لجنة الشباب و الرياضة

أحداث من ذاكرة الرياضة العراقية

أحداث من ذاكرة الرياضة العراقية

(الحلقة التاسعة عشرة)

أ . د إسماعيل خليل إبراهيم

عضو لجنة الرياضة والشباب

المنتدى العراقي للنخب والكفاءات

    منتصف سبعينات القرن الماضي خطرت لي فكرة القيام بتوثيق الأحداث الرياضية العراقية التي لم تنل اهتمام الكثيرين ، وعلى الرغم من صدور أكثر من كتاب تناول تأريخ الرياضة العراقية في العصر الحديث من أندية ومهرجانات واتحادات ولجنة أولمبية ، ومشاركات منتخباتنا الوطنية في البطولات العربية والقارية والأولمبية ، لكن ما سواها من أحداث ظل حبيس أوراق الصحف التي نشرتها على الرغم من أن فيها الكثير من المتعة والإثارة والغرابة فضلاً عن معانيها ومدلولاتها التي تشيع في النفس البهجة والسرور ، وتسبب الألم عند مقارنتها بمثيلاتها في أيامنا هذه .

   توكلت على الله وبدأت هذه المهمة الشاقة منذ اليوم الأول للعطلة الصيفية عام ( 1978 ) إذ توجهت إلى المكتبة الوطنية لأبحث في ثنايا الصحف التي تَحَول لون أوراقها إلى الأصفر وأقَلِبها بحذر خشية تمزقها إذ مضى عليها أكثر من ستين سنة حينها .

   كان عليَ أن أبحث في جميع الصحف التي كانت تصدر في محافظات العراق ، وهنا لا بد لي من التوجه بالشكر والتقدير إلى الإخوة في المكتبة الوطنية الذين لولا تعاونهم لما تمكنا من إنجاز شيء ، لم تكن في صحف تلك الأيام صفحات خاصة بالأخبار الرياضية بل كانت تُنشر في أي من الصفحات وهو ما حتم عليَ البحث في جميع صفحات كل جريدة عسى أن أجد فيها خبراً . انتهت أيام العطلة بحصيلة رائعة غطت الأحداث الرياضية ما بين عامي 1900 و 1933 على أمل أن استكمل ما بدأته في العطلة الصيفية القادمة لكن وللأسف حالت مشاغل الحياة  دون ذلك .

   هذه المقدمة هي البداية لتعريفكم بما سيقدم لاحقاً وسيكون لنا موعد كل يوم ثلاثاء إن شاء الله ونتوقع أن يكون ما ستطلعون عليه مفاجأة نترك لكم التعليق عليها .

 

الحلقة التاسعة عشرة

  • جريدة نداء الشعب ( 14 / 1 / 1931 ) :

   تسابقت الفرقة الأولى لدار السلام مع الفرقة الأولى لباب السيف بكرة القدم ففازت الأولى 1 – صفر ، وتسابقت إحدى فرق كرة السلة لدار السلام مع الفرقة الأولى لمدرسة الكرخ ففازت دار السلام 17 – 10. ( على الرغم من أن تأريخ ممارسة لعبة كرة السلة في العراق يعود إلى نهاية عشرينات القرن الماضي ، وإنها كانت من بين اللعبات التي شارك بها العراق في أولمبياد لندن عام 1948 إلا أن حاضرها لا يسر أحدا ولا سيما نتائج منتخبنا الوطني ) . 

   فازت فرقة مدرسة التطبيقات على فرقة المدرسة السعدونية 1 – صفر في مباراة جرت في ساحة الصالحية يوم 12 / 1 ، وقد تميز لعب التطبيقات بالمهارة والجودة ، وسجل هدف الفوز التلميذ سعدي جاسم بعد مناولة من مدرس التطبيقات عبد الواحد حسن الدروبي . برز في المباراة سعدي جاسم و زكي كاظم و مهدي أحمد و حكمت شبيب وصاحب الفضل الأكبر في الفوز المدرس والمدرب عبد الواحد حسن الدروبي .

   تستعد الفرق للإشتراك في مباريات كأس كاجوال وقد جرت لقاءات عديدة بينها لهذه الغاية ، والتقى على ساحة الوايرليس يوم 8 / 1 فرقة الكمرك مع فرقة الثانوية الشرقية وحكم المباراة التي فازت فيها الشرقية 2 – 1 عبد اللطيف أفندي العجيل . سجل أهداف الشرقية حنا قاشات و أحمد فتحي وسجل هدف الكمرك وهبي أفندي من ضربة جزاء . برز في المباراة من الكمرك وهبي أفندي و مظهر أفندي ، ومن الشرقية توماس أفندي و عبد الجبار أفندي فتاح حامي الهدف و سيد مهدي . 

   ( لا يكاد يمر يوم دون أن تشارك الفرق المدرسية على اختلاف مراحلها الدراسية في النشاطات الرياضية وهو دليل على حجم الإهتمام الذي كانت الرياضة المدرسية تحضى به حينها ، ففرق المدارس تخوض مباريات ودية مع فرق مدرسية أخرى ومع غيرها ، وتشارك في بطولات كرة القدم و تنافس سائر الفرق وتفوز عليها . والملاحظ أن أخبار وانتصارات تلك الفرق كانت تختم بالإشادة بمعلمي ومدرسي التربية الرياضية الذين كان لهم الدور الأكبر في إعداد وتأهيل وتدريب لاعبي فرقهم وتحقيق الفوز تلو الفوز . أما الأن فالرياضة المدرسية – لا حس ولا خبر – ومعلمي و مدرسي التربية الرياضية يغطون في نوم عميق ، والإدارات المدرسية على اختلاف مستوياتها وضعت الرياضة المدرسية في خزانة محكمة الإغلاق وأضاعت مفتاح الخزانة ) .

  • جريدة نداء الشعب ( 15 / 1 / 1931 ) :

   سيزور العراق قريباً 25 طالباً من طلبة الجامعة المصرية وكلية العلوم للقيام برحلة استطلاعية وسيرافقهم منتخب من أندية كرة القدم في مصر . 

  • جريدة نداء الشعب ( 16/ 1 / 1931 ) :

   أقامت مدرسة المحمودية حفلة كشفية حضرها قائمقام المحمودية ، وبعد الإفتتاح قدم الكشافة ألعاباً باهرة تدل على همة عالية بذلها الطلاب مع معلمهم سليم أفندي طاهر . وقدم القائمقام إلى معلم الكشافة في المدرسة عصا فضية الرأس تقديراً لجهوده و أتعابه .

( يؤكد لنا هذا الخبر أن النشاط الرياضي والكشفي لم يكن مقتصراً على مراكز مدن العراق بل شمل الأقضية وربما النواحي أيضاً ، وهو دليل على مدى الإهتمام الشعبي والرسمي بهذا النشاط ) .

  • جريدة العالم العربي ( 20 / 1 / 1931 ) :

   قَدِمَت فرقة المنتفك إلى البصرة لمقابلة فرقة المعارف ، وجرت المباراة خلف السجن المركزي ، وانتهت المباراة بالتعادل 2 – 2 . ( هذا الخبر يعزز التعليق الذي ذكرناه في الخبر السابق ) . 

  • جريدة نداء الشعب ( 31 / 1 / 1931 ) :

   جرت في ساحة الهنيدي عصر أمس مباراة بين دار المعلمين و الليفي فاز فيها الدار 1 – صفر وكانت غاية في الحماس والشدة . ( نتائج فريق دار المعلمين بكرة القدم في مبارياته الودية والرسمية تؤكد أنه كان من الفرق المتميزة في مستواها ، ويضم لاعبين جيدين ، ويحضى بدعم وتشجيع إدارة الدار ، فضلاً عن شعبيته بين جمهور كرة القدم ) .

   تألفت في النادي الكمركي في بغداد فرقة ثانية جديدة لكرة القدم وهي توالي تمارينها استعداداً للدخول في المسابقات الرسمية . ( يبدو أن المقصود هو دائرة الكمارك التي شكلت في وقت سابق فريق لكرة القدم خاض العديد من المباريات الودية و شارك في العديد من البطولات ) .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى