وانتقلت إلى الجمهور الرياضي وباتت جزءاً من ثقافته الرياضية وهنا مكمن الخطورة . سنتعرض في السطور اللاحقة إلى بعض منها .

   أولاً : ركلات الجزاء وركلات الترجيح من علامة الجزاء : بدءاً لا يجوز أن نقول ضربات الجزاء والصحيح أن نقول ركلات الجزاء لأن الضرب يكون باليد والركل بالقدم . وهناك فارق بين ركلات الجزاء وركلات الترجيح من علامة الجزاء ، فركلات الجزاء تمنح بعد خطأ يرتكبه أحد لاعبي الفريق المدافع داخل منطقة جزائه ويعاقب عليه القانون بركلة حرة مباشرة .

أما ركلات الترجيح من علامة الجزاء فهي التي يتم اللجوء إليها لحسم نتيجة مباراة انتهت بالتعادل ولا بد من تحديد فائز بها وليس لخطأ ارتكبه أحد اللاعبين ، عندها يتم الإحتكام إلى هذه الركلات  ، ومن هنا جاءت تسميتها  ، وهذا هو الفارق بينهما .

   ثانياً : ركلات الحظ : يطلق العديد من الإعلاميين والمعلقين وأحياناً محللي المباريات على ركلات الترجيح من علامة الجزاء ( ركلات الحظ ) ولا ندري ما علاقة الحظ ودوره هنا ؟ بدءاً نقول أن هذه الركلات يتم التدريب عليها في الوحدات التدريبية من قبل جميع اللاعبين وبضمنهم حراس المرمى قبل المباريات النهائية أو الفاصلة والتي قد تحسم نتيجتها بهذه الركلات من أجل إجادتها وزيادة فرص نجاح اللاعبين بتنفيذها ، كما يتم تدريب حراس المرمى على التصدي لها .

عليه فإن النجاح والفشل في تنفيذها يعود للاعب ذاته ومدى إجادته لتنفيذها من عدمه ، وإلى إجادة حارس المرمى ونجاحه في التصدي لها ، فأين دور الحظ هنا ؟ وعندما نقول أن لا دور للحظ فيها فإننا نستند إلى أن الكرة في لحظة ركلها من قبل اللاعب تتحدد سرعتها واتجاهها ومقدار ارتفاعها عن سطح الأرض ، وعليه فإن خروج الكرة خارج حدود المرمى أو اصطدامها بأحد القائمين أو العارضة فإن طريقة تنفيذ اللاعب هي السبب وليس الحظ ، وعندما ينجح اللاعب في تسجيل الهدف فإن جودة أدائه هي السبب وليس الحظ ، فالحظ لا يغير مسار كرة متجهة إلى زاوية الهدف ليطيح بها إلى الخارج ، أو العكس ، وعندما ينجح حارس المرمى في التصدي للكرة فبسبب تدريبه الجيد وخبرته وليس بسبب الحظ .

   إن ما قلناه عن الحظ ودوره المزعوم يشمل جميع حالات اللعب دون استثناء ، ولو كان الحظ وليس التدريب هو من يتحكم بمسارات المباريات ونتائجها لكان علينا استبدال الوحدات التدريبية بمحاضرات عن الحظ ودوره وكيفية الاستفادة منه واستغنينا عن جميع الملاكات التدريبية .

   ثالثاً : الشوط الثاني شوط المدربين : هي من العبارات الغريبة التي تدل على سوء فهم لدور المدير الفني ومهامه وواجباته ، وقبل الخوض في هذه العبارة نسال ، إن كان الشوط الثاني هو شوط المدربين فالشوط الأول شوط من ؟ هل هو شوط اللاعبين مثلاً ؟ علينا الكف عن ترديد هذه العبارة للأسباب التي سنذكرها الأن :

   1 – قبل المباراة : قبل كل مباراة يخوضها الفريق لا بد للمدير الفني والملاك التدريبي المساعد مشاهدة مباراة أو أكثر للفريق المنافس للتعرف على نقاط قوته وضعفه من أجل اختيار التشكيلة الأفضل  وطريقة اللعب المناسبة ، والتحركات الخططية التي سينفذها اللاعبون في المباراة . إن ما يخطط له المدير الفني يتم تدريب اللاعبين عليه في الوحدات التدريبية كي يتعرف كل لاعب على مهامه وواجباته ، والتحركات الثنائية والجماعية للاعبين في حالتي الدفاع والهجوم ، وهناك محاضرة يلقيها المدير الفني على لاعبيه قبل المباراة لتذكيرهم بواجباتهم . إذاً جميع خطوات استعداد الفريق قبل المباراة تقع على عاتق المدير الفني والملاك المساعد وعلى اللاعبين تقع مسؤولية التنفيذ .

   2 – أثناء الشوط الأول : من المؤكد أن ليس هناك مدير فني في العالم بإمكانه توقع كل ما يمكن أن يحدث على أرض الملعب من أحداث ومتغيرات ومستجدات ، إلى جانب أن للفريق المنافس مدير فني وملاك تدريبي يؤدي الأدوار ذاتها ، لذلك نرى المدير الفني دائم التواجد في المنطقة الفنية لتوجيه اللاعبين وإعطاء التعليمات لهم سواء بالكلام أو بإشارات متفق عليها ، وعليه فإن المدير الفني هو من يسير اللاعبين ويوجههم خلال الشوط الأول .

   3 – خلال فترة الاستراحة بين الشوطين : يعتقد البعض أن الدقائق القليلة لفترة الإستراحة هي التي تغير وجه المباراة وأن بإمكان المدير الفني أن يفعل فيها العجائب وإنها هي التي تجعل الشوط الثاني شوط المدربين . الحقيقة أن الإمتياز الوحيد لهذه الدقائق هو أن المدير الفني بإمكانه الاستعانة بالسبورة لتوضيح بعض النقاط حول الأداء وكيفية تلافي بعض الأخطاء ، وعليه فإن وقت الإستراحة بين الشوطين هو من حصة المدير الفني أيضاً . علماً أن توجيهات المدير الفني قد لا تُحدِث التغيير المطلوب لأن هناك مدير فني أخر يعطي توجيهاته للاعبيه لذلك نرى كلاهما يتواجد أيضاً طيلة الشوط الثاني في المنطقة الفنية لإعطاء التعليمات والتوجيهات للاعبيه كما حدث في الشوط الأول .

   4 – تبديل اللاعبين : ويتم بإيعاز وتوجيه من المدير الفني وهي تبديلات يمكن أن تتم في أي وقت من أوقات المباراة ولها علاقة مباشرة بأداء اللاعبين لواجباتهم ، أو لإحداث تغيير خططي في أداء الفريق يراه ضرورياً على ضوء مسار المباراة . وعليه فإن الشوط الثاني هو من حصة المدير الفني .

   5 – بعد المباراة : في أول وحدة تدريبية بعد المباراة يقوم المدير الفني بتقييم أداء اللاعبين في المباراة السابقة وتوضيح الأخطاء للعمل على تلافيها في الوحدات التدريبية اللاحقة ، وهذا يعني أن دور المدير الفني يمتد إلى ما بعد انتهاء المباراة .

   إن ما عرضناه يؤكد أن كل ما يتعلق بالمباراة هو مسؤولية المدير الفني ، فالاستعداد والتهيئة للمباراة القادمة هو مسؤوليته التي تمتد للشوط الأول وفترة اٌلإستراحة والشوط الثاني وما بعد المباراة وليس الشوط الثاني كما يزعم البعض ، نأمل أن ينتهي استخدام هذه العبارة لأنها تخالف الواقع وتكشف عدم معرفة البعض بدقائق الأمور ، علماً أننا لا ننكر ما يمكن أن يضيفه إبداع بعض اللاعبين للأداء لكنه يبقى في الإطار العام الذي رسمه المدير الفني وحدده . 

   رابعاً : المدير الفني والمدرب : الكثير من جمهور وإعلاميين لا يجد فرقاً بين المدير الفني والمدرب خلافاً للواقع . فالمدير الفني هو الذي يقود الملاك التدريبي للفريق ، والمسؤول المباشر عن الجانب الفني والخططي ، ووضع تشكيلة الفريق لكل مباراة ، وتوزيع الأدوار والمهام والواجبات بين الملاك التدريبي المساعد ، ووضع استراتيجية الفريق ، والتشاور مع الملاك التدريبي المساعد للوصول بالفريق إلى أفضل مستوى ، ووضع محتوى الوحدات التدريبية ، والتوصية بشراء اللاعبين حسب حاجة الفريق أو بيع عدد من لاعبي الفريق ، والتنسيق مع الملاك الإداري للفريق لتذليل الصعوبات وحل المشكلات .

   أما الملاك التدريبي المساعد فيضم المدربين العاملين مع المدير الفني وهم المدرب ويطلق عليه أحياناً المدرب العام وهو الرجل الثاني في الملاك التدريبي ، والمدرب المساعد ، ومدرب حراس المرمى ، ومدرب اللياقة البدنية ، والجميع يعمل كفريق واحد يقوده المدير الفني ، ولكل مدرب مهام وواجبات ومسؤوليات محددة ومتفق عليها مسبقاً . إذا علينا اعتماد التسميات التي تتطابق وعمل ومهام كل عضو من أعضاء الملاك التدريبي وتجنب الخلط بينها .

   خامساً : الطريقة والخطة : يخلط الكثيرون بين الطريقة والخطة ويستخدمون إحداهما للدلالة على الأخرى على الرغم من أن هناك فارق كبير بينهما ولكل منهما معناها الخاص ، لكن هناك علاقة تربطهما سنتطرق لها في معرض كلامنا .

   الطريقة : تعني توزيع اللاعبين على خطوط الفريق ، أي عدد اللاعبين في خط الدفاع ، وخط الوسط  وخط الهجوم ، علماً أن طرائق اللعب تتفاوت في عدد الخطوط وعدد اللاعبين في كل خط ، فأحياناً تتكون الطريقة من ثلاثة خطوط كما في طريقة ( 4 – 4 – 2 ) أو ( 4 – 3 – 3 ) ، وأحياناً من أربعة خطوط كما في طريقة ( 4 – 2 – 3 – 1 ) أو ( 4 – 1- 4 – 1 ) وهذا على سبيل المثال لا الحصر .

وعندما نقول أن الفريق يلعب بطريقة ( 4 – 4 – 2 ) فهذا يعني أن هناك أربعة لاعبين في خط الدفاع ، ومثلهم في خط الوسط ، ولاعبان في خط الهجوم ، ولا يشار لحارس المرمى عند كتابة الطريقة لأن مركزه ثابت ولا يشغله سوى لاعب واحد بشكل إجباري إذ لا يحق للفريق بدء المباراة دون حارس مرمى في الوقت الذي يتغير فيه عدد لاعبي بقية الخطوط على ضوء الطريقة التي يعتمدها المدير الفني .

   الخطة : هي الواجبات والمهام والأدوار التي يكلف اللاعبون بأدائها في الملعب ، وهي واجبات تتنوع بين الفردية والثنائية والجماعية ، وتشمل أماكن اللاعبين وتحركاتهم في حالتي الدفاع والهجوم وأداء المهام التي كلفوا بها وتم التدريب عليها في الوحدات التدريبية .

ولا تقتصر خطط اللعب على هذه الحالات فقط بل هناك خطط لكيفية تنفيذ الركلات الحرة المباشرة وغير المباشرة ، وتنفيذ الركلات الركنية وحتى الرميات الجانبية وصولاً لحارس المرمى أي كيف يمكن أن يساهم حارس المرمى في بدء هجمة للفريق عندما تكون الكرة بحوزته .

   ولطريقة اللعب تأثير على الجانب الخططي ، فعندما يلعب الفريق بطريقة ( 4 – 3 – 2 – 1 ) مثلاً فإن واجبات ومهام وأدوار اللاعبين في جميع الخطوط ستختلف عن واجباتهم عندما يلعب الفريق بطريقة ( 4 – 4 – 2 ) . ويساهم الأداء الجيد للاعبين في إظهار مزايا الطريقة وإيجابياتها .

   الوقت الإضافي والوقت بدل الضائع : على الرغم من الفارق الكبير بينهما إلا أن البعض يستخدم إحداهما بدل الأخرى ، فالوقت الإضافي هو الوقت الذي يمنح بعد انتهاء الوقت الأصلي لمباراة لا بد من أن تحسم نتيجتها بفوز أحد الفريقين عندها يصار إلى لعب وقت إضافي تختلف مدته من لعبة لأخرى ففي كرة القدم مثلاً تكون مدته ( 30 ) ثلاثون دقيقة مقسمة إلى شوطين مدة كل منهما ( 15 ) دقيقة وهذا الوقت منصوص عليه في قانون اللعبة . أما الوقت بدل الضائع فيحتسب عوضاً عن ما ضاع من وقت المباراة بسبب التوقفات التي تحصل في المباراة لأسباب شتى ومنها استبدال اللاعبين وعلاج المصابين داخل الملعب وسواها ويخضع تقديره لحكم المباراة حصراً .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى