لجنة الشباب و الرياضة

ما لا تعرفه عن كأس العالم بكرة القدم (الحلقة الثامنة عشرة)

أ.د. إسماعيل خليل إبراهيم

نائب رئيس لجنة الشباب والرياضة

المنتدى العراقي للنخب والكفاءات

 

البطولة السابعة عشرة – كوريا الجنوبية و اليابان / 2002

هي النسخة السابعة عشرة من كأس العالم لكرة القدم وأقيمت من 31 مايس وحتى 30 حزيران عام 2002 في كوريا الجنوبية واليابان بتنظيم مشترك بين الدولتين وهي المرة الأولى التي تقام فيها البطولة في قارة آسيا بعد أن كانت تقام في أوروبا والأمريكتين ، وكانت المرة الأولى والأخيرة التي يشترك فيها بلدان في استضافتها بعد أن قام الاتحاد الدولي لكرة القدم بتعديل نظامه الأساسي في عام 2004.

تم اختيار اليابان وكوريا الجنوبية لاستضافة كأس العالم 2002 بالتزكية في اجتماع اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم في 31 مايس عام 1996 في زيورخ ، كان التنافس بين اليابان وكوريا الجنوبية والمكسيك لكن اتفاق اليابان و كوريا على التنظيم المشترك للبطولة ساهم في ترجيح كفتهما لأنهما  سيستضيفان البطولة لأول مرة عكس المكسيك التي سبق لها استضافتها عامي 1970 و 1986.  واعتبر المسؤولون في كلا البلدين أن التنظيم المشترك سيساهم في فتح صفحة جديدة ومعالجة الرواسب القديمة نتيجة الغزو الياباني لكوريا إبان الحرب العالمية الثانية .

شاركت 199 دولة في التصفيات المؤهلة للنهائيات ، تأهلت كوريا الجنوبية واليابان للنهائيات لاستضافتهما للبطولة وتأهلت فرنسا حاملة اللقب في النسخة الأخيرة للنهائيات دون خوض التصفيات وكانت المرة الأخيرة التي تتأهل فيها حاملة اللقب للنهائيات دون خوض التصفيات التي بدأت عام 1999 وانتهت عام 2001 . تأهلت الصين والإكوادور والسنغال وسلوفينيا للمرة الأولى في تاريخها ، كما أنها المرة الأولى التي تتأهل فيها سوياً الدول السبع التي حققت البطولة سابقاً وهي الأرجنتين والبرازيل وإنجلترا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والأورغواي .

تأهلت إلى نهائيات البطولة عن أوربا منتخبات بلجيكا و كرواتيا و الدانمارك و انكلترا و فرنسا و ألمانيا و جمهورية ايرلندا و إيطاليا و بولندا و البرتغال و روسيا و سلوفينيا و أسبانيا و السويد و تركيا ، وعن أمريكا الجنوبية البرازيل و الارجنتين و الاكوادور و البارغواي و الارغواي ، وعن أمريكا الشمالية و الوسطى كوستاريكا و المكسيك و أمريكا ، وعن أسيا الصين و اليابان و كوريا الجنوبية و السعودية ، وعن أفريقيا الكاميرون و نيجيريا و السنغال و جنوب أفريقيا و تونس .

في 1 ديسمبر 2001 أجريت قرعة كأس العالم لتحديد المجموعات كما تم تحديد نظام البطولة في المراحل المتقدمة ، قسمت المنتخبات إلى ثمان مجموعات ، جرت مباريات المجموعات الأربعة الأولى في كوريا الجنوبية ، وجرت مباريات المجموعات الأربعة الأخرى في اليابان .

تم اختيار ستة و خمسون حكماً لإدارة مباريات كأس العالم يمثلون القارات الست من بينهم ( سعد كميل ) من الكويت و قاد مباريات الارغواي و الدانمارك ، أسبانيا و جنوب أفريقيا وكلاهما في دوري المجموعات ، ومباراة المركزين الثالث و الرابع بين تركيا و كوريا الجنوبية ، و ( علي بو جسيم ) من الإمارات الذي قاد مباراتي السنغال و فرنسا و السويد و الارجنتين في دوري المجموعات ، و ( جمال الغندور ) من مصر وقاد مباراتي اسبانيا و بارغواي و البرازيل و كوستاريكا في دوري المجموعات ، ومباراة كوريا الجنوبية و اسبانيا في الدور ربع النهائي ،  و ( محمد القزاز ) من المغرب وأدار مباراة أسبانيا و سلوفينيا في دوري المجموعات ،  و ( مراد الدعمي ) من تونس وقاد مباراة المكسيك و الاكوادور في دوري المجموعات .

أثير الكثير من اللغط حول التحكيم في البطولة وأدت القرارات المشكوك فيها في مباراة كوريا وإيطاليا اضافة إلى أخطاء مباراة كوريا وإسبانيا بعد إلغاء هدفين صحيحين لأسبانيا بشكل مثير للجدل تم تصنيفها ضمن أكبر عشر أخطاء تحكيمية في تاريخ كاس العالم في استفتاء مجلة إسبن ، أدت تلك الأخطاء إلى تقديم العديد من الشكاوى ضد التحكيم  وعلى الرغم من ذلك رفض الفيفا هذه الشكاوى و وصف تلك الأخطاء بأنها أخطاء بشرية عفوية .

ترشحت لدور الستة عشر منتخبات الدانمارك و السنغال و أسبانيا و بارغواي و البرازيل و تركيا و كوريا الجنوبية و أمريكا و ألمانيا و جمهورية ايرلندا و السويد و انكلترا و المكسيك و إيطاليا و اليابان و بلجيكا . علماً أن منتخبي كوريا الجنوبية و اليابان تصدرا مجموعتيهما بينما احتلت السنغال و تركيا المركز الثاني في مجموعتيهما .

ترشحت لدور الثمانية منتخبات المانيا و أمريكا و أسبانيا و كوريا الجنوبية و انكلترا و البرازيل و السنغال  وإلى الدور نصف النهائي ترشحت كل من البرازيل و ألمانيا و كوريا الجنوبية و تركيا ، حيث فازت البرازيل على تركيا و ألمانيا على كوريا الجنوبية بنتيجة واحدة هي هدف دون مقابل لتترشح البرازيل و ألمانيا إلى المباراة النهائية و كوريا الجنوبية و تركيا لمباراة المركزين الثالث و الرابع .

أقيمت المباراة النهائية لكأس العالم لكرة القدم 2002 بين ألمانيا والبرازيل في الاستاد الوطني في مدينة يوكوهاما في اليابان يوم الثلاثين من حزيران بحضور أكثر من تسعة وستون ألف متفرج وقادها الحكم الإيطالي ( بيير لويجي كولينا ) الذي يعد أحد أشهر حكام كرة القدم في العالم ويتولى حالياً رئاسة لجنة الحكام في الاتحاد الدولي لكرة القدم ، كانت المباراة أول مواجهة بين الفريقين في تاريخ بطولات كأس العالم والظهور السابع لكل منهما في نهائي البطولة . فازت البرازيل بنتيجة هدفين دون مقابل سجلهما في الشوط الثاني ( رونالدو ) لتفوز البرازيل باللقب الخامس . وشهدت المباراة الظهور الثالث لكابتن المنتخب البرازيلي ( كافو ) في نهائي كأس العالم وهو إنجاز لم يسبق لأحد تحقيقه في تاريخ بطولات كأس العالم . أما المركز الثالث فكان من نصيب تركيا بعد فوزها على كوريا الجنوبية بثلاثة أهداف مقابل هدفين .

حفلت البطولة بالعديد من المفاجئات و الاحداث الغريبة و الطريفة : بدأت المفاجآت مع مباراة الأفتتاح التي شهدت هزيمة فرنسا حاملة اللقب أمام السنغال التي كانت تلعب لأول مرة في كأس العالم ، ومن ثم خروجها و أرغواي والأرجنتين من مرحلة المجموعات ، وخروج إيطاليا من دور الستة عشر ، بينما تمكنت تركيا و كوريا الجنوبية من الوصول إلى الدور نصف النهائي لأول مرة في تاريخ البلدين .

شارك في البطولة منتخبان عربان فقط  ، هما المنتخب السعودي الذي تعرض لثلاث هزائم متتالية في الدور الأول من ألمانيا بثمانية أهداف دون رد في هزيمة تعد من بين أكبر الهزائم بتأريخ كأس العالم ومن جمهورية أيرلندا بثلاثية نظيفة والكاميرون بهدف دون رد . و ودّع المنتخب التونسي البطولة من دور المجموعات أيضاً بعد أن جمع نقطة واحدة فقط إذ خسر من روسيا واليابان بهدفين دون مقابل وتعادل مع بلجيكا بهدف لكل منهما وسجل هدف تونس ( رؤوف بوزيان ) .

كانت تميمة البطولة عبارة عن ثلاث دمى ألوانها البرتقالي والبنفسجي وألأزرق وكانت اسمائها ( أتو وكاز ونيك ) وهي عبارة عن دمى من الحاسوب كانت جميعا في فريق افتراضي لكرة القدم سمي ( أتمو بول ) ، أتو ( الأصفر ) هو المدرب بينما ( كاز ونيك ) من اللاعبين .

كانت الكرة الرسمية للبطولة هي ( فيفرنوفا ) والتي تم تصنيعها من قبل شركة أديداس حيث استخدم فيها احدث تقنيات الطباعة وعمل أشكال مجسمة على سطح الكرة . اعتمد في التصميم على الثقافة الأسيوية على شكل وهج تنين ثلاثي يسمى الذهب المظلم ، واستخدم في التصميم اللونين الأصفر والأحمر، وتم زيادة الطبقة المطاطية الخارجية لتعطي أداة أفضل في الاندفاع والارتداد ، وتكونت من ثلاث  طبقات كي تكون اخف وزناً واقدر على الدوران في الهواء بزوايا كبيرة . كان التصميم المختلف للكرة ووزنها الخفيف محل انتقاد من الاعبين واعتبرها البعض السبب في خسارة وخروج بعض المنتخبات من الدور الثاني إلا أن ذلك ساهم كثيراً في إحراز أهداف رائعة خلال البطولة . كان أسم الأغنية الرسمية للبطولة ( بووم ) و‏ كانت باللغة الإنجليزية وقامت بأداها المغنية الأمريكية ( أنستزيا ) .

بثت أكثر من مائتا دولة المباراة النهائية على الراديو والتلفاز من خلال مائتان وإثنان وثلاثون قناة مختلفة و كانت رقما قياسيا جديدا لبث نهائي كأس العالم الذي حظي النهائي بأكبر عدد من المشاهدين على التلفاز في البطولة بأكملها وهو ثلاثة وستون مليون مشاهد .

أعلنت المتحدثة باسم صندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة ( اليونيسيف ) أن كأس العالم لكرة القدم ستكرس للمرة الأولى لقضية إنسانية هي قضية الأطفال ، وصندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة ومنظمة الصحة العالمية هما شريكان مع الاتحاد الدولي لكرة القدم في هذه الكأس ، وأقامت اليونيسف والاتحاد الدولي هذه الشراكة للفت الانتباه حول وضع الأطفال في العالم وشددا على ثلاث مسائل هي ( الإيدز والتربية وحماية الأطفال خصوصاً من الحرب والاستغلال الجنسي ) .

عرض رئيس وزارء جمهورية أيرلندا ( بيرتي اهيرن ) وساطته بعد استبعاد قائد المنتخب ( روي كين ) عن التشكيلة بسبب خلاف مع المدرب ( ميك ماكارثي ) .

ألغى النجم الأرجنتيني السابق ( دييغو مارادونا ) رحلته إلى آسيا لمشاهدة مونديال 2002 بعد أن رفضت السلطات اليابانية منحه تأشيرة الدخول اللازمة إلى اليابان بسبب سوابقه في تعاطي المخدرات .

دعت الحكومة البريطانية مسؤولي الإدارات والشركات إلى عدم معاقبة الموظَّفين أو العمال المُتأخّرين عن الدوام لأن المباريات كانت تُلعب خلال أوقات الدوام بِسبب الفارق الزمني بين اليابان وكوريا الجنوبية و بريطانيا . طرد نادي جنوى الإيطالي لاعبه الكوري من الفريق بعد أن سجل اللاعب هدف الفوز لكوريا الجنوبية على إيطاليا في مونديال 2002.

أحرز البرازيلي ( رونالدو ) لقب هداف البطولة بتسجيله ثمانية أهداف ، أما لقب أحسن لاعب وأفضل حارس مرمى فحصل عليهما ( أوليفر كان ) حارس مرمى منتخب ألمانيا ، و حصل الامريكي ( لاندون دونوفان ) على لقب أفضل لاعب ناشئ ، وحصل منتخب بلجيكا على جائزة اللعب النظيف .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى