لجنة الثقافة و الاعلام

الإعلام العربــــــي المقاوم دراسة في الأليات والأساليب

تأليف

الأستاذ الدكتور عبد الرزاق الدليمي

الدكتور محمد صاحب سلطان

عضوي لجنة الثقافة و الاعلام في المنتدى العراقي للنخب و الكفاءات

 

تناولنا في هذا الكتاب تأثير الإعلام المقاوم على الرأي العام العربي والعالمي، وفلسفة بث الصورة وصناعة المصطلحات، كما خصصنا فصلا عن الاحتلال والصناعة الإعلامية في العراق وسعيه لتشويه صورة المقاومة، وهل فعلا البندقية لا تحتاج لغصن الزيتون، ولماذا الكذب سلاح المحتلين، وهل حقا فشل الإعلام المقاوم في بلوغ هدفه، وما هي إخفاقات إعلام المقاومة. كما حاولنا التطرق إلى الكثير من التجارب المقاومة وتاريخها وآليات عملها، بغية الوصول إلى قناعات تجيب بكل شفافية على تساؤلات على شاكلة ما هو المطلوب للارتقاء بدور الإعلام المقاوم، وما هي متطلبات الحرب الإعلامية وكيفية إدارتها، وما هو تأثير الإعلام في تغير مسار الحروب؟ كما خصصنا جزءا من دراستنا لتناول أساليب الاختراق الإعلامي الصهيوني، وكيفية مواجهته، وكيف يعمل الإعلام الصهيوني، وما هي الدروس المستخلصة من المواجهة مع الإعلام الصهيوني، ولماذا استهدف الأمريكان بعض الفضائيات.وفي الختام، نرى أن هذا الكتاب محاولة لسبر أغوار عالم ما زال الحديث عنه في بداياته الأولى من الناحية الأكاديمية وأغلبه لم يتم التطرق إليه من قبل بل بعضه ما زال في مجال طي الكتمان. وعسى أن نكون قد وفقنا فيما سعينا إليه والله خير الموفقين.

ان من يتابع الاعلام المقاوم في العراق , ويقارنه بالمقاومة نفسها , فانه يحس احيانا وكان من يقوم على هذا الاعلام يلهو ويلعب , الا من رحم ربي , وفي مقاربة سريعة جدا بين الاعلام الفيتنامي اثناء المقاومة والاعلام العراقي اليوم لنجد ان الفارق بين كلا الطرفين يكاد يشابه الفرق بين السماء والارض , مع امتلاك الاعلام العراقي اهم اداة على الاطلاق وهو جوهر المقاومة على الارض والتي اضحت مثلا اعلى في التضحية  والثبات والاقدام , الى جانب الكم الهائل من العمليات  والتي تقوم بها افراد هذه الطواقم القتالية , بل وان استغلال مشهد طفلة عارية احترقت ثيابها في الحرب الفيتنامية , ادى الى نتائج قضت مضاجع المحتل الامريكي , بل وان من اهم نجاحات المقاومة الفيتنامية  هو التدويل الاعلامي المدهش حيث تمكن الفيتناميون من دخول كل بيت في العالم , الامر الذي اعطاهم حائطا قويا يستندون اليه , ولقد وعت أدوات الاحتلال في العراق ذلك الامر , فاخترعت قصة محاربة الارهاب لتغلق  كل فم مقاوم , وامام الحصار الامريكي الكبير , لابد وان نذكر الاخطاء والعثرات الكبيرة التي وقع فيها الاعلاميون العراقيون , واهم هذه الاخطاء انهم لم يمتلكوا استراتيجية خاصة  وموحدة يرتكزون عليها , ومع  انهم لا تنقصهم الوطنية, ولا ينقصهم المهنية , ولا تنقصهم الادوات , ولكن الايام اثبتت انهم لا يمتلكون الاستراتيجية الاعلامية الممنهجة , ولم يتضح بعد الافق الذي يريدون  ان يصلوا اليه ,وبدا ان الاعلام المقاوم اقرب الى الفردية , والى التنافس , وهذا التنافس لم يسخر بكامله من اجل مقاومة الاحتلال , واظهار مثالبه , وتمجيد المقاومة وايجاد اسواق جديدة ومتجددة لنشر هذا الفكر والذي من المفروض فيه ان يصل الى كل بيت في العالم , وبعمل دؤوب وبشكل متتال , خاصة وان الثقافة الالكترونية باتت هي الاقرب للطبقة المثقفة في العالم , وتحولت المواقع الالكترونية المقاومة الى مواقع تخاطب نفسها وزبائنها , دون اي محاولة لتطويرها وتحويلها الى مؤسسة اوسع , بل وان بعض كتاب المقاومة وبدلا من الانشغال بالعمل الاعلامي المقاوم فقد انبروا الى نقد بعضهم بعضا , وهذا النقد الذي وصل الى درجات منحدرة من السباب والذي لا يتماشى مع العمل المقاوم , بل وان البعض من الاعلاميين اعجبته فكرة افتتاح موقع يسمى باسمه , ليضع فيها صورته , فصار الموقع دكانا شخصيا يرفع به من مكانته الشخصية وعلى حساب العمل المقاوم , وكم وجدنا في تلك المواقع من القيح الذي لا يعبر عن اخلاق تلك المقاومة والتي خذلها الاعلام العراقي والعربي كما خذلها السياسيون العرب وكم تمنينا ولو لمرة واحدة ان تقوم مؤسسة اعلامية عراقية تدعوا الاعلاميين العراقيين ومعهم الاعلام العربي الى تداول المشورة لتنظيم العمل الاعلامي , لدعم المقاومة وبغض النظر عن الحزبية والتحزب لأي فئة , وذلك لان الوطن هو اكبر من كل الاحزاب والشخصيات ’وكم تمنينا من البعض مناقشة ما قدمه لوطنه لا لنفسه خلال اعوام الاحتلال وان يقارن هذه الحصيلة امام ما تقدمه المقاومة العراقية والتي قدمت الولد والاخ والاب والدم من اجل العراق , وعجبنا امام هذا التقدم العلمي في ادوات الاعلام  , ومعه عجبنا من هذا القصور الاعلامي , وكان من المفروض في الاعلام المقاوم ان يسعى وعلى الاقل لبث نشرة دورية الى كل عنوان بريدي في العالم  موثقة بالصور عن المقاومة وعن جرائم الاحتلال , ولهذا فاني اقول ان الاعلام المقاوم لم يصل الى المستوى الصحيح الذي يحقق  ويساير على الاقل التقدم الذي وصلت اليه المقاومة العراقية , وكان بدلا من ان تهاجم هذه المؤسسات والدكاكين بعضها , كان عليها ان  تنزع من قلبها كل مضغة سوداء تجاه بعضها وتتقدم بمشروع عمل وطني يشمل معه كل شرفاء امتنا , وكان على تلك المواقع الالكترونية التوحد من اجل الوصول للهدف وهو التحرير الكامل للعراق المحتل وفضح ادواته ومرجعياته الخبيثة, وتطويق الاعلام المضاد وبأفضل وأنجع التكتيكات  المتنوعة لتحقيق استراتيجية التحرير .

 

يبدو انّ هذا الإعلام المقاوم أثار استياء الولايات المتّحدة الأمريكية فسارعت بعد أن أدركت خسارتها للمعركة الإعلامية، الى انشاء “قوّات خاصّة معلوماتيّة” بعد أن قامت الادارة الأمريكية وبشخص جورج بوش بتعيين كارين هيوز (المستشارة المؤتمنة للرئيس الأمريكي جورج بوش التي طالما ساعدت في رسم صورة إيجابية لسياسته عبر النفاق والتشويه) بمنصب مساعدة لوزيرة الخارجية مكلفة بـ”الدبلوماسية العامة”. وقد حرص بوش -دلالة على أهمية المنصب-على حضور أداء اليمين في مقر الخارجية الأمريكية، وهو ما لا يفعله إلا نادرا وعندما يتعلق الأمر بالمناصب الحساسة.

 

وقد يؤدي الإعلام دورا سلبيا على معنويات العدو إذا استخدمت أساليب ذكية بنشر الأخبار التضخيمية أو التضليلية أو الإشاعات التي هي من أقوى أدوات في الحرب النفسية والإعلامية. ومن هنا حدثت في الفترات السابقة وبعضها مازالت حرب من نوع جديد بين بعض الدول وهي حرب الإشاعات والإشاعات المضادة. كما نقل صورة واحدة مؤثرة بشكل ذكي، من شأنها أن تقلب موازين القوة في المعارك.

جاء الكتاب ب 17 فصلا تضمن العناوين التالية:

                وجاء             في الفصل الأول  
  المقدمة
  وصايا حكومية لمحرمات الإعلام العشر
  إعلام مقاوم … ولكن
  قوات خاصة للإعلام والمعلوماتية
  الإعلام … قل ما تشاء ولكن؟
وفي الفصل الثانـــــــــي نماذج ودلالات تاريخية  
  النموذج الفيتنامـــــــــــــــــي
  دلالات قصة تاريخية
  حقيقة المعارك الإعلامية
  نموذج الدعاية الإيرانية
  الإعلام وثورات الربيع العربي
الفصل الثالـــــــث تجليات الإعلام المقاوم في الإعلام الرسمي والشعبي العربي  
  المعطى الثقافي
  المعطى المرحلي
  المشهد الإعلامي
  مشهد الإعلام العربي
  الخطاب الإعلامي
  الإعلام المقاوم
الفصل الرابــــــــــع ثقافة المقاومة..نتاج من؟  
  المقدمة
  إعلامنا مرهون بيد أصحاب الأقمار الاصطناعية
  آراء داعمة وأخرى ناقدة
  دعم ثقافة المقاومة
  المعاناة من النمطية
  المقاومة العراقية
  الشاباك في الإعلام العربي
الفصل الخامس النهج الاستراتيجي للإعلام المقاوم  
  مقدمة
  أهم مرتكزات الاستراتيجية
  مدرستان إعلاميتان
الفصل السادس تأثير الإعلام المقاوم على الرأي العام العالمي  
  مقدمة
  اغتنام هامش الحرية البسيط
  النموذج العراقي
  فلسفة بث الصورة
  إنجازات ومكاسب
  إنجازات المقاومة العراقية إعلامياً
  صناعة المصطلحات
  الحرب النفسية وراء حرب المصطلحات
  معوقات وعراقيل
الفصل السابـــــع الاحتلال والصناعة الإعلامية في العراق  
 
الفصل الثامــــــن تشويه صورة المقاومة  
  المقدمة
  البندقية لا تحتاج لفصن الزيتون!
  الكذب سلاح المحتلين
  هل فشل الإعلام المقاوم في بلوغ أهدافه؟
الفصل التاســــع ما المطلوب للارتقاء بدور الإعلام المقاوم  
الفصل العاشـــر الحرب الإعلامية وكيفية إدارتها
  تعريف الحرب الإعلامية  
  الشعر إنموذجا
  المفاخرة عند العرب
  الإعلام العربي والإسلامي الممانع
  السياسات الإعلامية الأمريكية وسبل مواجهتها
الفصل الحادي عشر تأثير الإعلام في تغيير مسار الحروب  
  المقدمة
  الإعلام والعنف المصور
  كيف يعمل الإعلام الصهيوني
  مظاهر الاختراق الصهيوني
  دروس من المواجهة مع الإعلام الصهيوني
  صراع مباشر بين مواطني الأمة وعددها
  كيف نستخدم الإعلام في الظروف المستجدة
  كيف نواجه الغزو الإعلامي الصهيوني
الفصل الثانـــي عشر من إخفاقات إعلام المقاومة  
  خمسة إخفاقات
  مقاومة العراق بدأت مسلحة وغيرها بدأ سياسياً
الفصل الثالــــث عشر من تجارب الإعلام المقاوم… عالمياً وعربياً  
  المقدمة
  ما يبث بنسبة واحد من الألف
  تضاريس الإعلام وتضاريس الجغرافية
  تجربة المقاومة الجزائرية
  تجربة المقاومة الفرنسية
  تجربة المقاومة الفيتنامية
  جنرال التضاريس
  مقاومة من دون غطاء أرضي
الفصل الرابـــــع عشر البعد الثالث للإعلام المقاوم  
  البعد الثالث
  كيف بدأ الإعلام المقاوم في العراق؟
  الأمريكان يستهدفون الفضائيات
  واجبات الإعلام الوطني
  وسائل التقعيل
الفصل الخامس عشر الإذاعات العراقية بعد الاحتلال  
  مقدمة
  جدوى في الإذاعة في صناعة الرأي العام
  مع أو ضد؟
  ترددات الإذاعات العراقية
  الوكالات والمواقع الإخبارية
  المحطات الإذاعية المرخصة
  المحطات التلفازية المرخصة
  المكاتب الإعلامية المرخصة
  القناة الفضائية المرخصة
  مواقع إذاعية وتلفازية عراقية
الفصل السادس عشر الصحافة العربية وهويتها المقاومة  
  البدايات الأول للصحافة العربية
  الصحافة إنعكاس للفعل المقاوم
  أهم وسائل التعبير للشعب
  المحتلون حولوا الصحافة إلى وسيلة دعاية
  الصحافة وكشف زيف الانتخابات
  الصحافة ودعمها للتطور الاقتصادي
  الصحافة إنعكاس للواقع الاجتماعي
  صحافة المعارضة والبيئة المجتمعية
  صحافة تنقل معاناة العمال
  معركة السفور والحجاب
  ماذا جرى بعد الانقلاب العثماني
  الصحافة أداة تأثير سياسي وإجتماعي
الفصل السابـع عشر الدعم الإعلامي ونجاح المقاومة الفيتنامية  
  الظرف الزماني
  الوضع الدولي
  الدعم الإعلامي
  الدعم العسكري
  وجود الدولة الحاضنة
  طبية التضاريس
  دور “هوشي منه” العسكري والإعلامي
  شرارة المواجهة وبدايتها
  حرب الهند الصينية الأولى ومعبر الحرية
  شعارات دينية في الحملة الدعائية الأمريكية
  جنيف .. دعاية من نوع آخر
  الجهد الدعائي لوكالة المخابرات المركزية
  20% من القياديين أغتيلوا على يد مجهولين
  كيندي وسياسة الحرب الباردة
  القيادة السيئة والفساد هما السبب
  أمريكا تهنيء قادة الانقلاب
  جونسون يوسع الحرب
  الحرب نحن لها والسلم نحن له.
  إزدياد معدلات الفرار وهبوط المعنويات
  سياسة الحد الأدنى من الصراحة
  حملة علاقات عامة لتعزيز الدعم الجماهيري
  منشورات دعائية تحث على الانشقاق
  الجنود يتشبثون بمتزلجات الطائرات .. هرباً!
  الإعلام ما بين الحمائم والصقور
  الخروج الكبير .. خاتمة الفتنمة
  حملة (تعالي إلى الوطن يا أمريكا)
  الهيستيريا ترافق سقوط سايغون
  صدمة الهزيمة واستيعاب الدرس
  فشل سياسة العصا والجزرة
  أربعة ملايين ضحايا التسمم الأمريكي
  هانوي تخفي الحقيقة لتجنب إضعاف المعنويات
  ثقافة أناشيد الاحتجاجات المضادة للحرب
  الحرب التلفزيونية وأسلوب التعاطي

 

لقد اجتهدنا انا واخي وصديقي د محمد صاحب في عرض وجهة نظرنا في موضوع هام وخطير ونرجوا اننا أصبنا فيما سعينا ورائه والطريق لا زال مفتوح لكثير من الرؤى في موضوع كهذا يستحق من كل انسان عراقي وطني غيور شريف ان يضعه في مقدمة اهتماماته.

عبد الرزاق الدليمي      

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى