لجنة الثقافة و الاعلام

عن “مجزرة” الأسماك في العراق

كل شيء في العراق عرضة للاجتثاث، فلم يعد المواطن وحده مستهدفاً بالقتل، بل حتى السمك بات يقتل اليوم.

نكبة جديدة تضرب جسد الاقتصاد العراقي، إذ تعرضت الثروة السمكية إلى كارثة كبيرة، مع نفوق آلاف الأطنان من الأسماك بشكل مفاجئ، بدءً من محافظة ديالى المحاذية لإيران، مروراً بمحافظات بابل وكربلاء والنجف والديوانية، في المزارع السمكية المقامة على نهري دجلة والفرات، حيث يعاني النهران انخفاضاً في منسوب المياه، إثر قيام إيران بقطع عدد من الروافد التي تغذي نهر دجلة، بأمر من مرشدها علي خامنئي.

فمن يقف وراء هذه الجريمة.. وهل هناك أجندة سياسية تقف خلفها بهدف تخريب الاقتصاد العراقي من خلال تسميم الأسماك.. وهل من قبيل الصدفة حصول الكارثة بُعيد إعلان وزارة الزراعة في تشرين الأول الماضي، وصول العراق إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي من الأسماك، ومنع استيراده من الخارج، علماً أن العراق كان يستورد الأسماك من إيران على وجه التحديد؟!.

أسئلة باتت تطرح بقوة في وقت تعجز فيه الحكومة عن إيجاد الحلول المناسبة لإيقاف هذه “المجزرة”.

وزارة الزراعة المعنية بالأمر بدت مرتبكة في تصريحاتها، ففي الوقت الذي لم تحدد سبب نفوق الأسماك بشكل قاطع، نفت إلقاء مواد أو فضلات سامة في الأنهار، وكأنها تحاول التعمية على أمر ما، زاعمة في بيان لها أن نفوق آلاف الأطنان من الأسماك هو بسبب تفشي مرض “تنخر الغلاصم البكتيري”.

وهو ما ينفيه مسؤول في الوزارة نفسها، إذ أكد في تصريحات صحفية أن “التحليلات المختبرية كشفت عن مواد كيماوية ألقيت في المياه، خلال الأيام الأخيرة، وتسببت في الكارثة، مضيفاً أن هذه المواد قد تكون دخلت من خارج العراق”.

التحقيقات التي أجريت في محافظة بابل أثبتت أن الأسماك أصيبت بشكل جماعي، وهذا يدحض فكرة تعرضها لوباء، كما أن بعض مربي الأسماك أفادوا بتعرّضهم لابتزاز من مليشيات تطالبهم بدفع أتاوَى لهم، وبعد رفض كثير منهم فوجئوا بهذه الكارثة، وهذا ما دفع الشرطة إلى أن ترجّح وجود شبهة جنائية في ذلك.

من خلال ما تقدم يتضح أن المستفيد من هذه الكارثة هي إيران، نظراً إلى قرب تطبيق المرحلة الثانية من العقوبات عليها، وبالتالي هو بداية إطلاق اليد السوداء التابعة لإيران بهدف ضرب الاقتصاد وإرغام السوق العراقية على إستخدام الأسماك الإيرانية، في ظل ضعف الحكومة وأجهزتها التي تُسهل هذه الجرائم وسط غياب سلطة القانون، فضلاً عن أن حكومة بغداد إيرانية الهوى

عامر السامرائي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى