لجنة التربية و التعليم العالي و البحث العلمي

النانوتكنولوجي بين الواقع والخيال

 

 

د. عبد السلام كردي المحمدي

عضو لجنة التربية و التعليم العالي و البحث العلمي

[email protected]

كلمة «نانو» مشتقة من لفظة «نانوس» الإغريقية، ومعناهـا: القزم، وبالتـالي فعلم النانو، بداية، يهتم بالمقاسـات الصغيـرة للمواد والتي تسمى بالمواد النانومترية ( (Nanomaterial’s هذا من الناحية اللغوية والتاريخية ، اما من الناحية العلميةفان مصطلح نانو يعني جزءاً من المليار ؛ فالنانومتر هو واحد من على المليار من المتر(m10-9 ) ولكي نتخيل صغر النانو متر نذكر ما يلي:

تبلغ سماكة الشعرة الواحدة للإنسان 50 ميكرومترا أي 50,000 نانو متر, وأصغر الأشياء التي يمكن للإنسان رؤيتها بالعين المجردة يبلغ عرضها حوالي 10,000 نانو متر، وعندما تصطف عشر ذرات من الهيدروجين فإن طولها يبلغ نانو مترٍ واحدٍ  ، فيا له من شيء دقيق للغاية.

والعلم الذي يتعامل مع هذه المواد ودراسة خصائصها هو علم النانو(Nanoscince) اما تطبيق هذه العلوم وهندستها لانتاج مخترعات مفيدة فهو تقنية النانو (Nanotechnology) والذي يتعامل مع المواد ذات الابعاد التي لاتتجاوز 100 نانومتر.

الشيء الفريد في مقياس النانو أو الـ”Nano Scale” هو أن معظم الخصائص الأساسية للمواد والآلات كالتوصيلية الحرارية أو الكهربائية، والصلابة ونقطة الانصهار والخواص الفيزيائية , تعتمد على الحجم (size dependent) بشكل لا مثيل له في أي مقياس آخر أكبر من النانو، فعلى سبيل المثال السلك أو الموصل النانوي الحجم لا يتبع بالضرورة قانون أوم الذي تربط معادلته التيار والجهدوالمقاومة، فهو يعتمد

على مبدأ تدفق الالكترونات في السلك كما تتدفق المياه في النهر ؛ فالإلكترونات لا تستطيع المرور عبر سلك يبلغ عرضه ذرة واحدة، بل يمرُّ عبره إلكترونا بعد الآخر.  , وكذلك فان لون المواد يتغيرفالذهب بحجم النانو سيكون مائلا للاحمرار على غير الطبيعي الذي يكون اصفر،  وقد يكون  الكربون النانوي(Nano carbon ) فائق التوصيل للكهربائية (super conductive )على عكس الكريون قي حالته الطبيعية .إن أخذ مقياس الحجم بالاعتبار بالإضافة إلى المبادئ الأساسية.   للكيمياء والفيزياء والكهرباء هو المفتاح إلى فهم علم النانو الواسع

شكل (1) يبين مخطط كلمة نانو.توضيحي لماتعنيه

شكل (2) يمثل العلاقة بين حجم الجزيئة والخواص البصرية لبعض المواد.

 

                ولذا فعلينا أن نتعرف على الفوائد المكتسبة والآثار السلبية لهذه الثورة التكنولوجية الجديدة والتغييرات التي ستحدثها بحياتنا لنجني ثمارها ونتجنب أو نقلل مضارها، ولنكون على يقين من أنها لن تشكل خطرا على حياتنا  في الوقت ذاته.

شكل (3) جزيئة نانو كاربون.

 ففي مجال الطب والصيدلة دخل النانوتكنولوجي بقوة  بدءا من تشخيص الحالات المرضية والاورام (  Diagnosis )  واستخدام المواد النانومترية في ايصال المواد المخدرة (delivery Drug) لتحقيق التخدير الموضعي وتجنب التخدير العام  اضافة الى ان استخدام هندسة الجزيئات التى تستعمل بهذه الطريقة تسمح بالكشف او معالجة الامراض او الاصابات ضمن الخلايا الموجهة، فيمكن بهذه الطريقة استخدامNano-robots) ) لجعل الاصلاحات بشكل ادق وعلى المستوى الخلوى.

واستخدمت تقنية النانو في علاج الكسور باستخدام مواد مصنعة خفيفة الوزن وتتميز بانها اكثر قوة وقابلية لتحمل اوزان تفوق مثيلاتها المصنعة بالطرق الطبيعية من نفس المواد بعشرات المرات ان لم نقل مئات واستخدمت  مواد اخرى في تصنيع حشوات الاسنان  كما استخدمت مواد مثل nano-crystalline silver كمادة مضادة للميكروب(مطهرة)فى الجروح  اما في مجال مراهم التجميل فقد استخدمت مواد نانومترية فى صنع بعض المراهم للوقاية من اشعة الشمس فوق البنفسجيةUV) ) حيث انها تحجب الاشعة كلها وفى نفس الوقت يبقى المرهم شفافا .

واستخدمت تقنية النانو في تصنيع  ادوية، وفعلا بدأت الصين بغزو الاسواق من هذه المنتجات. اما ميزتها عن الادوية المصنعة بالطرق التقليدية فهي ان  امتصاص الجسم لها سيكون سريعا جدا وبهذا يمكن تقليل الجرع المعطاة للمرضى اضافة الى تقليل الوقت والمال ، والتجارب لازالت قائمة ومستمرة لاثبات نجاحها في معالجة الامراض السرطانية. وقد استخدمت دقائق الذهب (Nano gold ) وكذلك دقائق الماس والكربون واخيرا استخدمت مواد مغناطيسية ذات تركيب نانوي كالحديد ( Nano magnetic materials) واعتقد بانها الافضل نظرا لان الحديد ليس له تاثير جانبي قوي على الجسم كونه يدخل في تركيب الدم .ويتوقع المراقبون ان تؤدي هذه التكنولوجيا الجديدة إلى ثورة غير مسبوقة للتصدي للكائنات الدقيقة بانتاج مضادات حيوية (Antibiotics )وهو البديل الجديد للمضادات الحيوية وتعتمد على اختراق الثقب الميكانيكي للخلايا الممرضة (الجراثيم أو الفيروسات)، وهذه المضادات يمكن لها ان تتجمع على هيئة أنابيب نانوية ( Nanotubes)أو دبابيس نانوية متناهية في الصغر. فعند دخول ملايين من هذه الأنابيب اللزجة داخل الجذر الهلامي للبكتريا فإنها تنجذب كيميائياً إلى بعضها البعض ، و تجمع نفسها إلى أنابيب طويلة متنامية ومتجمعة ذاتياً تقوم بثقب الغشاء الخلوي ، وتعمل مجموعات الأنابيب المتجاورة هذه على فتح مسام أكبر في جدار الخلية البكتيرية ، وخلال دقائق معدودة تموت الخلية البكتيرية نتيجة لتشتيت الجهد الكهربائي الخارجي لغشائها, وهذا ما ينهي حياة الخلية عملياً.

وقد أظهرت هذه التقنية نجاحاً ملحوظاً في القضاء على كل من الجراثيم العنقودية الذهبية و عصيات القيح الأزرق وغيرها الكثير .

     ويتوقع العلماء أن تنجح هذه التقنية النانوية في القضاء على الفطريات أيضاًعلما ان هذه المضادات النانوية  تختلف تماما عن المضادات العادية وهذا ما يجعل من الصعب  للكائنات الحية ان تطور ممانعة ذاتية ضدها .. ويتوقع أن تبدأ مثل هذه التجارب السريرية على البشر بعد حوالي 2 – 3 سنوات من الآن باذن الله.


شكل (4) رسم توضيحي لاستخدام النانو في المجال الطبي.

شكل (5) رسوم توضيحية لبعض الاستخدامات الطبية لنانوتكنولوجي.

أما تطبيقات النانو تكنولوجي الأخرى فهي كثيرة وواسعة جدا وسنأخذها بشيء من الاختصار؛ لأن حصرها يبدو صعباجدا.

ففى مجال الاغذية تم تطبيقها على بعض صناعات الاغذية سواء حفظها او تعليبها كما انها تقلل من مخاطر البكتريا الضارة على الصحة عن طريق قتل البكتريا من صناديق الحفظ . و تشمل فوائد تقنية النانو تحسين أساليب التصنيع، ، وشبكات الطاقة، ، وتحسين طرق إنتاج الأغذية على نطاق واسع ,والبنية التحتية لصناعة السيارات.

المنتجات المصنوعة باستخدام تقنية النانو قد تتطلب العمل اقل من الطريقة التقليدية اضافة الى ان  الصيانة تكون بسيطة وغير مكلفة، وتكون ذات إنتاجية عالية، ، ولها متطلبات متواضعة للمواد ,ودخلت المواد النانومترية في صناعة الخلايا الشمسية حيث ادت الى تحسن كفاءتها  , كما دخل مجال النانو في مجال الالكترونيات بصورة كبيرة وواسعة خاصة في مجال تقليل حجم الدوائر الالكترونية او زيادة كفاءتها اضافة الى استخدام الكربون النانوي كجزء اساسي في تبريد الدوائر الالكترونية  .

وفي عالم الزراعة، يعد النانو بثورة كبرى على صعيد إستصلاح الأراضي، وزيادة خصوبة التربة مما يضاعف من إنتاج المحاصيل وبأقل مدة زمنية ممكنة، كمثل إيجاد ثلاثة مواسم لإنتاج القمح في السنة الواحدة اضافة الى انتاج الاسمدة ذات التركيب النانوي والتي ستؤدي الى تقليل تكاليف التصنيع وتقليل الكمية المستخدمة اضافة الى تقليل مخاطر الأسمدة  اذا استخدمت بتركيب النانو لانها ستمتص بسرعة فائقة ولن تبقى في الارض لفترة طويلة كما كان السماد بصورته التقليدية .

وقد اصبح بالإمكان من خلال هذا العلم المعجزة معالجة مياه الشرب وتنقيتها باستخدام فلاتر نانوية،. ومن خلال تقنية النانو أيضاً، صار بإمكان العلماء استخدامها في الفضاء بانتاج اجهزة وكاميرات رقمية صغيرة وتتحمل كل الظروف المحيطة لكشف وسبر اغوار المحيط الكوني عن طريق استخدام هذه الكاميرات كونها تتحمل ظروفاً قاسية كالضغط والحرارة نظرا لتحسين خواصها الميكانيكية اضافة الى كفاءتها العالية وبهذا يمكن ان تكون مفيدة في الاستكشافات الفضائية  , وقد تمكن العلماء من استخدام تطبيقات تكنولوجيا النانو في مجال المنسوجات لإنتاج أقمشة مضادة للجراثيم والفطريات باستخدام مركبات الفضة النانوية ، وجعل الأقمشة القطنية والصوفية غير قابلة للبلل فضلا عن إكساب هذه الأقمشة القدرة على مقاومة الحرائق وكذلك إنتاج ملابس أكثر راحة للعمال وتزويد السترات العسكرية بتقنيات التمويه عن طريق  تقليل الانعكاس للضوء الساقط عليها وزيادة معدل الامتصاص وبهذا تكون غير مرئية،  اضافة الى الاستشعار عن بعد، والكشف المبكر عن وجود غازات سامة أو جرثومات بيولوجية أو مواد كميائية ضارة بالهواء لتوفير حماية أكبر للجنود بتحسين الخواص البصرية والكهربائية والكيميائية للمواد باستخدام مواد نانومترية .

     وسينزل عملاق الكمبيوتر “هاولت باكارد ” قريبا إلى السوق رقاقات يدخل في صنعها نانو اليكترونات قادرة على حفظ المعلومات أكثر بآلاف المرات من الذاكرة الموجوده حاليا. وقد تمكن باحثون في IBM وجامعة كولومبيا وجامعة نيو أورليانز من جمع جزيئين غير قابلين للاجتماع إلى بلور ثلاثي الأبعاد. وبذلك تم اختراع مادة غير موجودة في الطبيعة ” ملغنسيوم مع خصائص مولدة للضوء مصنوعة من نانو ” و” أوكسيد الحديد محاطا بسيلينايد الرصاص “. وهذا هو نصف موصل للحرارة قادر على توليد الضوء. وهذه الميزة الخاصة لها استعمالات كثيرة في مجالات الطاقة والبطاريات. وقد أوردت مجله الايكونوميست مؤخرا أن الكلام بدأ عن ماده جديدة مصنوعة من نانوتضاف إلى البلاستيك والسيراميك والمعادن فتصبح قوية كالفولاذ خفيفة كالعظام وستكون لها استعمالات كثيرة خصوصا في هيكل الطائرات والأجنحة، فهي مضادة للجليد ومقاومة للحرارة حتى 900 درجة مئوية. باختصار يمكن القول ان تقنية النانو ستدخل في صناعة المواد من الذرة الى المركبات الفضائية والاتصالات والجسور وتصنيع الطائرات والمركبات الفضائية.

شكل (6) بعض تطبيقات النانوتكنولوجي.

    على الرغم من الجوانب الايجابية التي قد تحملها تقنية النانو إلى المستقبل من تطور وتسهيل حياة، إلا ان هنالك الكثير من الخبراء الذين يرون أن استخدام هذه التقنية في مجالات معينة من الحياة قد يكون له عواقب غير محمودة. وتعقد منظمات البيئة والصحة العالمية في كافة أرجاء العالم مؤتمرات لبحث المخاطر التي قد تنجم من استخدام هذه التقنية، ونُظِّمَ اول اجتماع عالمي لبحث اضرار النانو تكنولوجي في بروكسل .

       ونشرت منظمة Green peace العالمية أخيرا بيانا بينت فيه انها لن تدعو إلى حظر على أبحاث النانو. مشيرة إلى أن الانسان اليوم هو على أبواب عصر جديد في جميع النواحي، فلا يمكن الوقوف بوجه هذا التطور، لكنها دعت إلى محاولة تقليص السلبيات قدر الإمكان.

وهنالك مجالان ينتقد فيهما العلماء تقنيات النانو، الأول هو أن النانو جزيئات صغيرة جداً إلى الحد الذي يمكنها من التسلل وراء جهاز المناعة في الجسم البشري، وبإمكانها أيضاً أن تنسل من خلال غشاء خلايا الجلد والرئة، وما هو أكثر إثارة للقلق أن بإمكانها أن تتخطى حاجز دم الدماغ. أما النقد الثاني فهو الخوف من أن يصبح النانو بوت ذاتي التكاثر، أي يشبه التكاثر الموجود في الحياة الطبيعية، فيمكنه أن يتكاثر بلا حدود ويسيطر على كل شيء في الكرة الأرضية.

وأظهرت دراسة جامعة اكسفورد أن نانو جزيئات ثاني أكسيد التيتانيوم الموجودة في المراهم المضادة للشمس أصابت الحمض النووي DNA للجلد بالضرر. كما أظهرت دراسة في شهر آذار (مارس) الماضي من مركز جونسون للفضاء والتابع لناسا أن نانو أنابيب الكربون تعد أكثر ضرراً من غبار الكوارتز الذي يسبب السيليكوسيس، وهو مرض مميت يحصل في أماكن العمل.

ويركز المهتمون بالبيئة على ان الشيء الخطير في الموضوع أن استعمالات هذه التكنولوجيا قد بدأت تتسرب إلى حقل المواد الغذائية والقطاع الزراعي، من دون معرفة المستهلكين أو حتى فتح باب النقاش المجتمعي حولها، وإجراء الاختبارات الكافية حول سلامتها.

وأظهرت تجربة جديدة من جامعة روتشيستر أجريت على فئران تنفست جزيئات النانو وتبين فيما بعد انها استقرت في الدماغ والرئتين، مما أدى إلى مضاعفات صحية خطيرة . ووجد أن جزيئات النانو ستكون قادرة على الانتشار إلى أجزاء أخرى من الجسم. ومع ذلك، فإن المعرفة حول الآثار الضارة لذلك محدودة جداً, كما تم دراسة تأثير الجزيئات النانوية على الشعب الهوائية ، والعوامل التي تؤثر عليها في نهاية المطاف مثل خصائص الجزيئات (تكوينها وحجمها وقابليتها للذوبان)، وتأثير تكوين الشعب الهوائية عليها  وتبين إن الامتصاص غير المقصود للمواد متناهية الصغر يمكن أن تتم عن طريق الاستنشاق، أو عبر الفم، أو من خلال الجلد. وعن طريق العين وعن طرق أخرى أيضاً يمكن أن نتصورها في المستقبل. والاستنشاق حاليا يعتبر من أهم طرق  التعرض للجسيمات الدقيقة، ومقام البحث الأول في الوقت الحاضر.

    كما تبين ان جزيئات الفضة النانوية المستخدمة في الملابس , لها عواقب وخيمة على جسم الإنسان. فهذه الجزيئات بكتيرية وهي قادرة على قتل البكتيريا النافعة المهمة في تحطيم المواد العضوية في النفايات ومحطات المعالجة أو المزارع.

      وبين سيتون انتوني من معهد طب في ادنبره (اسكتلندا) في دراسة نشرها أخيرا أن أنابيب الكربون النانومترية التي تعد بثورة تكنولوجية غير مسبوقة، قد تكون ضارة وقاتلة للكائنات الحية بما فيها الانسان، لذا يجب التعامل مع هذا العلم بحرص شديد، وقد طالب باستبعاد الأغذية من هذا التطور التكنولوجي حفاظا على البشر.

خطورة النانو تكنولوجي على الصحة والبيئة  وتتمثل التأثيرات البيئية لتقنيات النانو

( environmental implications of nanotechnology) في تلك الآثار المحتملة لاستخدام المواد والأجهزة الخاصة بتقنيات النانو على البيئة. وعلى اعتبار أن مجال تقنيات النانو هو مجال ناشيء حديثاً، فقد انتشر النقاش والجدال حول المدى الذي قد يؤثر فيه الاستخدام الصناعي والتجاري لمواد النانو على الكائنات الحية والأنظمة البيئية. و يمكن تقسيم التأثيرات البيئية لتقنيات النانو إلى قسمين هما: إمكانية الاستفادة من الابتكارات التقنية المصغرة في المساعدة في تحسين البيئة، والنوع الجديد من التلوث الناجم عن مواد تقنيات النانو في حالة انبعاثها للبيئة. ويعد تلوث تقنيات النانو مصطلحاً عاماً وشاملاً لكل النفايات الناجمة عن استخدام أجهزة التقنية المصغرة أو خلال عملية تصنيع مواد تقنيات النانو. وقد تعتبر تلك النفايات على درجةٍ عاليةٍ من الخطورة، ذلك بسبب حجمها. حيث تستطيع أن تطفو في الغذاء.

        ويجب ملاحظة عدم توافر معلوماتٍ كافيةٍ تمكننا من التأكد عما إذا كان لجزئيات النانو تأثيراتٍ سلبيةٍ غير مرغوبٍ فيها على البيئة. ونجد هنا نقطتين مرتبطين بتلك القضية تتمثلان في: (1) جزئيات النانو الحرة تنبعث في الهواء أو الماء خلال عملية الإنتاج (أو حوادث الإنتاج) أو تنبعث كنفاياتٍ عن عملية الإنتاج ومن ثم تتجمع في التربة، والماء والحياة النباتية. (2) أما في حالتها الثابتة، عندما تمثل جزءً من المواد المصنعة أو المنتج النهائي، فيجب حينئذِ أن يتم إعادة تدويرها أو التخلص منها على أنها نفاياتٍ. وما زال من غير المعلوم لنا ما إذا كانت جزئيات النانو ستشكل طبقةً جديدةً من الملوثات الغير قابلة للتحلل الحيوي بصورةٍ كاملةٍ. وفي حالة أن يتم ذلك، فمن غير المعلوم كذلك كيفية التخلص من تلك الملوثات وإزالتها من الهواء أو الماء بسبب أن المرشحات التقليدية غير ملائمةٍ لأداء مثل تلك المهام  حيث أن مسامها كبيرةٍ جداً لتتمكن من الامساك بجزئيات النانو.

وقد اشتملت المخاطر التي حددها أوسكوكوفيتش (2007) على ما يلي: التكرار الذاتي للنانو بقوةٍ والتي من خلال توسعها المتزايد وبصورةٍ بطيئةٍ تؤدي إلى محوٍ كامل للمحيط الحيوي؛ بالإضافة إلى زيادة زعزعة استقرار تنوع المحيط الحيوي المعرض للخطر بالفعل وزيادة الفجوة القائمة فيما بين الأغنياء والفقراء.و قد تزايد القلق تجاه الفضة النانوية والتي تستخدمها شركة   سامسونج في العديد من الأجهزة المنزلية ومنها الغسالات وأجهزة تنقية الهواء.

ويمكن القول ان تأثير المواد النانوية على صحة الإنسان خطر كبير حيث أن جسيمات النانو قادرة على الدخول إلى جسم الإنسان بيسر شديد من خلال المسام وبدون أي مقاومة وتستطيع الانتشار داخل الجسم مما يلحق الضرر الصحي بالإنسان. فلك أن تتخيل أن جسيم بحجم 300 نانومتر يستطيع الدخول وبكل سهوله في خلايا جسم الإنسان وأن جسيم بحجم 70 نانومتر يستطيع الدخول وبكل سهولة في نواة الخلية وهذا يدل علي الخطر الكبير الذي يمكن أن يتعرض له الإنسان فقد يحدث تفاعل بين هذه الجسيمات النانوية وخلايا جسم الإنسان مما يؤدي إلى تغير خصائص الخلية أو تسميمها وموتها. وأظهرت دراسة جامعة أكسفورد أن نانو جزيئات ثاني أوكسيد التيتانيوم الموجود في المراهم المضادة للشمس أصابت الحمض النووي DNA للجلد بالضرر. كما أظهرت دراسة من مركز جونسون للفضاء والتابع لناسا أن أنابيب الكربون النانوية تعد أكثر ضرراً من غبار الكوارتز الذي يسبب السيليكوسيس وهو مرض مميت يحصل في أماكن العمل.

    هذا من الناحية العامة والذي يمكن ادراكه او تصوره….اما الاسئلة التي تتبادر الى الذهن :

ماذا لو تم استخدام جزيئات النانو في الحرب البايولوجية كناقل  للبكتريا والجراثيم الفتاكة او مسبب  لها ؟؟ وكم ستكون الطاقة المتحررة من المواد شديدة الانفجار لو صنعت بطريقة النانو؟؟؟؟ ترى هل ستكون القوة التدميرية اضعاف مضاعفة ؟؟ والسؤال الملح اكثر ماذا لو تم استخدام تقنية النانو في تصنيع اسلحة الدمار الشامل ؟؟؟ هل سنستطيع السيطرة على سلسلة التفاعلات ؟؟ كم هي الحرارة المتولدة ؟؟ وماهي كمية الغبار الذري ؟؟  وماهي مساحة انتشاره ؟؟وبالتالي ماهو حجم التدمير؟؟؟ وكم الضرر الناتج عن التلوث؟؟

وهل سيستخدم النانو تكنولوجي يوما ما في تغيير الصفات الوراثية للبشر باعادة تركيب ال DNA  ؟؟؟

هي مجرد تساؤلات ليس الا!!!

المصادر

1-Mochalin، Vadym N.؛Shenderova، Olga؛ Ho، Dean؛Gogotsi، Yury (2012-01-01). “The      properties and applications of nanodiamonds”.Nature Nanotechnology (11–23.  doi:10.1038/nnano.2011.209. ISSN 1748-3387

2-   4th Nanoforum Report: Benefits, Risks, Ethical, Legal and Social Aspects of Nanotech-   nology, June 2004. P.50.

3- Down on the Farm: The impact of Nanoscale Technologies on Food & Agriculture, ETC Group, Ottawa, November, 2004. Philip Anton; Richard Silbirglitt and James

4–  Schneider, The Global Technology Revolu- tion, RAND NationalDefence Research  insti-tute, Santa Monica, 2001, P.xvii.

5- Borm PJA, 2003. Toxicology of ultrafine particles.Rapport d’un atelier du BIA sur « ultrafine aerosols at workplaces ». BIA Report, Berufsgenossenschaftlich

esInstitutfürArbeitsschutz, Germany, p 41-92

6–Borm   PJA,   2005.   Hazards   and   risks   of   nanomaterials:   a   look   forward.   Compte-rendu   du   First  International  Symposium  on  Occupational  Health  Implications  of  Nanomaterials,  12  to  14  october  2004,  Buxton,  Great-Britain,  Edited  by  the  Health  and  Safety  Executive,  Great-Britain  and  the  National  Institute  for  Occupational  Safety  and  Health,  USA,  July  2005,  p  65-71.

http://www.hsl.gov.uk/capabilities/nanosymrep_final.pdf

7-   Kolosnjaj J, Szwarc H, Moussa F (2007). “Toxicity studies of carbon nanotubes”. AdvExp Med Biol. 620: 181–204. doi:10.1007/978-0-387-76713-0_14. PMID 18217344.

8- Porter، Alexandra؛Gass، Mhairi؛ Muller، Karin؛Skepper، Jeremy N.؛Midgley، Paul A.؛Welland، Mark (2007). “Direct imaging of single-walled carbon nanotubes in cells”.Nature Nanotechnology. 2 (11): 713. doi:10.1038/nnano.2007.347. PMID 18654411.

9-Zumwalde, Ralph and Laura Hodson (March 2009). “Approaches to Safe Nanotechnology: Managing the Health and Safety Concerns Associated with Engineered Nanomaterials”. National Institute for Occupational Safety and Health. NIOSH (DHHS) Publication 2009-125.

10- Lam CW, James JT, McCluskey R, Arepalli S, Hunter RL (2006). “A review of carbon nanotube toxicity and assessment of potential occupational and environmental health risks”.Crit Rev Toxicol. 36 (3): 189–217. doi:10.1080/10408440600570233. PMID 16686422.

11- Poland، CA؛Duffin، Rodger؛ Kinloch، Ian؛ مايوnard، Andrew؛ Wallace، William A. H.؛ Seaton، Anthony؛ Stone، Vicki؛ Brown، Simon؛MacNee، William (2008). “Carbon nanotubes introduced into the abdominal cavity of mice show asbestos-like pathogenicity in a pilot study.”.Nature Nanotechnology. 3 (7): 423. doi:10.1038/nnano.2008.111. PMID1865456

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى