لجنة الشباب و الرياضة

أحداث من ذاكرة الرياضة العراقية (الحلقة الحادية والعشرون)

أحداث من ذاكرة الرياضة العراقية

(الحلقة الحادية والعشرون)


أ . د إسماعيل خليل إبراهيم

عضو لجنة الرياضة والشباب

المنتدى العراقي للنخب والكفاءات

 

    منتصف سبعينات القرن الماضي خطرت لي فكرة القيام بتوثيق الأحداث الرياضية العراقية التي لم تنل اهتمام الكثيرين ، وعلى الرغم من صدور أكثر من كتاب تناول تأريخ الرياضة العراقية في العصر الحديث من أندية ومهرجانات واتحادات ولجنة أولمبية ، ومشاركات منتخباتنا الوطنية في البطولات العربية والقارية والأولمبية ، لكن ما سواها من أحداث ظل حبيس أوراق الصحف التي نشرتها على الرغم من أن فيها الكثير من المتعة والإثارة والغرابة فضلاً عن معانيها ومدلولاتها التي تشيع في النفس البهجة والسرور ، وتسبب الألم عند مقارنتها بمثيلاتها في أيامنا هذه .

   توكلت على الله وبدأت هذه المهمة الشاقة منذ اليوم الأول للعطلة الصيفية عام ( 1978 ) إذ توجهت إلى المكتبة الوطنية لأبحث في ثنايا الصحف التي تَحَول لون أوراقها إلى الأصفر وأقَلِبها بحذر خشية تمزقها إذ مضى عليها أكثر من ستين سنة حينها .

   كان عليَ أن أبحث في جميع الصحف التي كانت تصدر في محافظات العراق ، وهنا لا بد لي من التوجه بالشكر والتقدير إلى الإخوة في المكتبة الوطنية الذين لولا تعاونهم لما تمكنا من إنجاز شيء ، لم تكن في صحف تلك الأيام صفحات خاصة بالأخبار الرياضية بل كانت تُنشر في أي من الصفحات وهو ما حتم عليَ البحث في جميع صفحات كل جريدة عسى أن أجد فيها خبراً . انتهت أيام العطلة بحصيلة رائعة غطت الأحداث الرياضية ما بين عامي 1900 و 1933 على أمل أن استكمل ما بدأته في العطلة الصيفية القادمة لكن وللأسف حالت مشاغل الحياة  دون ذلك .

   هذه المقدمة هي البداية لتعريفكم بما سيقدم لاحقاً وسيكون لنا موعد كل يوم ثلاثاء إن شاء الله ونتوقع أن يكون ما ستطلعون عليه مفاجأة نترك لكم التعليق عليها .

 

  الحلقة الحادية والعشرون

  • جريدة نداء الشعب ( 16 / 2 / 1931 ) :

   تبارت فرقتا الاتحاد و دار المعلمين أمس في ساحة الوشاش وفازت الدار 3 – صفر ، وقد أبدى الفريقان مهارة عالية في اللعب .

 – مباراة الدور الثاني لكأس كاجوال :

   الثانوية المركزية 1 – الفرقة الوطنية صفر … سجل هدف المركزية فخري إسماعيل و برز من المركزية جميل إحسان حارس المرمى و حافظ الدروبي و حسن الخطيب و ناظم محمود .

  • جريدة العالم العربي ( 17 / 2 / 1931 ) :

   جرت يوم الأحد الماضي في ساحة العلوية مباراة بكرة القدم بين فريقي الكمرك و الكلية الطبية بتحكيم المستر ميسن و انتهت بالتعادل صفر – صفر . لعب للكمرك كل من : كامل ناصر و مظهر فهمي و إسماعيل حداد و وهبي أحمد و ناصر مراد الشيخ و زكي عبد الرزاق و عبد الله شريف و خليل محمد و توفيق الكيلاني و أسطيفان نصوري و حسين .

ولعب للكلية الطبية كل من : مجيد رؤوف و فؤاد مراد الشيخ و الدكتور سندرسن و مهدي فوزي و سلمان فائق و حميد شلاش و جاك عبودي و داود أكرم و أليكس برهاد و جلال حمدي و يوسف خدوري .

( من بين أسماء لاعبي فريق الكلية الطبية يبرز أمامنا أسم سلمان فائق و جاك عبودي اللذان كانا من أشهر وأبرع الأطباء في خمسينات و ستينات و سبعينات القرن الماضي ، كذلك الدكتور سندرسن الذي كان أيضاً طبيب العائلة الملكية في العراق . نهدي هذا الخبر لمن ما زالوا يعتقدون أن ممارسة الرياضة عبث وإنها تبعد ممارسيها عن الدراسة والتفوق ) .

  • جريدة نداء الشعب ( 22 / 2 / 1931 ) :

   قسمت الألعاب في الثانوية المركزية بحيث يختص الأستاذ شيت نعوم بتدريب الطلاب على لعبة التنس و الأستاذ أوهان تدريب ألعاب كرة القدم و السلة و الطائرة ، وأستاذ الرياضة المصري محمود سليم فاختص بالجمباز . ( قبل 91 سنة كان في الثانوية المركزية ثلاثة مدرسين للتربية الرياضية أحدهم مصري الجنسية تولى كل منهم تدريب الطلبة على لعبة أو أكثر ، ترى كيف هو حال اللعبات الرياضية في هذه الثانوية العريقة التي كانت لفرقها صولات وجولات في البطولات الرياضية ؟ عندما يكون في مدارسنا من يدرب الطلبة على لعبة التنس عام 1931 فالمنطق يقول أننا لا بد وأن نمتلك الأن أبطالاً على مستوى العالم في هذه اللعبة لكن الحقيقة غير ذلك تماماً ) .

  – ألقى عبد الكريم عسيران محاضرة في الثانوية المركزية عن حركة الكشافة و الرياضة في أوربا .

( خبر كهذا يدمي القلب ، المشرف العام على الرياضة المدرسية يلقي محاضرة ليضع الملاك التدريسي و الطلاب في صورة ما وصلته الحركة الكشفية والرياضية في أوربا ، ما هذا الرقي ؟ ما هذا الإحساس بأهمية رسالة مدرس التربية الرياضية ؟ ما هذا الحرص على تنمية الثقافة الرياضية لدى الطلبة وهم الجزء الفاعل والمؤثر في المجتمع ؟ أين نحن من ذلك الماضي الرائع ومن أولئك الرجال الأفذاذ ؟ هدية جديدة نقدمها للقائمين على شؤون الرياضة المدرسية ليقارنوا بين الماضي والحاضر ) .  

  • جريدة الإستقلال ( 2 / 3 / 1931 ) :

   تسابقت البارحة فرقتا الحربية والغربية في ساحة الشرقية وفازت الحربية 3 – 1 .

  • جريدة العالم العربي ( 3 / 3 / 1931 ) :

   تبارى يوم الأحد الماضي في ملعب اللاسلكي فريقا المدرسة العسكرية والثانوية الشرقية على كأس كاجوال ففازت المدرسة العسكرية 4 – 1 .

  • جريدة الإستقلال ( 15 / 3 / 1931 ) :

   قرعة المباراة قبل النهائية لكأس كاجوال :

   الحربية – دار المعلمين … في ساحة الوشاش يوم 15 / 3 بتحكيم المستر مور و مراقبا الخط المستر هوثورن و المستر ميسن .

   الثانوية المركزية – المتوسطة الغربية … في ساحة الكلية الحربية يوم 22 / 3 ولم يعين حكام المباراة بعد . ( وصول ثلاث فرق مدرسية إلى الدور قبل النهائي للبطولة دليل واضح على مكانة الفرق المدرسية وحسن إعدادها وتدريبها ودعم الإدارات لها ، وإنها ضمت لاعبين كانوا من بين الأبرز حينها ، كما إنها تؤكد حقيقة أن المدرسة هي منجم للمواهب الرياضية التي تحتاج العين الخبيرة التي تكتشفها وترعاها وتطور أدائها ، وإن دروس التربية الرياضية التي اختفت من المدارس أو تكاد هي البوابة التي تقدم لنا تلك المواهب ) .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى