لجنة الشباب و الرياضة

ما لا تعرفه عن كأس العالم بكرة القدم (الحلقة السابعة)

أ . د إسماعيل خليل إبراهيم

عضو لجنة الرياضة والشباب

المنتدى العراقي للنخب والكفاءات

 

البطولة السادسة – السويد / 1958

أعلنت كل من الأرجنتين و تشيلي و المكسيك و السويد استعدادها لاستضافة بطولة كأس العالم عام 1958 ، وفي يوم 23 / حزيران / 1950 ومن مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية أُعلِنَ عن أن السويد هي التي ستستضيف البطولة ، والغريب هنا أن بطولتي 1954 و 1958 تم الإعلان عن الدول التي ستستضيفها في بداية بطولة كأس العالم في البرازيل عام 1950 . اشتركت في التصفيات التمهيدية للبطولة ثلاث وخمسون دولة وهو رقم قياسي حينها .

وصلت إلى نهائيات البطولة تشيكوسلوفاكيا و ايرلندا الشمالية و فرنسا و اسكتلندا و يوغسلافيا و المجر و ويلز و انكلترا و النمسا و الإتحاد السوفيتي عن أوربا إضافة إلى المانيا الغربية الفائزة بالبطولة السابقة و السويد مستضيفة البطولة , و الأرجنتين و البرازيل و البارغواي و المكسيك عن أمريكا الجنوبية . كانت هذه البطولة الأولى و الوحيدة التي تشارك فيها جميع منتخبات الجزر البريطانية بينما فشلت كل من إيطاليا و الأرغواي في التأهل على الرغم من أن كليهما فاز بكأس العالم مرتان .

تم اعتماد نظام جديد لحسم حالات التعادل بالنقاط في دوري المجموعات ، فإذا ما تساوى المنتخبان الثاني و الثالث في الترتيب بعدد النقاط فتجرى بينهما مباراة فاصلة لتحديد من يترشح منهما إلى دور الثمانية وهو ما حصل بين منتخبي ايرلندا الشمالية و تشيكوسلوفاكيا في المجموعة الأولى حيث جمع كل منهما ثلاث نقاط وفازت ايرلندا الشمالية في المباراة الفاصلة ( 2 – 1 ) ، وكذلك بين المجر و ويلز في المجموعة الثالثة وفازت ويلز ( 2 – 1 ) ، وأيضاً في المجموعة الرابعة وفاز الإتحاد السوفيتي على انكلترا ( 1 – صفر ) وتأهل الفائزون الثلاثة إلى دور الثمانية .

أما إذا تساوى الأول و الثاني بالنقاط فيحسم بالعودة إلى فارق الأهداف وهو ما حدث في المجموعة الثانية حيث تساوى منتخبا فرنسا و يوغسلافيا ولكل منهما أربع نقاط ورجح فارق الأهداف فرنسا لتصدر المجموعة وحلت يوغسلافيا ثانية وكان فارق الأهداف ( + 4 ) لصالح فرنسا و ( + 1 ) ليوغسلافيا .

لم يظهر منتخب المجر بذات مستواه في البطولة السابقة بسبب هجرة أبرز لاعبيه إلى عدد من دول أوربا ومنها أسبانيا ، أما منتخب انكلترا فقد تأثر مستواه لفقده ثلاثة من لاعبيه الذين كانوا يلعبون لفريق مانشستر يونايتد إثر مصرعهم بحادث تحطم طائرتهم على مدرج مطار ميونيخ بسبب فشلها في الإقلاع لكثرة تساقط الثلوج وكان الفريق عائداً إلى مدينة مانشستر وهي الحادثة التي عُرِفت فيما بعد بـ ( كارثة ميونيخ ) ووقعت يوم 6 / شباط / 1958 .

جرت المباراة النهائية على ملعب ( راسوندا ) يوم 28 / تموز / 1958 بين منتخبي السويد و البرازيل بحضور أكثر من ( 51 ) ألف متفرج واستطاع منتخب البرازيل أن يقلب تأخره بهدف إلى فوز كبير بخمسة أهداف مقابل هدفين لتحصل البرازيل على أول بطولة لها في كأس العالم ، و أحرزت فرنسا المركز الثالث بفوزها على ألمانيا الغربية بستة أهداف مقابل ثلاثة سجل أربعة منها هداف المنتخب وهداف البطولة الفرنسي ( جوست فونتين ) ليبلغ مجموع أهدافه في البطولة ثلاثة عشر هدفاً وهو ما لم يستطع أحد تجاوزه أو حتى معادلته ، وكان المركز الثالث هو أفضل مركز تحققه فرنسا لغاية هذه البطولة.

شهدت هذه البطولة الظهور الأول للاعب برازيلي شاب لم يتجاوز السابعة عشرة من عمره ليصبح أصغر لاعب يفوز ببطولة كأس العالم لغاية الأن وهو ( بيليه ) واسمه الحقيقي ( أديسون أرانتيس دوناسيمنتو ) الذي تربع فيما بعد على عرش كرة القدم واختير لاعب القرن العشرين . سجل بيليه هدفه الأول في كأس العالم خلال مباراة البرازيل و ويلز في دور الثمانية وبه فازت البرازيل وتأهلت إلى الدور نصف النهائي حيث واجهت فرنسا وفازت عليها بخمسة أهداف مقابل هدفين سجل بيليه ثلاثة منها ، كما سجل للبرازيل هدفين من الأهداف الخمسة التي فازت بها على السويد في المباراة النهائية .

من الطريف أن الطبيب النفسي لمنتخب البرازيل أخبر مدرب المنتخب ( فيسنتي فيولا ) أن بيليه إبن السبعة عشر عاماً يبدوا ليس ناضجاً بما فيه الكفاية لخوض مباريات كأس العالم فرد عليه ( فيولا ) بالقول ( قد تكون على حق لكنك لا تفقه شيئاً عن كرة القدم ) . ولعلاقة بيليه بالرقم عشرة الذي ارتبط به طيلة مسيرته في الملاعب قصة غريبة و طريفة إذ أن بيليه حصل على هذا الرقم عن طريق الصدفة فالبرازيل لم ترسل أرقام لاعبيها إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم لاعتمادها فتم اختيار أرقام اللاعبين عشوائياً وشاءت الصدف أن يكون الرقم ( 10 ) من نصيب بيليه .

وشهدت البطولة أيضاً تألق حارس مرمى منتخب الإتحاد السوفيتي ( ليف ياشين ) الذي يعد أفضل حارس مرمى عرفته ملاعب كرة القدم ، وهو حارس المرمى الوحيد الذي فاز بجائزة أفضل لاعب في أوربا عام 1963 .

تم في هذه البطولة وللمرة الأولى نقل مبارياتها تلفزيونياً إلى العديد من دول العالم .

ومن المواقف الطريفة الأخرى إصرار منتخب البارغواي على عدم خوض أي مباراة استعدادية مع المنتخبات المشاركة في كأس العالم كي لا تكتشف خططها في اللعب لكنها خسرت مباراتها الأولى أمام فرنسا بسبعة أهداف مقابل ثلاثة . ومن الأحداث الطريفة أيضاً أن أحد الصحفيين سأل نجم المنتخب السويدي ( نيلسن ليدهولم ) عن أمكانية تأهل السويد للمباراة النهائية فأجاب مازحاً ( إن تأهلنا سأحلق شعري ) فما كان من حارس المرمى إلا أن أضاف ( سأقوم بالمثل ) ، وعندما وصلت السويد إلى المباراة النهائية تم تذكيرهما بما قالاه فقاما بحلق شعريهما وهكذا خسرا شعرهما وخسرا المباراة النهائية .

أهدت إحدى الصحف السويدية جائزة للاعب الفرنسي ( جوست فونتين ) لفوزه بلقب هداف البطولة سلاحاً للصيد في ما يمكن أن يكون إشارة للعلاقة بين سلاح الصيد و فونتين في إصابة الهدف .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى