لجنة الشباب و الرياضة

الثقافة الرياضية

الثقافة الرياضية

أ . د إسماعيل خليل إبراهيم

عضو لجنة الرياضة والشباب

المنتدى العراقي للنخب والكفاءات

   المعنى اللغوي لكلمة ثقافة وتعريفها :

   الثقافة في اللغة : العلوم والمعارف والفنون التي يُطلب الحذق فيها . والثقافة : جميع ما يكتسبه الإنسان من صنوف المعرفة النظرية والخبرة العملية طوال عمره . والثقافة : هي إدراك الفرد والمجتمع للعلوم والمعرفة في شتى مجالات الحياة . والثقافة العامة : مجمل العلوم والفنون والآداب في إطارها العام .

الثقافة الرياضية : هي ثقافة فكرية تخصصية في المجال الرياضي . وهي إحدى مكونات الثقافة العامة للمجتمع .

المثقف : ذلك الشخص الذي له إلمام بكثير من الأمور التي تخص العلوم والمعرفة والأحداث السياسية والإقتصادية والرياضية .

معنى الثقافة الرياضية ومفهومها :

   تعني الثقافة الرياضية اكتساب الفرد للمعارف النظرية والخبرات العملية والمهارات في مجال الرياضة ليجري توظيفها لصالح الفرد والمجتمع معا ، والسعي لنقلها من جيل لآخر لاستمرار دور الرياضة المتميز في حياة الأفراد والمجتمعات . والثقافة الرياضية عامة وخاصة ، فأما العامة فهي التي تختص بكل ما له علاقة بالرياضة ، والخاصة ما تتعلق بلعبة أو مجال محدد من مجالات الرياضة ، ولا غرابة أن نجدهما في فرد واحد .

وعندما نقول أن الثقافة الرياضية جزء من الثقافة العامة فإننا نضعها بالأهمية ذاتها التي تحضى بها فروع الثقافة الأخرى الدينية والإجتماعية والأدبية والفنية ، فهي بمجملها تشكل المضمون العام لثقافة المجتمع التي لا تتكامل إلا بارتباط مكوناتها جميعها .

مكونات الثقافة الرياضية :

1 – تأريخ التربية الرياضية : يعرفنا بمراحل تطور التربية الرياضية عبر العصور كي نعرف كيف أصبحت الرياضة بصورتها الحالية سواء من ناحية فلسفتها وأهدافها ونظرة المجتمعات لها ، والأغراض التي مورست من أجلها ، ومهرجاناتها ولعباتها وبطولاتها ، وتنظيماتها وهيئاتها ، وما أحدثته من تغيرات مجتمعية في القيم والسلوك ، ودورها في التطور الحضاري والتقدم العلمي والتربوي والصناعي .

2 – الإصطلاحات الرياضية : وهي التي لا يخلو علم منها لأنها مفاتيح كل علم ولا بد من معرفتها وفهمها ، وكيف تطور الإصطلاح الرياضي .

3 – العلوم الرياضية : معرفة أساسياتها وأوليات مضامينها وعما يبحث فيه كل علم ، وأهميته والفائدة المتحققة منه .

4 – قوانين اللعبات الرياضية : ولا سيما المواد المهمة منها المتعلقة بأخطاء اللاعبين ومخالفات اللعب وحكم القانون في كل منها .

5 – طرائق اللعب وخططه : معرفة معلومات أولية عن كل منها لزيادة متعة المشاهدة وفهم ما يجري على أرض الملعب من تحركات اللاعبين .

6 – الإصابات الرياضية : معرفة أنواعها وخطورة كل منها وبعض ما يتعلق بإسعافاتها الأولية .

7 – علاقة الرياضة بالصحة : الوعي بأهمية الرياضة وانعكاساتها الإيجابية على الصحة .

8 – الكتب الرياضية : وهي التي تزودنا بالمعلومات عن شتى الأمور المتعلقة بالرياضة .

9 – الدراسة : في جميع المراحل الدراسية .

10 – مجالسة أصحاب العلم والمعرفة : وهم رافد مهم من روافد الثقافة الرياضية لما يمتلكونه من خزين معارف وخبرات ومعلومات .

11 – الإنترنيت : وهو الذي يحتوي على كل ما يحتاج الفرد معرفته .

12 – الإعلام بأنواعه : المقروء والمسموع والمرئي .

13 – الدراسات والبحوث العلمية : وهي في متناول الباحثين ومن له الرغبة في التزود بالمعرفة من خلالها .

14 – المشاهدة : مشاهدة النشاطات الرياضية على اختلاف أنواعها .

الثقافة الرياضية والمجتمع :

   الرياضة ظاهرة اجتماعية رافقت الإنسان منذ بدء الخليقة ، ورافقت المجتمعات منذ نشأتها ، فهي ظاهرة اجتماعية ثقافية تؤثر في المجتمع وتتأثر به ، تؤثر فيه لأنها تساهم في تقدمه وتطوره وبناء حضارته ، وتتأثر به لأن تقدمها وديمومتها يرتبطان بدعم المجتمع لها وإيمانه بها وبأدوارها ، فضلا عن الموازنة بين قيم الرياضة وفوائدها الإجتماعية وبين قيم المجتمع واتجاهاته وأهدافه .

وفي زمننا الحاضر أصبحت الرياضة حاجة اجتماعية لا غنى عنها للصغار والكبار ، للنساء والرجال ، الأصحاء والمرضى . ويعود هذا إلى انتشار الثقافة الرياضية وزيادة الوعي المجتمعي وهو ما يبدو جليا في المجتمعات المتقدمة حيث التزايد المستمر لأعداد ممارسي الرياضة ، والإهتمام الرسمي والشعبي بها ، وتزايد أعداد مشاهدي مبارياتها على اختلاف أنواعها ، واتساع رقعة أدوار الهيئات الرياضية وتأثيراتها .

وفي هذا السياق تضمنت استبانة اطروحتي للدكتوراه سؤالا نصه : هل ترى أن الثقافة الرياضية جزء من الثقافة العامة ؟ وبعيدا عن الإحصاء ومعنوية الفروق كانت نسبة المجيبين بنعم ( 1 , 78 % ) ، وكلا بنسبة ( 6 , 3 % ) من مجموع ( 1000 ) هم أفراد عينة البحث ، وهذا يعطي الإنطباع بأن المجتمع بات يدرك ما تمثله الثقافة الرياضية للأفراد عموما ومدى اسهامها في تكوين الهوية الثقافية للمجتمع ، ولما كانت المعارف والخبرات هي مرتكزات البناء الثقافي فإن الكم الكبير الذي تحتويه التربية الرياضية منها بسبب تعدد مجالاتها وتنوعها بين صحي وتربوي واجتماعي وبدني ونفسي وترويحي يجعل من الثقافة الرياضية رافدا مهما من روافد الثقافة العامة للفرد والمجتمع تنمو بنموها وتنحسر بانحسارها .

ما تقدمه الثقافة الرياضية للفرد والمجتمع :

   1 – تغيير نظرة الأفراد للرياضة عموما والتي تدور في فلك أنها لعب وحركات لا طائل منها ، وإنها لا تمت للعلم بصلة ، إذ عندما يعرف افراد المجتمع علاقتها بسائر العلوم ستتغير نظرتهم لها .

2 – ترسيخ موقع القيم التي تنادي بها الرياضة لا سيما وإنها مشتقة من قيم المجتمع ذاته إذ سيتم تطبيقها عمليا كالصدق والإيثار والتعاون والشجاعة والثقة بالنفس والصبر والتماسك الإجتماعي والتنافس الشريف وكثير سواها من القيم والأعراف .

3 – الإرتقاء بمكانة الفرد اجتماعيا ، إذ كلما ازدادت مجالات ثقافته وتنوعت ارتقت مكانته .

4 – تدفع الثقافة الرياضية الفرد إلى الإقبال على ممارسة الرياضة لتحقيق أهداف عديدة منها المحافظة على الصحة واكتساب اللياقة البدنية ، وسلامة القوام ، واستثمار وقت الفراغ ، والتخلص من ضغوطات الحياة والعمل .

5 – ممارسة أدوار اجتماعية قد لا تمارس خارج نطاق الرياضة بذات الصورة والإسلوب ، كالقيادة والمسؤولية والإنقياد .

6 – إضافة خبرات ومعارف جديدة إلى خزين خبرات ومعارف الثقافات الأخرى .

7 – تعد معرفة بعض مواد قوانين اللعبات التي يهواها الفرد ، والمعلومات عن طرائق وخطط اللعب وسيلة لزيادة متعة مشاهدة المباريات إذ تمكن المشاهد من معرفة صحة قرارات الحكام ، والإستمتاع بما يجري داخل الملعب من تحركات اللاعبين لوجود فهم مسبق لها بغض النظر عن حجمه .

8 – معرفة معلومات أولية عن الإصابات الرياضية واسعافاتها الأولية لا سيما وإنها يمكن أن تحدث لعامة الناس وإن الصقت بها صفة الرياضة .

9 – ممارسة التمارين الرياضية بوعي وفهم لتحقيق أكبر قدر من الفائدة وتنمية اللياقة البدنية .

10 – معرفة العلاقة بين ممارسة الرياضة والغذاء والوزن والمحافظة على الصحة .

11 – معرفة التأريخ الرياضي القديم والحديث للبلد والعالم .

12 – تنمية السمات الشخصية لفرد .

13 – تساهم إشاعة الثقافة الرياضية بين الأفراد في الحد من ظاهرة شغب الملاعب .

الجهات المسؤولة عن نشر الثقافة الرياضية :

   1 – المدرسة : وذلك عن طريق دروس التربية الرياضية التي يجب أن يكون للجانب النظري نصيب ثر فيها بدلا من المنهاج الشكلي الحالي .

2 – خريجو كليات وأقسام التربية الرياضية : فهم المتسلحون بالعلم والمعرفة والذين يجب أن يتجاوز دورهم الثقافي نطاق مكان العمل إلى المجتمع كله ، وهو دور لم يمارس كما ينبغي لحد الأن .

3 – كليات وأقسام التربية الرياضية : عن طريق الندوات واللقاءات والبحوث العلمية ، وما قدمته لا يلبي الطموح .

4 – الجهات والهيئات الرياضية الرسمية والأهلية كوزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية والإتحادات والأندية الرياضية وصولا لوضع شعار الرياضة للجميع موضع التطبيق .

5 – الرياضيون ولا سيما الأبطال وكثير منهم قد لا يرى أن له دور في نشر الثقافة الرياضية .

6 – الإعلام الرياضي : وتأتي أهميته من أنه الأكثر انتشارا بين الناس والأسرع في الوصول اليهم ، والأكثر تنوعا في أدواته ووسائله ، وإنه يخاطب جميع الفئات والأعمار .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى