لجنة الشباب و الرياضة

أحداث من ذاكرة الرياضة العراقية (الحلقة الثالثة عشرة)

أحداث من ذاكرة الرياضة العراقية 

(الحلقة الثالثة عشرة)

أ . د إسماعيل خليل إبراهيم

عضو لجنة الرياضة والشباب

المنتدى العراقي للنخب والكفاءات

 

    منتصف سبعينات القرن الماضي خطرت لي فكرة القيام بتوثيق الأحداث الرياضية العراقية التي لم تنل اهتمام الكثيرين ، وعلى الرغم من صدور أكثر من كتاب تناول تأريخ الرياضة العراقية في العصر الحديث من أندية ومهرجانات واتحادات ولجنة أولمبية ، ومشاركات منتخباتنا الوطنية في البطولات العربية والقارية والأولمبية ، لكن ما سواها من أحداث ظل حبيس أوراق الصحف التي نشرتها على الرغم من أن فيها الكثير من المتعة والإثارة والغرابة فضلاً عن معانيها ومدلولاتها التي تشيع في النفس البهجة والسرور ، وتسبب الألم عند مقارنتها بمثيلاتها في أيامنا هذه . 

   توكلت على الله وبدأت هذه المهمة الشاقة منذ اليوم الأول للعطلة الصيفية عام ( 1978 ) إذ توجهت إلى المكتبة الوطنية لأبحث في ثنايا الصحف التي تَحَول لون أوراقها إلى الأصفر وأقَلِبها بحذر خشية تمزقها إذ مضى عليها أكثر من ستين سنة حينها . 

   كان عليَ أن أبحث في جميع الصحف التي كانت تصدر في محافظات العراق ، وهنا لا بد لي من التوجه بالشكر والتقدير إلى الإخوة في المكتبة الوطنية الذين لولا تعاونهم لما تمكنا من إنجاز شيء ، لم تكن في صحف تلك الأيام صفحات خاصة بالأخبار الرياضية بل كانت تُنشر في أي من الصفحات وهو ما حتم عليَ البحث في جميع صفحات كل جريدة عسى أن أجد فيها خبراً . انتهت أيام العطلة بحصيلة رائعة غطت الأحداث الرياضية ما بين عامي 1900 و 1933 على أمل أن استكمل ما بدأته في العطلة الصيفية القادمة لكن وللأسف حالت مشاغل الحياة  دون ذلك . 

   هذه المقدمة هي البداية لتعريفكم بما سيقدم لاحقاً وسيكون لنا موعد كل يوم ثلاثاء إن شاء الله ونتوقع أن يكون ما ستطلعون عليه مفاجأة نترك لكم التعليق عليها . 

 

الحلقة الثالثة عشرة

  • جريدة العراق ( 6 / 1 / 1930 ) : 

   تبارت الفرقتان الوطنية والألعاب الرياضية للمرة الثانية على ملعب الوايرليس ، وسبق للوطنية أن فازت في مباراة سابقة على الألعاب 2 – صفر ، وفي هذه المباراة فازت الوطنية أيضاَ 2 – صفر وأضاعت ضربتي جزاء . كان ابرز اللاعبين الجناح الأيمن ورئيس الفرقة الوطنية الطالب كامل فخري ، وحكم المباراة فرنسيس أفندي هرمز . 

( الوايرليس تعني اللاسلكي وهو تابع لصنف المخابرة في الجيش العراقي . أما عن حكم المباراة فرنسيس أفندي هرمز فنتوجه بسؤال إلى لجنة الحكام في الاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم : هل لديكم أرشيف بأسماء الحكام العراقيين الذين كانوا يقودون مباريات كرة القدم في تلك الفترة وما تلاها أم أن الأمر يحتاج إلى جهد ووقت وتفرغ وهي متطلبات غير متوفرة لكم وأن مثل هذا الأرشيف الذي تُفاخِر به الكثير من اتحادات كرة القدم في العالم لا يستحوذ على أي قدر من اهتمامكم ؟ ) . 

  •    جريدة العراق ( 14 / 1 / 1930 ) : 

   تبارت فرقة كرة القدم في الثانوية الشرقية يوم الأحد الماضي مع فرقة الثانوية الغربية وفازت الشرقية 4 – صفر ، كما فازت الشرقية على فرقة اللاسلكي 1 – صفر . 

  •    جريدة البلاد ( 8 / 7 / 1930 ) : 

   تبارت فرقة لاسلكي الجيش العراقي أول أمس مع فرقة السكك الحديد خلف الثكنة العسكرية في باب المعظم وفازت فرقة اللاسلكي 2 – صفر . 

   ( في ستينات القرن الماضي كان فريق السكك الحديد أحد أبرز فرق الدوري الذي كان يضم فرق بغداد فقط وكان نداً لفرق المقدمة الجماهيرية كالقوة الجوية ومصلحة نقل الركاب والفرقة الثالثة ، ورفد المنتخب العراقي بالعديد من اللاعبين ، واستمر لغاية إلغاء فرق المؤسسات بداية السبعينات ) . 

  •    جريدة البلاد ( 17 / 7 / 1930 ) : 

   تبارت فرقة اللاسلكي لكرة القدم وفرقة جمعية أرباب الصنائع أول أمس في ساحة الرماحة وتعادلا وكانت فرقة اللاسلكي هي الأرجح . 

   ( يبدو أن فرقة اللاسلكي كانت ذات شهرة وتحضى باهتمام المسؤولين عنها ) . 

  •    جريدة صدى الاستقلال ( 14 / 11 / 1930 ) : 

   ستكون حفلة إقامة الإستعراض العام هذه السنة وحفلة افتتاح النادي الكشفي في وقت واحد ، وينشغل معلمو الكشافة في بغداد للتحضير لهذا المهرجان وستشترك فيه ( 20 ) مدرسة . 

   ( تصور 20 مدرسة شاركت في مهرجان أقيم قبل 92 سنة ترى كم مدرسة لديها الاستعداد للمشاركة الأن في المهرجانات الرياضية مع فارق الزمن وحداثة عهد العراق بالرياضة عموماً وبالرياضة المدرسية على وجه الخصوص ؟ ) . 

  •    جريدة صدى العهد ( 18 / 11 / 1930 ) : 

   تبارت فرقة المدرسة المأمونية لكرة السلة مع فرقة الثانوية المركزية ففازت المأمونية 24 – 13 . 

   ( هل من أخبار عن الفرق الرياضية في المدرسة المأمونية والثانوية المركزية التي أعتز بكوني أحد طلبتها وحارس مرمى فريقها بكرة القدم سنتان متتاليتان نهاية ستينات القرن الماضي ؟ ) .  

  •    جريدة نداء الشعب ( 23 / 11 / 1930 ) : 

   اقامت مدرسة المحمودية الابتدائية حفلتها الكشفية في الساحة المقابلة للقائمقامية ، وقد أدى الطلبة ألعاباً مختلفة جعلت الحضور يسجلون لمدرس الكشافة وإدارة المدرسة جهدهم واجتهادهم في عملهم . 

   ( بدلاً من أن تتخذ الإدارات الحالية للمدارس من إدارة مدرسة المحمودية وسواها من المدارس العراقية قدوة لها لزيادة اهتمامها بالرياضة المدرسية نراها تتجاهلها وتحجم دورها ودور معلميها ومدرسيها إلى الحد الذي اختفت فيه الرياضة المدرسية أو تكاد والغريب أن الجميع في وزارة التربية يغض النظر عن هذه المأساة . ونسأل الادارة الحالية لمدرسة المحمودية إن كان لها علم بما كانت عليه الرياضة فيها قبل 92 عاماً أم لا ؟ وأغلب الظن أن حرص اولئك الرجال قد غاب تحت ركام إهمال رجال الحاضر . )

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى