لجنة الشباب و الرياضة

ما لا تعرفه عن كأس العالم بكرة القدم


أ . د إسماعيل خليل إبراهيم
عضو لجنة الشباب والرياضة في المنتدى العراقي للنخب والكفاءات

الحلقة الأولى
إن كانت مباريات كرة القدم على اختلاف مستوياتها وبطولاتها الوطنية و القارية و الدولية تنال اهتمام ومتابعة الملايين من الناس إلا أن بطولة كأس العالم التي تقام كل أربع سنوات تبقى مالئة الدنيا و شاغلة الناس ، يترقب الجميع إقامتها و تتنافس الدول على نيل شرف تنظيمها على أراضيها ، و يتفرغ الجميع لمشاهدة مبارياتها ، و يسافر الآلاف خلف منتخباتهم لتشجيعها ، وتحضى منتخباتها بالإهتمام المادي و المعنوي من قبل حكومات بلدانها لمعرفتها بدورها في تعريف العالم بدولها الذي قد تعجز جميع وسائل الإعلام عن القيام به .
ونحن نعيش هذه الأيام أجواء بطولة كأس العالم بنسختها الثانية و العشرون سنقدم على مدار حلقات معلومات عن هذه البطولة بدءاً من انبثاق فكرة إقامتها و أبرز و أغرب و ألطف ما حدث فيها و انتهاءً بالبطولة الحالية .
جول ريميه : محامي فرنسي من مواليد عام 1873 ، في سن الرابعة و العشرون أسس مع مجموعة من أصدقائه نادي ريد ستار الفرنسي ومن هنا بدأت تظهر قدراته في إدارة الهيئات الرياضية حيث شغل العديد من المواقع الإدارية في مجال كرة القدم . في عام 1919 أَسَسَ الاتحاد الفرنسي لكرة القدم و تولى رئاسته منذ عام 1919 لغاية عام 1942 ، و في العام 1921 أصبح رئيساً للاتحاد الدولي لكرة القدم و استمرت رئاسته للاتحاد حتى عام 1954 .
كان يحلم بتنظيم بطولة لكأس العالم بكرة القدم وفي مؤتمر الفيفا الذي عقد في زيوريخ عام 1928 تمت الموافقة على مقترحه وتقرر إقامة بطولة عالمية خاصة بكرة القدم مرة واحدة كل أربع سنوات ، وفي العام اللاحق تم الإتفاق على إقامة أول بطولة عام 1930 على أن تخصص جائزة ثمينة للمنتخب الفائز بالبطولة وكانت الجائزة عبارة عن كأس أطلق عليه بداية أسم ( كأس النصر ) وقد تم تصوير الكأس لتُمَثِل ( نايكي ) إله النصر عند اليونان ، وتم تكليف النحات الفرنسي ( آييل لافلور ) بتصميمه و دفع جول ريميه تكلفة صناعته من ماله الخاص ، و الكأس على شكل تمثال صغير ارتفاعه ( 35 ) سم و وزنه ( 8 , 3 ) كغم ، وكان مصنوعاً من الفضة و مطلي بالذهب ، وقاعدته زرقاء من اللازورد .
في العام 1946 وبمناسبة مرور 25 عاماً على رئاسة جول ريميه للاتحاد الدولي و تقديراً لدوره في تأسيس بطولة كأس العالم تقرر تسمية الكأس بـ ( كأس جول ريميه ) واستمرت تحمل اسمه لغاية بطولة كأس العالم في المكسيك عام 1970 التي فازت بها البرازيل واحتفظت بالكأس إلى الأبد وفق نظام البطولة الذي كان معتمداً حينها فقام الاتحاد الدولي بتقديم كأس جديدة أطلق عليها كأس العالم .
في العام 1983 اختفت كأس جول ريميه من داخل الاتحاد البرازيلي لكرة القدم ولم يتم العثور عليها لحد الان ، وتم صنع نسخة مطابقة لها سلمت إلى الاتحاد البرازيلي لكرة القدم .
المفارقة التي ترتبط بالبطولة الحالية أنها البطولة رقم ( 22 ) وتقام في العام ( 2022 ) وهي مفارقة أو مصادفة قد لا تتكرر مستقبلاً .
قبل ما يقرب من قرن كانت إقامة بطولة لكأس العالم بكرة القدم فكرة تدور في عقل رجل يعيش على هذا الكوكب و حلم يراود خياله و أصبحت فيما بعد حقيقة يعيشها و يترقبها و يشاهدها جميع سكان الكوكب . إن قصة ظهور بطولة كأس العالم إلى الوجود تقدم لنا درساً في معنى الإيمان بالفكرة ما دامت للصالح العام ، وفي كيفية الدفاع عنها باستماتة و إرادة صلبة لإقناع الأخرين بها كي ترى النور ، و الحقيقة التي لا يمكن تجاهلها أن كرة القدم تحديداً و الرياضة بشكل عام تقدم لنا يومياً العديد من الدروس التي علينا تعلمها لجعل حياتنا أكثر بهجة و سعادة وسلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى