لجنة الثقافة و الاعلام

التحديات الانية واستشراف المستقبل

الاستاذ الدكتور عبدالرزاق الدليمي

نائب رئيس لجنة الثقافة والإعلام والفنون

 

كان للسياسة التي رسمتها، وقننتها ونفذتها الوﻻيات المتحدة الأمريكية في العراق اثرها الكبير في تصفية النخب والكفاءات العراقية،  وتهميشها وتشريدها وتهجيرها ،كجزء من خطة انهاء العراق دولة وشعبا بالتدمير والتمزيق المذهبي والعرقي والطائفي ،الى درجة ان اصبحت دماء اﻻقتتال والحرب اﻻهلية والتهميش حاجزا،

ومنذ عام 2003 تشردت النخب والكفاءات العراقية خارج الوطن، وعانت ما عانته من صعوبات الغربة وعوائلهم معنويا وماديا. ولم يتسن منذ ذلك الوقت مناقشة اوضاعهم من قبل اي جهة رسمية او غير رسمية الى ان قرروا معالجة احوالهم الصعبة التي مضى عليها ستة عشر عاما دون حل. وقد تمثل ذلك بشكل واضح في انطلاق منتدى الكفاءات (  باعتباره تشكيل وطني مهني علمي وبحثي مستقل، ليس له اهداف سياسية او حزبية وهو غير مرتبط بأي جهة او طرف داخلي او خارجي، وبذلك فهو ليس بديلا عن اي منظمة او تيار وطني آخر، فهو كيان وطني جامع يتسع لكل العراقيين الذين شملهم النظام الداخلي. ودعا المنتدى الى فتح آفاق التعاون والتنسيق مع الجهات المختلفة التي تسعى لتحقيق خدمة وطنية للعراق وشعبه.) وكانت انطلاقة المنتدى ما ترتب على قيامه من نشاطات وفعاليات كخطوة على طريق العمل الجاد للحفاظ على هذه النخب والكفاءات، وايجاد الحلول لمشاكلها سواء في داخل العراق او خارجه من اجل مصلحة البلاد ومستقبلها، ومستقبل اجيالها القادمة .

وكانت انطلاقة المنتدى في حد ذاتها خطوة جبارة بالاتجاه الصحيح لمواجهة التحديات الاتية:

  • الإحباط التي أصيب بها غالبية الشرائح المثقفة والأكاديميين في المجتمع، نتيجة سيطرة ثلل من القوى المتخلفة على مؤسسات الدولة والمجتمع وبدات تجتث وتزيل اية عقبات امام مصالحها وفي مقدمة ذلك استهداف وتصفية اصحاب الكفاءات
  • سياسات الغرب من استقطاب الكفاءات العراقية ، الذين هم أمل المستقبل والبناء في البلاد، خلفه أجندات خارجية (دولية وإقليمية) حيث عملت دول في المنطقة وأمريكا ودول أوربية على تشجيع الكفاءات على الهجرة بهذا الوقت هو سياسة مقصودة هدفها إفراغ العراق من كفاءاته واطلاق يد القوى التي طالما تربصت بالعراق واهله لتعيث به فسادا
  • لقد طرأت على المجتمع العراقي مفاهيم جديدة أدت إلى تدمير أسس الدولة العراقية، فقد اعتمد أسس المحاصصة الحزبية والطائفية التي حرمت العراقيين من التعيين والوصول إلى مراكز متقدمة في الدولة، فقد تم اقتسام المناصب الحكومية بين الكتل والأحزاب وتعيين أصحاب الولاءات الخاصة بهم، وإقصاء كل وطني يحاول الوصول إلى مناصب خارج سياق الطائفية والحزبية، كل هذه جعلت من الهجرة هي الحل الوحيد ومتنفس لهم.
  • الأسباب الاقتصادية: تعد الأسباب الاقتصادية دافع أخر للهروب إلى خارج العراق.
  • أغلب اصحاب الكفاءات من العراقيين،  يعيشون بوضع اقتصادي مؤلم وصعب جداً، فرغم من العراق هو اغني دول العالم بالموارد الاقتصادية مثل النفط والغاز والزراعة، إلا إن الإجراءات الأمنية المشددة وقطع الطرق، والتفجيرات الإرهابية، التي جعلت العراقيين بشكل عام والكفاءات على وجه التحديد يجدون صعوبة في إيجاد فرصة عمل لهم، أو الحفاظ على حياتهم، ولا ننسى الفساد المستشري في اغلب مؤسسات الدولة العراقية الذي جعل من أموال الدول نهبا للمتنفذين،  لهذا شعر اغلب الكفاءات العراقية أنهم أصبحوا غير ذات أهمية في بلدهم، لهذا اتجهوا لترك العراق بحثا عن دول تقدر علمهم وشهاداتهم.
  • الأسباب الأمنية من أهم الأسباب لهجرة الكفاءات العراقية إلى الخارج، بحثا عن الأمان والاستقرار،
  • إن عملية الهجرة عملية منظمة ومدبرة وتقف وراءها إطراف تمولها وتخطط لها فغايتها إفراغ العراق من كفاءاته العلمية والأستاذ الجامعي ذو إمكانيات متميزة في التدريس، فالجامعات العربية ما زالت ترحب بالأساتذة العراقيين الذين يهاجرون إليها ، والسبب إن جميع إجراءات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي غير مجدية وغير عملية ودون مستوى الواقع فهي لا تؤمن الحماية الكافية للأساتذة والتدريسيين الجامعيين من عمليات القتل اوالتهديد وتاسيسا على ماتقدم فان استمرار وجود  قوى الاحتلال وعدم استقرار الأوضاع في العراق عواملتنعكس تداعياتها بشكل جلي على      التقييم السليم والواقعي لوجود ومستقبل الكفاءات والعقول العراقية ضمن المعايير العلمية والاعتراف بانها ثروة قومية ووطنية لايمكن التفريط بها، لذا كان وجود المنتدى فرصة متميزة لحفاظ على هذه الثروات التي بناها العراق بشق الانفس والواجب الوطني والانساني ان لانسمح بتغيبها او ضياعها.
  • وللحقيقة وحدها فان المنتدى ومنذ انطلاقته المباركة اوجد بيئة مناسبة لتنظيم الفعاليات وترصين غاياتها سيما عبر لجانه التخصصية والنوعية لذا حفلت المرحلة الماضية من عمر المنتدى بانشطة متميزة شكلا واهدافا وبقدر ما كان لهذه الانشطة من تاثير عملي واعتباري كان هناك دور بارز للجنة الاعلام والثقافة والفنون في توثيق الانشطة واخراجها بحلة ذكية من خلال وسائل الاتصال المختلفة وفي مقدمتها بشكل مميز البرنامج التلفزيوني حديث النخب الذي ابدع في اعداده وتقديمه الاستاذ الدكتور محمد مظفر الادهمي والحق يقال ان الادهمي استطاع ومن خلال برنامجه ان يعطي لانشطة المنتدى نكهه وبعدا اعلاميا ارتفع به الى مستوى تحديات واستشرافات المستقبل المنشود الذي نتمنى ان نراه جميعا عبر عملنا وجهدنا المشترك ومن خلال المنتدى العراقي للنخب والكفاءات كما لا ننسى هنا دور قناة التغيير وما قدمته من دعم واسناد  لفعاليات المنتدى عبر نقلها الحي والمباشر لكافة الانشطة وهذا تاكيد على ان العراقيين الاصلاء يد واحدة لتحقيق هدفهم المنشود بالتغيير نحو الغد الافضل وان غدا لناظره قريب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى