لجنة الشباب و الرياضة

أحداث من ذاكرة الرياضة العراقية (الحلقة الرابعة)

أحداث من ذاكرة الرياضة العراقية

(الحلقة الرابعة)

 أ . د إسماعيل خليل إبراهيم

عضو لجنة الرياضة والشباب

المنتدى العراقي للنخب والكفاءات

    منتصف سبعينات القرن الماضي خطرت لي فكرة القيام بتوثيق الأحداث الرياضية العراقية التي لم تنل اهتمام الكثيرين ، وعلى الرغم من صدور أكثر من كتاب تناول تأريخ الرياضة العراقية في العصر الحديث من أندية ومهرجانات واتحادات ولجنة أولمبية ، ومشاركات منتخباتنا الوطنية في البطولات العربية والقارية والأولمبية ، لكن ما سواها من أحداث ظل حبيس أوراق الصحف التي نشرتها على الرغم من أن فيها الكثير من المتعة والإثارة والغرابة فضلاً عن معانيها ومدلولاتها التي تشيع في النفس البهجة والسرور ، وتسبب الألم عند مقارنتها بمثيلاتها في أيامنا هذه .

   توكلت على الله وبدأت هذه المهمة الشاقة منذ اليوم الأول للعطلة الصيفية عام ( 1978 ) إذ توجهت إلى المكتبة الوطنية لأبحث في ثنايا الصحف التي تَحَول لون أوراقها إلى الأصفر وأقَلِبها بحذر خشية تمزقها إذ مضى عليها أكثر من ستين سنة حينها .

   كان عليَ أن أبحث في جميع الصحف التي كانت تصدر في محافظات العراق ، وهنا لا بد لي من التوجه بالشكر والتقدير إلى الإخوة في المكتبة الوطنية الذين لولا تعاونهم لما تمكنا من إنجاز شيء ، لم تكن في صحف تلك الأيام صفحات خاصة بالأخبار الرياضية بل كانت تُنشر في أي من الصفحات وهو ما حتم عليَ البحث في جميع صفحات كل جريدة عسى أن أجد فيها خبراً . انتهت أيام العطلة بحصيلة رائعة غطت الأحداث الرياضية ما بين عامي 1900 و 1933 على أمل أن استكمل ما بدأته في العطلة الصيفية القادمة لكن وللأسف حالت مشاغل الحياة  دون ذلك .

   هذه المقدمة هي البداية لتعريفكم بما سيقدم لاحقاً وسيكون لنا موعد كل يوم ثلاثاء إن شاء الله ونتوقع أن يكون ما ستطلعون عليه مفاجأة نترك لكم التعليق عليها .

 

الحلقة الرابعة

  • – جريدة العالم العربي ( 2 / 6 / 1930 ) :

    كان يوم أمس موعد المباراة النهائية بالتنس لطلاب الكلية الطبية على كأس عقيلة عميد الكلية الطبية وجرت على ساحة الكلية بين يوسف أفندي خدوري و أنور أفندي نجيب وقد فاز يوسف أفندي . ( قبل 91 عاماً لم تكن لعبة التنس معروفة لدينا فقط بل كانت تجرى مسابقات لها وعلى ملاعب خاصة بها ووجود حكام لها وعلى ملعب إحدى الكليات ، وكان هناك من يجيد اللعبة و وصل إلى مباراتها النهائية . هل من خبر عن لعبة التنس هذه الأيام وعن بطولاتها وأبطالها وعن الإتحاد المسؤول عنها ؟ ) .

  • – جريدة العراق ( 6 / 6 / 1930 ) :

    أقامت المدرسة المركزية للبنات عصر يوم الأربعاء 4 / 6 / 1930 حفلة ألعاب شيقة لروضة الأطفال الذين قدموا قطعاً تمثيلية وألعاب رياضية مختلفة استحسنها الحضور . وفي الختام وزعت الجوائز على الفائزين . ( نهدي هذا الخبر إلى وزارة التربية وجميع العاملين في الرياضة المدرسية فيها ونسألهم متى سنشاهد مهرجانات رياضية مدرسية على غرار مهرجانات عام 1930 مع الفارق الكبير جداً في الإمكانات البشرية والمادية بين الماضي والحاضر ؟ ) .

  • – جريدة البلاد ( 19 / 6 / 1930 ) :

    تأسس نادي عام للكشافة وسيشيد له محل خاص به في الأرض الواقعة تجاه البلاط الملكي . ( أغلب الظن أنه ملعب الكشافة الذي نعرفه جميعاً ، وعلى الرغم من عائديته لوزارة التربية ورمزيته لدى العراقيين وما أقيمت عليه من بطولات ومباريات بمختلف الألعاب وكونه أحد معالم العاصمة بغداد إلا أن احداً لم يفكر في ترميمه أو تحسين مرافقه كي يستمر شاهداً على تأريخ الرياضة العراقية وقِدَمِها أسوة بالعديد من دول العالم ) .

  • – جريدة العراق ( 23 / 6 / 1930 ) :

    أقيم عصر السبت 21 / 6 / 1930 الحفل الرياضي للمدرسة الحربية الملكية ، وبدأت الحفلة بألعاب رياضية عسكرية مختلفة ظهرت خلالها اللياقة والرشاقة ونالت استحسان الحاضرين . ( المهرجان الرياضي للكلية العسكرية كان يقام سنوياً وينقل عبر شاشة تلفزيون بغداد وتجرى فيه العديد من اللعبات الرياضية ومنها الفروسية لكنه توقف منذ سنوات ولم يفكر أحد في إعادة إقامته أسوة بالعديد من المهرجانات الرياضية التي كانت تقيمها المؤسسات العسكرية ) .

 

  • – جريدة العالم العربي ( 3 / 7 / 1930 ) :

    مَثَل المستر جي . أي . ميد مهندس الري العراق في سباق الدراجات النارية في لندن حيث كان في إجازة لعدم إمكانية إيفاد عراقي للإشتراك في السباق ، وقد أكمل ثلاث دورات وفي الدورة الرابعة أصيبت دراجته بعطب فاضطر إلى ترك السباق وكانت سرعته في الثلاث دورات الأولى تقارب ( 100 ) كم في الساعة . ( هل سمع أحد منا يوماً أن هناك من فكر في تأسيس اتحاد للدراجات النارية ، أو إقامة بطولة لها علماً أن الدعوة قد وجهت للعراق بصورة رسمية حينها للإشتراك في السباق وكان المهندس أعلاه يعمل في مجال الري في العراق ) . 

 

  • – جريدة البلاد ( 20 / 7 / 1930 ) :

    اتفقت جماعة من لاعبي كرة القدم المنتسبين لفرق بغداد والهنيدي وبينهم من الفرقة الوطنية على تشكيل فريق للكرة أطلقوا عليه إسم المختلط ، وتباروا مع فرقة اللاسلكي التي فازت 1 – صفر . ( أليس بإمكاننا أن نعد هذا الفريق نواة لتشكيل أول منتخب لكرة القدم في العراق استناداً لطبيعة تشكيلته التي ضمت لاعبين من فرق عدة وهو حال تشكيل المنتخبات حتى وقتنا الحالي ؟ ) .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى