لجنة الشباب و الرياضة

الإسلام والرياضة

أ.د. كامل طه الويس

عضو في لجنة الرياضة والشباب في المنتدى العراقي للنخب و الكفاءات

 

مقدمة  البحث:

تعد الرياضة ظاهرة اجتماعية عرفتها البشرية منذ ان وجدت على الأرض والإنسان كائن حي، ظل يسعى من اجل رزقه، وتوفير ألأمن ، وهذا يتطلب منه لياقة بدنية عالية تكفي لمقاومة المخاطر وتعين على كسب الرزق، ومع تطور الحياة، وبزوغ فجر الرسالات السماوية ومنها الإسلام خاصة، كانت للرياضة نصيب وافر من تعاليم الشريعة السمحة التي حمل لوائها الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم). فلقد مرن الإسلام الرياضة بالحياة، وجعلها جزءاً حيوياً من متطلبات القوة التي تعين على الجهاد والعمل الصالح، فـ ((المؤمن القوي خير وأحب الى الله من المؤمن الضعيف ))(2). كما قال ذلك رسول الله محمد (صلى الله عليه وسلم).

ولقد أقر الإسلام مزاولة الألعاب الرياضية، شرط أن لا يكون فيها معصية لله تعالى وأن لا تمنع من أداء أية فريضة من فرائض الله تعالى.

مشكلة البحث:

يجهل الكثير من المهتمين بشؤون الرياضة موقف الدين الإسلامي المباح وغبر المباح من ممارسة الرياضة وأهميتها القصوى.حيث تكشف صفحات هذا البحث عن رعاية الإسلام الكريمة لبعض الرياضات التي ورد ذكرها في الآي الحكيم والحديث الشريف، لكون الإسلام دين حياة وسلوك وحضارة ووعي تربوي خلاق.

ونحن مجتمع عربي، يدين بشريعة الله تعالى وسنة نبيه الكريم (صلى الله عليه وسلم)، لابد أن نأخذ بالذكر الحكيم والحديث الشريف من سلوك يقع في دائرة الالعاب الرياضية التي اقرها الإسلام او التي استجدت في عهده، كحافز للناس عامة نحو ممارسة الرياضة في ضوء تعاليم الإسلام ولابد أن يكون هذا الجافز دينياً ومادياً ومعنوياً او لم يكن ترغيباً نحو الرياضة ذاتها ومزاولتها على احسن وجوه.

 

هدف البحث:

ويهدف البحث الى بيان موقف الإسلام من الرياضة كونها فعالية حيوية للجميع، ومدى موافقة بعضها لتعاليم الشريعة السمحة من عدم ذلك، والكشف عن فضل الرياضة في الإسلام وأهميتها من حيث كونها فرضاً دينياً وبيئوياً وترويحياً عن النفس.

منهجية البحث:

واعتمد الباحث في بحثه على الايات القرآنية والحديث النبوي الشريف وما تناقلته كتب التراث، ووصف ذلك في ضوء منهج تاريخي يقع في إطار الاستقراء واستخلاص النتائج.

 

الاستنتاجات والتوصيات:

ـالاستنتاجات:

من خلال استعراض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة والأقاويل التي وردت عن العلماء المسلمين الثقاة يستنتج الباحث ما يلي:

ـ أقر الإسلام مزاولة الألعاب الرياضية، شرط أن لا يكون فيها معصية لله تعالى وأن لا تمنع من أداء أية فريضة من فرائض الله تعالى من مثل: الألعاب الترويحية، رياضة المشي، االمصارعة، الرمي بالسهام، السباحة، الصيد، الفروسية، سباق الخيل، سباق الأبل، الرقص، الطعن بالرماح، المبارزة بالسيوف، ولعبة الشطرنج، وما يقع بها أثناء أداء فرائض الصوم والصلاة والحج وما نهى عنه مما يقع منه على سبيل القمار مثل النرد واللعب بالحمام.

ـ وقد عظم الإسلام أمر الرياضة وجعلها ذات شأن ومنزلة عظيمة في المجتمع الإسلامي ورغب الناس بها وبين فضلها وخيرها.

ـ أن أكثر تلك الرياضات الأنفة الذكر قد زاولها الناس كونها فريضة وسنة تلزم المسلمين الاقتداء بها، نساء ورجالاً صبية وشيوخاً فهي شاملة للجميع.

ـ وقد ثبت عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) انه شجع مزاولة اللعب وحضر بنفسه الكريمة لمشاهدتها ودعا زوجته عائشة (رضي الله عنها) فقد ثبت انه سابق بالأقدام وبين الخيل، وبين الابل وحضر نضال السهام كما رمى بالقوس وطعن بالرمح وركب الخيل المسرجة والمعراة وتقلد السيف.

ـ أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) أولى للخيل وللفروسية وسباقاتها عناية فائقة، ورسخ تقاليد الفروسية وارتقى بها، وحولها من كونها أداة من أدوات النزاع بين القبائل الى نوع من أنواع البطولة والمنافسة الشريفة.

ـ أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) قد رسخ تقاليد الرياضة في المجتمع الإسلامي فأضحت سنة يقتدى بها ومنهجاً يعمل به.

 

ـ التوصيات:

ـ أن نشر مفهوم الرياضة، وضرورة ممارستها من قبل الجميع أصبح من الأهمية بمكانة لا يمكن الاستغناء عنها لا سيما وأنها تنبع من تعاليم الإسلام وسنة رسوله الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم).

ـ وأذا كان الفهم العام للرياضة كممارسة وسلوك وتربية وبناء ظل بعيداً عن ادراك منابع جذورها التي ظلها الإسلام وسنة الرسول (صلى الله عليه وسلم) فأن الواجب يتطلب تعديل المفاهيم السائدة التي تعالج الرياضة كفلسفة وتاريخ أن تنطلق من روح الإسلام وتدعمه، بالشاهد المقدس الذي تمثله الآيات القرآنية والسنة النبوية التي تناولت الرياضة وأسس ممارستها بشكل ينسجم وروح الدين وتطور الحياة.

خلاصةالبحث :

وتتضمن خلاصة البحث ، موقف الدين الإسلامي من الرياضة التي اباح مزاولتها، وأمر بالتدريب على أنواعها ورغب المسلمين بها، فعظم شإنها، واحتلت منزلة كريمة ورفيعة في المجتمع الإسلامي فأصبحت سنة تقتفى ونظاماً يطبق في الشريعة الإسلامية لما لها من فوائد جمة وفضل. ويأتي اهتمام الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) بالرياضة تنفيذاً لأمر الله تعالى وطاعة له ( واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ….)[1] فالرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) حث المسلمين ورغبهم على تعلم الرياضة وإتقانها ( المؤمن القوي خير وأحب الى الله من المؤمن الضعيف…)[2] نظراً لأهميتها الفائقة، لتحقيق أهداف وأغراض دينية تتمثل في أعداد المسلمين أعداداً أمثل للجهاد في سبيل الله تعالى لنشر العقيدة الإسلامية وأغراض دنيوية وترويحية عن النفس. وأنواع الرياضة التي أباح الإسلام مزاولتها، كما جاء في ضوء الآيات القرآنية الكريمة، والأحاديث النيوية الشريفة وأخبار الرواة والثقات، والتي تضمنها بحثنا هذا هي:ـ الألعاب الترويحية، مسابقة المشي على الأقدام، العاب المصارعة، الرمي بالسهام، السباحة، الصيد، الفروسية، سباق الخيل، سباق الابل، الرقص، رياضة تأدية الصلاة، ومناسك الحج وغيرها. فالرياضة التي أمر الإسلام بمزاولتها هي رياضة للجميع ،للصبية ،وللشباب، وللنساء ،والرجال ،وللشيوخ.

وقد ثبت أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قد زاول الألعاب الرياضة بنفسه الكريمة، ونظم سباقاتها، ومنح الفائزين هدايا وجوائز. نعم لقد رسخ الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) تقاليد الرياضة في المجتمع الإسلامي وسار على سنته الكريمة من بعده الخلفاء الراشدين والصحابة (رضى الله عنهم) واقتدوا به (صلى الله عليه وسلم) ونفذوا وصاياه وتعليماته . وأوصوا بها ولاتهم، واقتدوا بها خلفاء المسلمين،لأنها خير حافز ديني ومعنوي ومادي لتطوير دوافع الناس نحو مزاولة الرياضة وإتقان فنونها بهمة عالية، وسرور بالغ وبهجة وحبور.

لقراءة المقال كاملاً اضغط هنا

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى