لجنة التربية و التعليم العالي و البحث العلمي

حمى القرم – الكونغولى النزفي ” الجزء الثاني “

الجزء الثانى

           
Crimean Congo Hemorrhagic Fever (CCHF)         حمى القرم – الكونغولى النزفي


تعريف المرض المتوطن فى العراق 


مرض وبائى مهم وخطير واسع الانتشار يسببه فيروس حمى القرم– الكونغولى النزفيي والناقل له طفيلى حشرة القراد. وهو واحد من مجموعه امراض فيروسيه تشترك بنفس الاعراض والافات المرضيه التى تتسبب عنها الاصابه بهذه الفيروسات (راجع الجزء الاول من المقال).


وبائية المرض

 معدل الوفيات الناجمة عن هذا الوباء بين 10% و40% كما ان المرض منتشر ومتوطن في بلدان أفريقيا والبلقان والشرق الأوسط وآسيا و كان اول تسجيل له في العراق عام 1979
تصاب الحيوانات المجتره الكبيره والصغيره بالعدوى عن طريق لدغة القراد المصاب بالفيروس وينتقل فيروس حمى القرم– الكونغولى النزفي إلى البشر إما عن طريق لدغة القراد أو بالاتصال المباشر بدم أو أنسجة الحيوانات المصابة أثناء الذبح أو بعده مباشرة. وانتقاله من إنسان إلى آخر نتيجة الاتصال المباشر بدم الشخص المصاب أو إفرازاته أو سوائل جسمه الأخرى ولا يوجد لقاح مضاد للفيروس لا للإنسان ولا للحيوان لحد وقتنا الحاضر.


الانتشار الجغرافي للمرض


المرض يستوطن في مناطق واسعة من دول افريقيا و اسيا و شرق اوربا و الشرق الاوسط. و تقارير توضح عزل الفايروس او تثبيت المرض في اكثر من 30 دولة من اربعة مناطق من العالم.

 افريقيا ( الكونغو و موريتانيا و اوغندا و نايجيريا و جنوب افريقيا و السودان و السنغال) 

 اسيا ( الصين و كازاخزتان و طاجكستان و اوزبيكستان و افغانستان و باكستان و الهند ) 

 اوربا ( روسيا و بلغاريا و كوسوفو و تركيا و اليونان و اسبانيا )

  والشرق الاوسط ( العراق و ايران و الكويت و السعودية و عمان و الأمارات العربية)


كما اوضحت منظمة الصحة العالمية لشرق البحر الابيض المتوسط بوجود حالات فردية في

  افغانستان و ايران و العراق والكويت و عمان.

     يكون المرض على شكل وباء في كل من باكستان و السعودية و السودان و الامارات العربية ارتفاع تدريجى بعدد الحالات سنويا كما ان الدراسات المصلية التي شملت الحيوانات تبين وجود في كل من مصر و الصومال و تونس. وان المرض متوطن في كل من ايران  و افغانستان و باكستان خصوصا في المناطق الحدودية التي تربط تلك البلدان نظرا لحركة البدو و تجارة الحيوانات.    و يعتقد ان حركة الحيوانات بين الحدود تلعب دور كبير في نشر المرض بين الاشخاص الذين يرعون الحيوانات و جلودها او عن طريق القراد او ذبح تلك الحيوانات المصابة او من الاشخاص المصابين بالمرض.
الفايروس و الحيوانات و القراد


تصاب مجموعة واسعة من الحيوانات البرية والأليفة بفايروس حمى القرم-

الكونغلى النزفي منها الماشية والأغنام والماعز و حتى فصيلة الخيول. ويمكن للعديد من انواع الطيور مقاومة العدوى، لكنَّ النعام (نوع من الطيور) سريع التأثر وتنتشر العدوى بتجمعاته في مناطق تَوَطُّن الفيروس، حيث يمثل النعام السبب الأصلي وراء حالات الإصابة البشرية في جنوب افريقيا حيث لا تظهر عليه اية اعراض سريريه  ويكون حامل للفيروس .
تصاب الحيوانات بالعدوى عن طريق لدغة القراد الحامل للفيروس حيث يتكاثر الفيروس في دم الحيوانات لمدة سبعة ايام تقريباً بعد إلاصابه مما يسمح باستمرار دورة انتقال العدوى من القراد إلى الحيوانات ثم منها إلى نفس الطفيلى ثانيةً حين تماسها مع قراد آخر. وعلى الرغم من أن عدداً من أجناس القراد يمكن أن تصاب بفيروس حمى القرم– الكونغولى النزفي  إلا أن الناقل الرئيسي للعدوى هو جنس الهايلوما..

يمكن اعتبار القراد مستودع طبيعي للعدوى إلى جانب انه هو الحشرة الناقلة وذلك لأنه ينقل العدوى إلى البيض والعذارى واليرقات والجيل التالي من القراد, لذلك تعتبر الطيور البرية مخازن متنقلة للعدوى بما تحمله من قراد مصاب إلى الأماكن التي تهاجر إليها خصوصا الغربان.  كما ان الحيوانات تعمل كمضخم او مضاعف للفايروس.


انتقال المرض الى الانسان


ينتقل فيروس حمى القرم– الكونغو النزفية إلى البشر إما عن طريق لدغة القراد أو بالاتصال المباشر بدم أو أنسجة الحيوانات المصابة أثناء الذبح أو بعده. وقد ظهرت معظم الحالات بين العاملين في تربية الحيوان كالعمال الزراعيين وعمال المجازر والأطباء البيطريين.

 كما ينتقل الفيروس من إنسان إلى آخر نتيجة التلوث المباشر بدم الشخص المصاب أو إفرازاته أو أعضائه أو سوائل جسمه الأخرى. وقد ينتقل الفيروس أيضاً إلى المرضى في المستشفيات نتيجة سوء تعقيم المعدات الطبية وإعادة استخدام الإبر وتلوث اللوازم الطبية او الى كوادر الرعاية الصحية من اطباء ومساعديهم بالتماس المباشر  مع المرضى مثال ما حدث سابقا في العراق في مستشفى اليرموك و مستشفى لاهور في الباكستان كذلك العاملين في مختبرات التشخيص اثناء تعاملهم مع العينات  المرضية المرسله لمختبرات التشخيص .


الاعراض السريريه للمرض في الانسان


تعتمد طول فترة حضانة المرض على طريقة العدوي بالفيروس المسبب. حين الإصابة بالعدوى عن طريق لدغة القراد، تتراوح فترة الحضانة عادةً بين يوم وثلاثة أيام، وبحد أقصى تسعة أيام. أما فترة الحضانة بعد الاتصال بدم أو أنسجة ملوثة فتتراوح بين خمسة وستة أيام، وقد وصلت في بعض الحالات الموثقة إلى 13 يوماً. تظهر أعراض المرض فجأة ومنها الحمى وآلام  في العضلات والدوخة وآلام الرقبة  وآلام الظهر والصداع والتهاب العيون والحساسية للضوء. ومن الأعراض التي قد تظهر في بداية الإصابة بالفيروس الشعور بالغثيان والقيء والإسهال وآلام البطن والتهاب الحلق، تليها تقلبات مزاجية حادة وارتباك وقد يحل محل هذا التَهَيُّج الشعور بالنعاس والاكتئاب بعد يومين إلى أربعة أيام، وقد تتركز آلام البطن في الربع العلوي الأيمن مع حدوث تضخم ملحوظ في الكبد. من العلامات السريرية الأخرى سرعة نبضات القلب وتضخم الغدد اللمفاوية وظهور طفح نمشي او نقطي (ناتج عن النزف تحت الجلد)  و كذلك على البطانة الداخلية المخاطية الموجودة في الفم  وعلى الجلد. وقد يتطور الطفح النقطي لافات أكبر من الطفح الجلدي يسمى الكدمات (صوره 1)  وظواهر نزفية أخرى منها الرعاف و النزف الفموي. وعادةً ما تظهر دلائل على حدوث التهاب في الكبد، وقد يعاني المرضى فى الحالات الشديده الحاده من تدهور سريع في وظائف الكلى أو فشل كبدي أو رئوي مفاجئ بعد اليوم الخامس من المرض حيث تبلغ معدل الوفيات الناجمة عن حمى القرم– الكونغولى  النزفيى حوالي 30% فى مثل هذه الحالات الحاده و تكون الوفاة فى الأسبوع الثاني من بداية الاعراض السريريه للمرض. وبوجه عام يبدأ التحسن في حالة المرضى الذين يستردون عافيتهم في اليوم التاسع أو العاشر بعد ظهور المرض.

 

 

 

 

 

 

افات الطفح الجلدي  (الكدمات)                             صوره رقم 1

 

 

 


الفايروس المسبب للمرض


الفيروس المسبب من نوع الفيروسات المغلفة و الحامل للحامض النووي الرايبي   أر ان اي 

و المصنف تحت عائلة البونيا ونيرو حيث اكتشف العلماء مؤخرا اكثر من سبعة انواع وراثية او جينية للفيروس . ومن مواصفات فيروس حمى القرم الكونغولى النزفي انه يبقى ثابتا و محافظا على حيويته لمدة تصل الى

 عشرة ايام في  نماذج الدم المصاب تحت درجة حرارة اربعين مىْويه

احد عشر يوم فى الافرازات الرطبة تحت درجة حراره عشرين مىْويه

خمسة عشر يوم فى درجة حراره اربعه ميْويه

 تسعون دقيقه الى 24 ساعة في النماذج الجافة

 


وبما ان الفيروس حساس للتجميد في المجمدات الاعتيادية -20م لذا يستبعد انتقاله عن طريق اللحوم المجمدة المستوردة.

 يفقد الفيروس حيويته بمدة 30 دقيقة بدرجة 56 ميْويه  و 15 دقيقة بدرجة  

60 ميْويه  كما و يفقد حيويته عند معاملته بالمذيبات الدهنية  كالايثر و الكحول و الحوامض و القواعد والفورمالين ومعظم المعقمات  والمطهرات كالايزول و غيرها التي تستخدم في المستشفيات والمختبرات وحساس للاشعة فوق البنفسجية.

 
التشخيص المختبري


تؤشر اولا انخفاض في اعداد كريات الدم البيضاء (العدلات) وخاصه الصفائح الدموية     

وارتفاع في مستوى  القيم الطبيعيه لانزيمات  الكبد وزيادة نسبة البروتين والبليبورن فى الدم 

مع الانخفاض في مستوى الهيماتوكرت وارتفاع طفيف في ازوت الدم ووجود الدم في البول.

 

 

 

 

الفحوصات الفيروسيه المختبريه وتكون بشكلين

 اما بتشخيص الاجسام المناعية المضادة في مصل الشخص المصاب. 

 او تعتمد على تشخيص الفيروس  اما بعزله مختبريا او تشخيص مستضداته او تشخيص حامضه النووي.


تشخيص الاضداد اوالاجسام المناعية بعد اليوم التاسع من العدوى في  عينة مصل  الدم بالاختبارات التالية
ELISA ( Immuno Capture )
  1.
اختبار التألق المناعي غير المباشر   2.
أختبار التعادل المصلي للفيروس   3.


تشخيص الفايروس تتم بتقنيات

  1. عزل الفايروس في خلايا الزرع النسيجي حيث تستخدم انواع عديدة من الخلايا الحية منها خلايا كلية الحملان او القرده.
    ).PCR( 2. تفاعل البوليمريز للاستنساخ العكسي المتسلسل للحامض النووي الفايروسي.
  2. بعد استخلاص  الحامض النووي الفايروسي من الدم او الانسجة او خلايا الزرع النسيجي.

نظرا لخطورة و امراضية فايروس حمى القرم – الكونغولى النزفي في البشر والحيوانات الحقليه يستوجب تطبيق التعليمات  الخاصة بوسائل الامن و السلامة البيولوجية عند التعامل مع النماذج المرضية في المختبرات خصوصا عند عزل الفايروس وتتم في مختبرات ذات درجه عالية من الامان. ولا ابطال حيوية الفايروس في العينات المرسله لاختبارات مصليه  بواسطه اشعة كاما او الفورمالديهايد او الحرارة  يجري اتباع دقيق لتعليمات الاحتراس البايولوجى والامان لتجنب الاصابه حيت يجرى استخدام اجهزة الامان عالية الدقه فى منه انتشار الفيروس                  .
biosafty(BSL- 4) Bio-Safety level 4

 

السيطرة على انتقال وانتشار المرض فى الحيوانات الحقليه


مكأفحة القراد بصورة دورية و منتظمة كل اسبوعين بالرش اوبتغطيس الحيوانات بالمبيد الفعال  مع رش اماكن تكاثر  واختفاء القراد في الحضائر
العمل على الحد من تربية الاغنام و الماعز و الماشية في بيوت سكن البشر
منع حركة الحيوانات السليمة الى المناطق المصابة او التي ثبت اصابة البشر فيها

 منع ذبح الحيوانات خارج المجازر وتكون العملية باشراف الاطباء البيطريين المختصين

 

اارتداء الكفوف و الملابس الواقية اثناء التعامل مع الحيوانات او انسجتها في اماكن توطن المرض

حظر استيراد الحيوانات الحية  من الدول التي يتوطن فيها المرض

 

السيطرة على انتقال وانتشار المرض فى مرضى البشر و تدابير مكافحة العدوى

يوضع المرضى في غرفة منعزله وذات سرير واحد مع حمام خاص


يمنع دخول الموظفين والزائرين غير الضروريين

 يوضع سجل لتسجيل اسماء جميع الأشخاص الذين يدخلون غرفة المريض
يجب على جميع العاملين الذين يدخلون الغرفة ارتداء معدات الوقاية الشخصية المناسبة (PPE)

 

معدات الحماية الشخصية تتضمن التالى


الملابس غير المكشوفة مع غطاء جراحي وقائى وحيد الاستخدام أو جهاز تنفس لتنقية الهواء بالطاقة (PAPR) مع غطاء كامل الوجه
قفازات الفحص ذات الاستخدام الواحد
أغطية الحذاء ذات الاستخدام الواحد
المريلة ذات الاستخدام الواحد (إذا كان المريض يعاني من القيء أو الإسهال)
يجب على الطبيب ان يقرا التعليمات لعامل الرعاية الصحية ويشرح له كل خطوة في قائمة التحقق من الإجراءات ويؤكد ويوثق بصريًا أن الخطوة قد تم تنفيذها بشكل صحيح

. يجب أن تسمح المساحة والتخطيط بالفصل الواضح بين المناطق النظيفة والمناطق الملوثة
يجب تخصيص منطقة منفصلة لارتداء معدات الحماية الشخصية

ارتداء الكفوف و الملابس الواقية عند رعاية المرضى المشتبه بحالتهم او المصابين من قبل الاشخاص الملامسين لهم قبل نقلهم الى مستشفيات العزل و غسل اليدين المنتظم بعد رعايتهم او  زيارتهم لجميع العاملين في مجال الرعاية الصحية ( من اطباء و مساعديهم) ان ينفذوا  جميع التعليمات و التحوطات الازمة لمنع  انتقال العدوى اليهم واتباع طرق مأمونة  اثناء تعاملهم مع العينات المأخوذة و معالجة المرضى و نقل و دفن المتوفين

 يوجه الاشخاص العاملين في مختبرات التشخيص الطبي البشرى والطبى البيطري التعامل بحذر مع العينات المشتبه بها المرسلة من مستشفيات العزل و معاملتها بالطريقة المناسبة لمنع حدوث العدوى اثناء اجراء فحوصات الدم  مثل  الفحوصات المصلية او السيرولوجية او استخلاص الحامض النووي الفيروسي وان تتم في مختبرات تتوفر فيها كابينات خاصة لتامين السلامة و الامان من التلوث و تسرب العوامل البايوجية الى الجو الخارجي.


التعاون مع المنظمات الدولية كمنظمة الصحة العالمية و الغذاء و الزراعة الدولية وغيرها لغرض توفيرالمعدات  المختلفة  للوقاية والامان البايولوجى وكذلك  العدد و الامصال المناسبه للتشخيص مع اعلام تلك المنظمات رسميا حال الاشتباه بالمرض.

 

                                                                                                            أ.د. عماد السلطان

                                                                                                               

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى