لجنة الاسكان و البنى التحتية

خصوصيات النسيج الحضري التقليدي البغدادي وعمارتنا التراثية الاسلامية

خصوصيات النسيج الحضري التقليدي البغدادي وعمارتنا التراثية الاسلامية

 الأستاذ الدكتور المتمرس بهجت رشاد شاهين

Prof. BAHJAT RASHAD SHAHIN

 

عضو لجنة الاسكان والبنى التحتية / المنتدى العراقي للنخب والكفاءات

الملخص :

يعد النسيج الحضري التقليدي العربي عموما والبغدادي خصوصا, قيمة عمرانية رصينة تختزنها العمارة التراثية الاسلامية, ولعموم النسيج التراثي البغدادي والتي غطت كامل الرقعة الجغرافية لمركز مدينة بغداد القديم وفي جانبية (الكرخ والرصافة) كمحلات الشواكة وباب السيف والكريمات والشيخ بشار في جانب الكرخ, ومحلات البقجة وجديد حسن باشا والحيدر خانة وعقد النصارى والمربعة في جانب الرصافة, والتي جاءت نتيجة محصلة الاجهادات البيئية والمناخية لعموم النسيج العمراني في اطار المقومات الاجتماعية والثقافية والدينية والاعرافية.

مما تتطلب التعمق فيما اعطاه لنا هذا الموروث المعماري الكبير من امكانات متاحة ليس فقط من اجل الحفاظ وانما بقصد التجديد واعادة البناء ومحاولة ادخال هذه المميزات في عمارتنا المعاصرة, ضمن تحولات العصر والامكانات التكنولوجية المتاحة, وكتعبير صادق عن هذه الطروحات البيئية والمناخية والجمالية والاخلاقية والفكرية لمجتمعنا العربي عموما والبغدادي خصوصا.

المقـــدمة :

بداية يجب أن نعي ونقتنع بما يمكن للعمارة التقليدية ان تقدمه لنا من حلول كثيرة لمشكلاتنا المعاصرة ، وفي مقدمتها السكن الملائم والمريح في المناطق الحارة الجافة .

وكما الح علينا أستاذ الأجيال المعمارية حسن فتحي (رحمه الله) وكما يسيمه الناقد اللبناني الكبير رهيف فياض بالمعماري الطليعي المقاوم …

بقوله … (لكي نعرف لغة العصر ونستعد للمستقبل بكفاءة واقتدار علينا أن نجيد فهم ماضينا ونستخلص منه الدروس والعبر … وما أكثرهم في عالمنا العربي) .

تعد من اهم أولوياتنا الحالية هي محاولة التقدم بحضارتنا العريقة نحو مستقبل مشرق ، وقد يمثل الأبداع في تطوير مفرداتنا التراثية وإعادة صياغتها بأساليب جديدة تتناسب مع متطلبات العصر وتقنياته ، ومن أهم هذه المؤشرات هو الحفاظ على روح عمارتنا المحلية الأصلية .

أنا سأحاول أن أتطرق في هذه المداخلة باختصار الى بعض المظاهر البارزة في عمارتنا العربية عامة والبغدادية خاصة ، وما لعبته من دور مميز لخدمة المجتمع الأنساني العربي ، وأرتباطه مع حاجة الفرد الأجتماعية والنفسية والتأكيد على راحته وصحته البدنية ، والذي كان ضماناً لقواعد الحياة الأجتماعية وحقوق الجيرة :

– حق الملكية الخاصة ، والعلاقة المتبادلة المنسابة مابين العام وشبه العام وشبه الخاص والخاص جداً ، وحق الطريق وضمان الخصوصية وعدم الشرفية وحقوق الأمان والسلامة العامة .

هذه حقائق غابت عن أعين المستشرقين والباحثين الأجانب في فنون العمارة والبيئة العربية ، فراحوا يستنبطون أجتهادات تبنى دائماً على تفسير خاطيء في أكثر الأحيان … والتي جاءت على عدم فهم خصوصياتنا الثقافية ، وحضارتنا العميقة ونيلاً من ثقافتنا الأصيلة .

وكانت النتيجة أن طالت الغربة بيئتنا ، وشملت بيوتنا ومؤسساتنا ومعالمنا التاريخية وأصبح الطراز العالمي أنموذجاً أساسياً في عمارتنا المحلية .

أنموذجاً أستهدف كل شيء … حتى اللغة … أستهدفت في بعص بلداننا العربية ، هدمت قواعدها وأدمجت قسراً مع اللغة المستعمرة .

أستهدفت كل خصوصياتنا وثقافتنا ومعتقداتنا .. وأصبحنا الآن نتكلم بلغة العولمة في معظم مؤسساتنا ومراكزنا الثقافية والمجتمعية .. وحتى الأكاديمية مع الأسف الشديد .

أن مدخلات البناء المعاصر الغربي في مدننا العربية ، ما هو إلا تقطيع لأوصالها وتمزيق لنسيجها العمراني والأجتماعي وتحول الأنسان العربي الى آلة عمرانية رهيبة .

كثير من المستشرقين يؤكدون أن العمارة العربية التراثية ، ماهي إلا عمارة صدفة ، عمارة لاتخضع الى أي مقوم معياري ، ويؤكدون على عشوائية القرارات التخطيطية والتصميمية لموروثنا العربي .

وهذا الكلام يؤكده مع الأسف الشديد كثير من المعماريين والمخططين العرب ، ويصفون النظر الى الماضي ما هو إلا تضيع للوقت وعودة الى التخلف والتقهقر ، وعدم مسايرة العصر في العمارة والتعمير .

يؤكدون على أن المفهوم الدولي الشامل للعمارة الحديثة هو أساس التوحيد مابين الدول النامية والدول المتقدمة ، حيث الأنسان الواحد والتكنولوجيا الموحدة … رؤية مسبقة الصنع  .

بدءاً أحب أن أؤكد أن البيئة العمرانية العربية التقليدية عموماً والبغدادية خصوصاً … بيئة حية متحركة ومرنة وقابلة للتطوير والتجديد ، مع إمكانية الأحتفاظ بقيمها وأصولها التاريخية … وجميعنا مطالبون اليوم أن نأخذ موقفاً أيجابياً واضحاً في هذا المجال … موقفاً بعيداً عن الأستنزاف القاتل لتراثنا ..

موقف الحماية من العابثين بتراثنا .. موقف الخلاص من الأيادي الهدامة .

أن التهديدات التي تتعرض لها مدينة بغداد عموماً ومحلاتها التراثية خصوصاً ، وعموم النسيج الحضري والعمراني فيها يفرض على المعماريين والمخططين والباحثين دوراً هاماً في مواجهة هذه التهديدات ، والتعريف بها ومحاولة وضع الحلول العملية للتصدي والسيطرة على الأخطار الناجمة عنها .

نحن بحاجة الى وضع خطة تمكننا من أستدامة تراثنا عبر أسس ومعايير تخطيطية وتصميمية نابعة من بيئتنا وخصوصيتنا الأجتماعية والثقافية والدينية والأقتصادية وصولاً الى بيئة عمرانية محلية جديدة .

كما أكد على هذا الكلام المعمار العربي المبدع وذلك عن طريق تملكه للفضاء وعن كل القيم الأخلاقية والجمالية والفكرية للأنسان العربي .

  • حيث جسد القيم الأخلاقية والأجتماعية في ضوء ضمان الوظيفة المعيشية المناسبة والخدمات اللوجستية للمجتمع العربي .
  • وجسد القيم الجمالية فيما يضمه العمران من عناصر ومفردات تزينية وبيئية متمثلة بنسب الفضاء ومقياسه الأنساني ومفرداته التكوينية وعلاقاتها الأفقية والعمودية .
  • أما القيمة الفكرية فتتجسد في التعبير العام عن قيمة الفضاء وعلاقته التكوينية مع الطابع الأسلامي وقيمه السمحاء .

نحن بالتأكيد نتفق كلياً على أساس أن التطورات العلمية والتكنولوجية والصناعية المتسارعة في عالمنا المعاصر ، ممكن أن تتحول الى مناهل جديدة تلتزمها عمارتنا المحلية وتدمجها مع مقوماتها وخصائصها العمرانية والتقليدية ، لتصبح جزءاً من أعرافها وقيمها المجتمعية والثقافية في نكهة محلية جديدة ، تحمل في طياتها ، عمارة تفتخر بمقوماتها العربية الأصلية من مشرقها الى مغربها .

أننا ندعو كل معمار عربي وكل معمار عراقي أن يشاهد ويفهم ويتلمس المقومات الأيجابية التراثية المحلية وخاصة البغدادية ، والتي تمخضت عبر العصور الطويلة السابقة ولعمق تاريخي يزيد عن خمسة الآف عام .

والنقطة الأساسية التي يجب أن لاتغيب عنا ، والتي لايختلف عنها أثنان :

هي أن الأشكال المادية الناجمة عن الحضارة العربية الأسلامية تختلف في صلبها وجوهرها عن الأشكال الناجمة عن الحضارة الغربية ، أما الأشكال المادية الناتجة عن التطور العلمي التكنولوجي فأنها قد تتشابه عالمياً ، لأنها غير ناتجة عن حضارة أو ثقافة خاصة بمجتمع معين ، بذلك أصبح أصول أستخدامها متروك للمصمم العربي المعاصر .. وعلى أن يضع نصب عينية مبدأ الأبقاء على جذور حضارتنا الطيبة وأنتماءاتها الثقافية والأجتماعية .

وأشير هنا الى ماأكده الدكتور حسين القره غولي في أحدى مقالاته :

“…. الأمة التي يخلو تاريخها من التراث ، لاتستطيع أن تحدد موقعها القومي والحضاري بين الأمم الأخرى” .

وكذلك أشير الى ما أكده الأستاذ الدكتور قحطان المدفعي في أحدى مقالاته :

“… ليس وجود أو عدم وجود المادة التاريخية العمرانية ، هو موضوع عصرنا عن العمارة العربية ، بل موضوعنا هو مانأخذ منها ، وماذا نصنع بتلك المادة المعاصرة ؟ وكيف نستعملها لأغراضنا ؟ وماذا نحصل عليه وبأي الأساليب وطرق الأستعمال ؟ وأي التفسيرات نأخذ وبأي الفلسفات نلتزم في تعصير تراثنا المعماري والعمراني ؟”

وأشير الى ماقاله المعمار العراقي الكبير المرحوم الدكتور محمد مكية :

“…. بالنسبة لي أن التمسك بقيم التراث الأسلامي في العمارة لاتعني العودة الى الوراء ولا أستنساخاً للماضي … التراث عملية مستمرة ذات طابع ديناميكي حي ومفتوح” .

لذا علينا أن نطرح أطر جديدة تستبعد كل كلام عن عمارة واحدة ، عمارة لكـل الأمكنة ، كما تطرحها علينا الأن عمارة العولمة .. وكما يسموها (عمارة دولية) ، وكما يصفها الناقد المعماري اللبناني رهيف فياض :”مظهر الغريب الفج ، الطريق المباشر نحو التبعية الكاملة في الأقتصاد ، وفي المجتمع ، وفي الثقافة ، وفي كل مكونات حياتنا الوطنية والقومية وفي مقدمتها العمارة … أنها تبعية مطلقة لايمكن الخروج منها إلا بالمقاومة .. أعدونا جزءاً من ثقافتهم ، أعتبرونا جزءاً من أرضهم وراء البحار ، وأصروا على الغاء تاريخنا من ذاكرتنا ، وعلينا أستبداله بتاريخ جديد هم بدايته” .

2- النسيج العمراني التقليدي

أن موضوع النسيج العمراني التقليدي ممكن أن يقدم لنا كثير من المفاهيم التي يمكن أستخدامها اليوم لحل الكثير من مشكلات الأسكان المستعصية ، والتي تواجه الملايين في عالمنا وفي مدننا العربية :

بغداد ودمشق وعمان وبيروت والمدن الفلسطينية والقاهرة وطرابلس وتونس والجزائر والمدن المغربية (مدينة مراكش) أو مدن الأندلس ، (غرناطة وقرطبة وأشبيلية) … نجدها جميعاً قد أتفقت على مخزون معرفي هائل يمكن الأستفادة منه في عمارتنا الحديثة وخاصة في مجال التعليم المعماري .

بالتأكيد حين نتكلم عن الموروث المعماري ، نحن لانعني بذلك الأشكال السطحية ، وأنما نحن نتكلم عن الأشكال في عمقها الجوهري “الأشكال العميقة” .

فالفناء مثلاً في البيئة التقليدية ممكن أن يعطينا مفهوماً سطحياً للتراث أذا نوقش لوحده … أما أذا أعتمدت كافة تكويناته المختلفة وعلاقته التبادلية مع مجموعة مفرداته التكميلية من بادكيرات وأواوين وأزقة محيطة وأروقة ومشربيات وسراديب ، ليتحول الى منظومة بيئية متكاملة الدقة مع كافة مفرداتها .

والمطلوب الآن هو تبني هذه الأفكار والدروس والعبر من عمارتنا التقليدية في منظور بيئي وأقتصادي وأجتماعي موحد ، يوظف كافة مقوماتنا العريقة بما يتلاءم وأحتياجات العصر الجديد والتقدم العلمي والتكنولوجي في نظام محلي معاصر ، يحقق أبعاد الأستدامة المنشودة في عمارتنا العربية عموماً والبغدادية خصوصاً ، وبكل مفاهيمها الحياتية والجمالية والعقائدية والمجتمعية … مؤكدين خصوصيتنا ، في عموم العالم الأسلامي وتميزه زمانياً ومكانياً .

مع الأبتعاد عن كل ماهو مستورد ، وخاصة في مناهجنا التعليمية الجديدة .

النسيج العمراني التقليدي في مدننا العربية يزخر بالخصوصيات والتفاصيل المتميزة في عموم منظوماته الحية ، والتي نهل منها رواد العمارة المعاصرة في العـالم الغربي (دول المركز) ومازالوا ينهلون حتى الآن …

عمارة بعيدة عن التبعية الكاملة في الأقتصاد وفي المجتمع وفي الثقافة وفي كل مكونات حياتنا الوطنية والقومية وفي مقدمتها العمارة .

مجمل تشكيلة الفناءات الداخلية في النسيج الحضري التقليدي كانت تتكون من مساحات وأحجام مختلفة ، منها المظللة ومنها شبه المظلل ومنها المشمس … منها الغنية بالمزروعات والمسطحات المائية ، ومنها المبلطة والمخصصة لخدمات الدار والأسطبل أحياناً وأعمال الطبخ والغسيل والتظيف بالدرجة الأساس ، لتخلق بطبيعة الحال أختلافاً واضحاً في ضغط الهواء والذي تعرضه مباديء الأختلاف في درجات الحرارة مابين فناء وفناء لتنساب التيارات الهوائية فيما بينها وبين الأزقة الضيقة والمظللة المحيطة ، لتملاء عموم فضاءات الدار السكنية بتيارات هوائية ولعموم النسيج العمراني المحيط … ليتحول الى منظومة بيئية طبيعية في غاية الدقة وبحدود الراحة الأنسانية المقبولة .

بهذه القاعدة التخطيطية يمكن التوصل الى أعلى درجات الخصوصية للعائلة الواحدة والممتدة عبر الزمن أولاً ولمجموعة وحدة الجوار ثانياً ولعموم المحلة السكنية ثالثاً .

هذه القاعدة هي التي خلقت تكاملية الأنسياب الفراغي لعموم النسيج العمراني التقليدي ، بدءً بالشارع العام وأنتهاءً بغرف الدار ومكوناته الفضائية الأخرى …

أنا دائماً أركز على الفراغ الأنسيابي لعموم النسيج العمراني التقليدي أفقياً وعموماً … وما يفرضه الواقع البنائي من مباديء الأختلاف في درجات الحرارة والأختلاف في الضغط الهوائي مابين المناطق المكشوفة الواسعة والأزقة المنفرجة تارة والضيقة تارة أخرى ، ومداخل الدور السكنية ومجازاتها ، والفناءات المتعددة والمختلفة في أحجامها منها الفناءات المظللة ، وعلاقتها التكاملية بكامل محيطها أفقياً وعمودياً … ببادكيراتها وأواوينها وأروقتها وسراديبها …

بروزات متعاقبة ترتد وترتفع سطوحها لتخلق منظومة بيئية في غاية الدقة والذكاء التكويني.

أختلاف أحجام المساكن ومساحاتها وعدد أفنيتها وتضامها العمراني ، وتعدد مفرداتها العمرانية ، كالأواوين “الليوان” والأروقة “الطارمات” المعمدة والأرسي والأيوانجي ، والمداخل المزورة والسردايب “البدروم” عند المصريين ” والبادكيرات المختلفة ، كلها قيم راهنة جعلها المعمار العربي أساساً لنظامه البيئي المتكامل ، فضلاً عما تضيفه بركة الماء المتدفقة والسواقي المنسابة عبر (السلسبيل) مابين حدائق الدار وأزهاره ونخيله الشامخة … ليحصل هذا الحيز الجميل على هواء بارد منعش ومرطب ، وليؤمن لكافة فضاءات الدار درجات الحرارة المريحة والهدوء التام ، بعيداً عن ضوضاء المدينة وصخبها في واحة عائلية جميلة .

ربما خير محاولة للحفاظ على هذه المباديء هو ماقام به المهندس البيئي المـبدع (حسن فتحي) ، منذ أواخر الأربعينات من القرن الماضي في قرى صعيــد مصر(قرية القرنه) ، (قرية باريس) بالواحات الخارجية ، فضلاً عن مجموعة من الدور السكنية المقترحة في السعودية ، وغيرها من الطروحات التي أضافت لمقوماتنا القديمة أساليب جديدة في عمارتنا التقليدية ، وأعتمدت كأساس في تدريس العمارة في كثير من المدارس الأوربية والأمريكية .

  1. بعض مفردات النسيج العمراني التقليدي

نستعرض بعض من هذه المفردات التكوينية فيما يأتي :

3.1 الأزقة التقليدية ومداخل الدور السكنية

يطلق بعض الكتاب الغربيون على مباديء الأزقة التقليدية بعشوائية التخطيط دون أن يدركوا أن الزقاق ماهو إلا منظومة واعية في تخطيطها وتكوينها الشكلي وتؤكد على مجموعة مقومات بيئية وأجتماعية نذكر أهمها :

  • المقياس الأنساني : والذي تميز به التشكل العمراني أفقياً وعمودياً .
  • النهايات المغلقة : حيث مبدأ الخصوصية والأمان لوحدة جيرة .
  • الفسح والفضوات التي تتغلل الزقاق : عادة تكون غير منتظمة وتعمل على توفير التنويع في الأيقاع المعماري والشعور المفاجيء بالأنفتاح لتعويض الضيق في الزقاق ، ولأحداث فروقات في الضغط الجوي مابين الفسحة والزقاق لزيادة فاعلية التحرك الهوائي باتجاه فناءات الدور المحيطة وعبر المداخل (المزورة) فيها وعبر المجازات ومداخل الدولان .

الأزورار لمداخل الدور السكنية بأتجاه الفضاء الداخلي ، والتي في كثير من الأحيان تكون مفتوحة ليلاً ونهاراً ، ليندفع الهواء عبر ستارة بيضاء في مدخل الدار بأتجاه المجاز المنكسر (وهي تسمية عراقية – بغدادية تعني الأجازة بالدخول) ، والذي قد تفتح عليه أدرج الطابق العلوي أو بأتجاه السرداب (البدروم) .

يحوي المجاز عادة على مقاعد للجلوس ، وربما لأستقبال بعض الضيوف وقد يحوي المجاز على حاوية ماء الشرب (الحبانية) ، والتي كانت تملاء من قبل ساقي الماء (السقا) ، من دون أن يدخل الى عمق الدار .

كذلك يستعمل المجاز لجلوس البواب غرفة أو الخدم .

هذا المفصل التكويني الجميل يلعب دوراً بيئياً وأجتماعياً متميزاً في عموم منظومة النسيج العمراني التقليدي ، فهو مغذي لعموم الدار بالهواء العليل والخالي من ذرات الغبار والأتربة ومرطب بمائه دائماً ، فضلاً عن أستبعاده للمناسيب الضوضائية الخارجية ومحافظاً على حرمة الدار .

3.2 الفناء الداخلي في البيئة العمرانية التقليدية 

يعد الفناء الداخلي “الحوش” كما يسميه البغداديون مع تشكيلاته التكميلية العمرانية ، أحد المميزات التصميمية الرئيسة للدور الشرقية عامة وللبيت العراقي البغدادي خاصة ، فهو تقليد بنائي عراقي عريق ، ، ترجع بداياته الى العهد البابلي القديم (مطلع الألف الثاني قبل الميلاد) ، حيث عثر على بقايا دور سكنية في أحد أحياء مدينة (أور) التاريخية ، والتي ظهر فيها الفناء الداخلي المكشوف كأساس للدار السكنية ، وموزع لعموم فضاءاته المحيطة ، وأعدت بعد ذلك هذه الدور أنموذجاً للمساكن الشرقية عامة والمساكن العراقية خاصة .

معظم هذه الأفنية كانت تحوي على أواوين مختلفة الأحجام ، أحادية وثنائية وثلاثية … كانت تتوجه بأتجاه الشمال لتتحول الى ملاقف للهواء الشمالي البارد صيفاً ومكاناً مظللاً للعيش والجلوس والنوم ، بينما الأيوان الجنوبي يستخدم في المواسم الباردة ، وقد يغلق أحياناً بجارورية زجاجية ليعمل عمل البيت الزجاجي للتواجد شتاءً (الأرسي) .

عادة البيوت البغدادية الخاصة بالشريحة المسيحية أو اليهودية أو ساكن متوسط الدخل آنذاك كانت تحوي على فناء واحد ، يجمع مابين حرم النساء وديوان خانة الضيوف في فناء واحد مشترك وخير مثال على ذلك بيت “مناحيم” أحد كبار اليهود آنذاك في العراق.

أما البيوت البغدادية الأسلامية فكانت عادة تحوي على فنائين ، الفناء الأول ويسمى “البراني أو الديوان خانة أو السلامليك” ويخصص للرجال والضيوف والأصدقاء ويرتبط مع القسم الثاني عبر مجاز خاص يسمى (المابين) .

أما الفناء الثاني ويسمى “بالدخلاني أو الحرمليك” فهو مخصص للنساء والعائلة ، ويعد الجناح المعيشي الرئيس للبيت البغدادي ، وعادة يكون مبتعداً عن الطريق العام ، ويرتبط معه فناء المطبخ وفناء الحمام ، وقد يحوي على بيت الطباخين والمساعدين في جناح الحرمليك .

كذلك يرتبط مع الفناء البراني فناء الأسطبل “لأيواء الحيوانات” وله مدخل خاص به ، مع غرف خاصة بخدم الديوان خانة أو المساعدين في حقل العمل المنزلي ، وقد تحوى الديوان خانة على جناح خاص بنوم الضيوف أو أجنحة خاصة لأسكان الشباب المتزوجين من أفراد العائلة .

عادة تسقط بمستوى الطابق النصفي ، صالة لأستقبال الضيوف أضافية شبه مفتوحة ، تسمى (التختبوش – عند المصريين) ، تقع مابين فناء الحرملك المظلل وفناء السلاميك المشمس ، لنحصل جراء هذه العملية على تيارات هوائية منفعلة نتيجة الأختلافات في الضغط الهوائي مابين الفنائين ، والتي يزداد فاعليتها عبر المشربيات النافذة في واجهة الديوان خانة بأتجاه فناء الحرمليك ذو الضغط الهوائي المرتفع .

ومن الأمثلة المتميزة في هذا المجال بين (حسن باشا) ، كذلك توجد أمثلة عديدة معروفة في مدينة القاهرة (منزل السحيمي وقاعة محي الدين الشافعي الموفي) ، وأمثلة عديدة منتشرة في مصر وأيران وسوريا والمغرب العربي .

بالتأكيد لايمكن لأي وصف أدبي أن يعبر عن حقيقة البيت العربي عموماً والبيت البغدادي خصوصاً ، فهو عبارة عن مصفوفة تكوينية في غاية الدقة والتعقيد ، ترتبط أرتباطاً وثيقاً مع عموم تكوينات ومفردات الدار السكنية أفقياً وعمودياً ، ويعد مفصلها الأساس الفناء الداخلي لتكوينها العام .

عادة كل فناء في الدار السكنية يحوي على بقعة حدائقية خضراء في وسطه ، وشجرة أو نخلة باسقة ، ونافورة ماء تسمى (الفسقية) . وقد ترتبط النافورة بساقية ماء تنتهي بما يسمى (السلسبيل) ، والذي أشتهر في البيوت الأندلسية ، وهو عبارة عن لوح رخام متموج المظهر ، مائل بزاوية ، مستوحي من حركة الماء وأيقـــاعه الموسيقي (خرير الماء) لتسهيل عملية التبخير وزيادة الترطيب الهوائي ، ويكون عادة مرتبط بمنبع ماء مغذي أو بئر ماء يفتح على فناء الدار ، ويرتبط مع آبار المياه الجوفية العميقة من الأنهر عبر قنوات مائية سفلية .

3.3 البادكيرات “الملاقف الهوائية”

أن مصطلح (البادكير) جاء عن طريق اللغة الفارسية من مركب (باد) ويعني هواء و (كير) ويعني ملقف أو ماسك ، وبذلك يعني أجمالاً ماسك الهواء …

وله تسميات أخرى ، كما ورد في التراث الأسلامي (باذهنج) أو (راوون النسيم) أو (البادخون) أي مابين الدخون .

عادة البادكير في العراق يكون على هيئة مستطيل يفتح بأتجاه الرياح الشمالية أو الشمالية الغربية ، ويبنى بشكل متضام مع سياج السطح العلوي ، وبأرتفاع مترين عن مستوى السطح وذلك لألتقاط الرياح الباردة الشمالية السائدة في العراق ، خاصة عندما تكون درجة حرارة الهواء الخارجي أقل من (33 درجة سليزية) . وقد تزود فتحات البادكير بمشبكات قابلة للسد والفتح عند الضرورة ، وعادة يعمل البادكير بالأتجاهين وحسب فارق الضغط الجوي .

  • الأحتمال الأول – فتحة البادكير في أعلى السطح تكون تحت منسوب الضغط الهوائي العالي نتيجة أنخفاض درجة الحرارة في أعالي السطح (أقل من 33 درجة سليزية) نسبة الى درجات الحرارة في فضاءات الدار المختلفة والفناء الداخلي والتي تكون أعلى من (33 درجة سليزية) ، وبهذا تندفع التيارات الهوائية الباردة من أعالي السطح الى عموم فضاءات الدار السكنية وصولاً الى السراديب ومنها الى فناءات الدار الداخلية .

عادة يتم زيادة ترطيب الهواء البارد المندفع نحو الأسفل عن طريق (جرات ماء معلقة وسط مهوى البادكير) أو عن طريق حصير مرطب أو كومة فحم مندى فوق مشبك حديدي (كما طوره الأستاذ حسن فتحي في كثير من أعماله المنفذة في السعودية) .

فضلاً عن تمرير التيار الهوائي البارد من خلال فتحته السفلى فوق بركة ماء جاري عبر (السلسبيل) وينتهي بساقيه وصولاً الى البركة الوسطية والتي عادة تتوسط مايسمى (بالدور قاعة) عند المصريين ، والتي تكون عادة اعلى من بقية فضاءات الدار وتحوى على منفذ هوائي لأخراج الهواء الحار المتصاعد في أعلى (الدورقاعة) ويسمى (الشخشخية) عند المصريين .

فضلاً عن ذلك قد ينتهي مهوى البادكير بفتحة (الزنبور) ، وهي كلمة (تركية) قديمة (زمين بوري) وتعني (منفذ الأرض) ، وتستخدم عادة لخزن الفواكه والماء وبعض مواد الطبخ .  

  • الأحتمال الثاني – في هذه الحالة الملقف الهوائي في أعالي البادكير يعمل شافطاً للتيار الهوائي نحو الأعلى ليحل محله هواء بارد نسبياً من فناء الدار ومن أسفل السراديب ، وهذه الحالة تحصل عندما ترتفع درجة حرارة الهواء الخارجية في أعالي البادكير الى مايزيد عن (33 درجة سليزية) ، وذلك حسب قاعدة أختلاف الضغط ، مابين الضغط العالي والواطيء بأختلاف درجات الحرارة وكيفية حصول التحرك الهوائي المنفعل نتيجة لذلك وبما تسمى :”عملية فنتوري – Vanturi action” وخاصة أثناء السكون التام للهواء .

هذا وقد تم طرح بدائل تصميمة عديدة ومتطورة من قبل الغرب ، معتمدين فيها على أساسيات أستخدامات البادكيرات لضمان التحرك الهوائي عبر قاعدة المدخنة الهوائية والمدخنة الشمسية “Stack effect” .

علماً أن هنالك أحتمالات عديدة أخرى للبادكيرات رباعية وثنائية الأتجاه .

ويعرف هكذا نوع من الملاقف الهوائية (بالكشتيل) في أيران ودول الخليج ، حيث عادة يفتح البادكير من الأعلى نحو الأتجاهات الأربعة .

3.4 السراديب (طوابق تحت مستوى الأرض)

السرداب هو أصطلاح فارسي معرب ومركب من كلمة (سرد) أي بارد و (آب) أي ماء وهو بناء في أسفل الدار ويختلف عمقه من بيت الى آخر .

وهو المكان الوحيد للتواجد الصيفي للعائلة أثناء الظهيرة في المسكن العراقي التقليدي . السرداب يشكل غالباً طابق بنائي كامل تحت الأرض ويتحمل سقفه الطوابق العليا للدار وقد يشمل فناء الدار أيضاُ ، وقد يحوي على فتحات سقفية وسط الفناء للتهوية والأنارة الطبيعية .

جزءاً من سراديب البيوت البغدادية قد ترتفع عن مستوى الفناء الداخلي بعدة امتار لأغراض التهوية والأنارة وتسمى (نيم سرداب) .

والجديد بالذكر أن بعض السراديب كانت متصلة مع بعضها البعض عن طريق ممرات قد تمتد عشرات الأمتار تحت الأرض ، وربما تخترق الأزقة الفاصلة بين الدور السكنية وخاصة (دور الجوار) ، للعوائل الممتدة ، وهذا مانجده شائعاً في مدينة النجف الأشرف والتي تشتهر بتنوع سراديبها بين طبقات الصخور وحسب الآتي :

  • السراديب النصفية (نيم سرداب) – معدل عمقها تحت الأرض ثلاثة أمتار .
  • السراديب الأرضية الموجودة في أغلب الدور – معدل عمقها ستة أمتار .
  • سراديب السن (الهصهاص) – معدل عمقها عشرة أمتار .
  • سرداب (سن القرض) – معدل عمقه خمسة عشر متراً .
  • سرداب راس الطار – معدل عمقه خمسة وعشرون متراً .

معظم هذه السراديب كانت ترتبط مع آبار المياه العميقة المرتبطة بنهر الفرات عبر قنوات سفلية بين فجـــوات الصخور وبمـــعدل عمـــق يصل لغـــاية (تسعة أمتار تحت الأرض) .

وعادة ترتبط هذه السراديب مع بعضها ومع الفناء الداخلي للدار عبر أدرج خاصة وفتحات سقفية .

  1. بعض المفردات المعمارية في البيت البغدادي التقليدي

1.4 – الأيوان : أو الليوان عند اللبنانيين او (الطالار عند البغداديين) ، والذي يرتبط مباشرة مع الفناء الداخلي “الحرمليك والسلامليك” …

وعادة يفتح من جهة واحدة على الطارمة المعمدة أو بدون أعمدة .

يصمم الأيوان كفضاء شبه مفتوح نحو الفناء الداخلي للدار ، ويصمم عادة أحادي أو ثنائي أو ثلاثي التشكيل الفضائي ، ويوجه نحو الشمال للأستخدام الصيفي لضمان وجود الظل والهواء البارد الشمالي ، ويفتح بأتجاه الجنوب أو الشرق شتاءً لضمان فاعلية أشعة الشمس والدفء والحماية من الرياح الشمالية الباردة .

وقد يسقط الأيوان أحياناً مابين الفناء المظلل والفناء المشمس ، لضمان تفعيل التيارات الهوائية المنفعلة بأختلاف الضغط الجوي والمخترقة لفضاء الأيوان .

4.2 الأرسي أو الأورسي : وهو أيوان مغلق ، يستخدم شتاءً ، ويحوي في أحد واجهاته على شباك زجاجي عريض منزلق “في أكثر الأحيان مزدوج” أحياناً الأرسي يحوي على مجموعة أبواب زجاجية متراصة ، بدلاً من الشباك المنزلق “تعمل كما ذكر سابقاً عمل البيت الزجاجي بأتجاه الجنوب أو الشرق” .

عادة مداخل الأرسي تفتح من الجانبين بشكل متناظر عبر فضاء مصغر يدعي “الأيوانجي” والذي يفتح بدوره على الطارمة أو الرواق المعمد .

عادة يحوي فضاء (الأيوانجي) في عمقه على درج خاص لوصول النساء الى غرفة (الكبشكان) العلوية كطابق نصفي مخصص لتواجد الحريم ، والمشاركة في المناسبات الخاصة .

4.3 الكبشكان : وهو عبارة عن غرفة علوية ممكن الوصول اليها من فضاء (الأيوانجي) أو من سطح الدار ، وعادة تكون مفروشة بالسجاد الداخلي عبر مشربيات خاصة عالية الدقة في زخرفتها تسمى “الجارورية” ، لأعطاء المجال لمشاركة النساء في الأحتفالات الخاصة بالضيوف من الطابق النصفي المشرف على فضاء الديوان الخاصة بالرجال أو الأرسي .

كثير من المختصين يعتقدون أن أصل التسمية (كشف كان) أي عدم الشرفية .

وقد تستخدم بعض من هذه الغرف العلوية لخزن الفرش والأغطية والتي تستعمل لأغراض النوم ليلاً فوق سطح الدار ، وتربط مع السطح عبر درج خاص .

4.4 الشناشيل (المشربيات أو الرواشين) :

تستخدم في العراق مفردة الشناشيل ، وهي كلمة فارسية مركبة مفردها (شاه نشين) ، وتعني غرفة الشاه ، والتي كانت تستخدم من قبل الشاه خلال أشرافه على الأستعراضات العسكرية والرياضية في خلوة من أنظار الجميع ، وأعتمدت لاحقاً كحاجز زخرفي لحرم النساء في البيوت الأسلامية وتطورت عبر الزمن لتصبح أساساً في التشكيل العمراني التقليدي العربي .

وتسمى مفردة (الشناشيل) في مصر وبعض البلدان العربية والأندلسية بالمشربيات كما تسمى (بالرواشين) في بلدان الخليج العربي .

وهي تسمية مشتقة من اللفظة العربية (شرب) ، حيث كانت في الأصل “مكان لشرب الماء” ، وهو عبارة عن حيز بارز أمام الواجهة ذي نقشة منخلية ، توضح فيها جرار الماء الصغيرة لتبرد بفعل التبخر الناتج عن تحرك الهواء في محيطها المطـل على الزقاق ، ثم تطورت في معظم البلدان العربية والأندلسية (فن الأرابسك) ، لتتحول الى نسق زخرفي بالغ الدقة والتعقيد ، مكون عادة من قضبان خشبية صغيرة ذات مقطع دائري ، تتشابك مع بعضها عمودياً وتفصل بينهما مسافات محددة ومنتظمة ، وذلك لحجب ضوء الشمس القادم من واجهتها الأمامية .

وأصبحت (المشربيات) لاحقاً أساساً للتخفيف من حدة الأشعاع الشمسي المباشر وغير المباشر ، فمن خلال أختلاف أحجام الفراغات الموجودة في النقوش الخشبية المعتمدة ، يتم التحكم في مرور الضوء واعتراض أشعة الشمس الحارة أو الضوء الباهر ، فضلاً عن تصفية الهواء وتقليل مناسيب الضوضاء الخارجية .

الى جانب الوظائف المناخية التي تقوم بها المشربيات ، فأن لها وظيفة أجتماعية مهمة أخرى ، وهي تقوم بتحقيق الخصوصية الكاملة لأهل المسكن ، وفي نفس الوقت تربط الداخل بالخارج عن طريق رؤية المنظر الخارجي من دون فقدان عامل الخلوة والخصوصية المكانية ، وتعطي للساكنين الشعور بالأطمئنان وعدم الشرفية .

  1. الخــــــلاصة :

أن التكوين الشكلي للنسيج الحضري التراثي التقليدي ، لم يكن نتيجة تخطيط مسبق ، بل جاء نتيجة طبيعة لتفاعل الأنسان مع بيئته العمرانية ، والأجتماعية ، والثقافية ، والتي نتجت عن طريق عصارة تجارب وممارسات لعب الزمان والمكان دوراً أساسياً فيها ، مما أعطى للنسيج الحضري تميزاً عمرانياً لامثيل له .

من هنا تأتي الأهمية القصوى لدراسة عناصر النسيج العمراني العربي عموماً ، والمسكن البغدادي خصوصاً ، وأبراز أبداعات الأجداد فيما وصلوا له من تفاصيل عمرانية مهمة ، وصولاً الى إمكانية أستلهام عناصر جديدة في العمارة العربية والبغدادية لديمومة التواصل بين حضارة الأجداد وحضارة اليوم ، والتي تعمق أعتزازنا بوطننا وماضيه وحاضره ومستقبله .

وعلى المعماريين أن يكون لهم دورهم القيادي الفعال في المشاركة والمساهمة في عملية التطوير العمراني للعمارة العربية الأسلامية ، وأعادة التقويم لمفاصلها المتميزة ، وخصوصياتها الأجتماعية والثقافية والدينية والأقتصادية ، وطرحها كبدائل جديدة في عمارة اليوم .

ربما هذا الأمر سيستدعي الى أعادة النظر في عموم اللوائح والتشريعات التخطيطية والتصميمية التي تطبق حالياً في وطننا العربي .

بعض المصادر المعتمدة في المقالة

– بهجت رشاد شاهين ، 2006  ₍₍ بعض خصوصيات السكن العربي المعاصر في المناطق الحارة الجافة₎₎ ، المجلة العراقية للهندسة المعمارية / الجامعة التكنولوجية السنة الثالثة / الأعداد التاسع والعاشر والحادي عشر .

– بهجت رشاد شاهين ، 2010 ₍₍الفناء الداخلي والنسيج المتضام ، قيم راهنة تختزنها العمارة التراثية العربية الأسلامية₎₎ مجلة فن وعمارة الجامعة اللبنانية معهد الفنوان الجميلة ، العدد الثاني والثالث / كانون أول .

– بهجت رشاد شاهين ، 2010 ₍₍مناهل البيئة العمرانية التقليدية … مقومات التعليم المعماري الأساسية₎₎ ، ندوة العمارة والبيئة في التعليم المعماري .

(المعرض المعماري العربي العاشر لمشاريع التخرج) ، جامعة العلوم والتكنولوجية الأردنية

1-5/5/2010 / أربد

– حسن فتحي ، 1987 تشرين ثاني ₍₍ حكاية المشربية₎₎ ، مجلة كل العرب .

– حسن فتحي ، 1988 ₍₍الطاقات الطبيعية والعمارة التقليدية₎₎

المؤسسة العربية للدراسات والنشر  ، بيروت

– رهيف فياض ، ت 1/2002 ₍₍دور التعليم العالي في أبراز الهوية القومية₎₎

محاضرة القيت في بغداد – المعرض المعماري العربي الرابع لمشاريع التخرج .

– رهيف فياض ، 2004 ₍₍العمارة ووعي المكان₎₎ ، دار الفارابي .

– محمد مكية ، 1986 ₍₍المنظور التاريخي للمسكن العربي₎₎ .

– رفعة الجادرجي ، 1985 ₍₍التراث ضرورة₎₎ ندوة وزارة الأسكان والتعمير ، تراثنا المعماري والحضارة العربية المعاصرة – بغداد .

– عبد الباقي أبراهيم ،  1986 ₍₍المنظر الأسلامي للنظرية المعمارية₎₎

مركز الدراسات التخطيطية والمعمارية ، مجلة عالم البناء ، القاهرة .

– سليمة عبد الرسول ، 1987 ₍₍المباني التراثية في بغداد – دراسة ميدانية لجانب الكرخ₎₎

المؤسسة العامة للآثار والتراث – بغداد

– حسين القره غولي ، 1980 ₍₍عمارة الوطن العربي₎₎ ندوة تراثنا المعماري والعمارة العربية المعاصرة ، بغداد .

– Fathy, Hassan, 1973 “Architecture for poor”  .

– Waren a Fathi , 1982 “Traditional houses in Baghdad” .

– Oscare Roither, 1910 “Das Wahnhaus in Baghdad and Anderen  Stallen Des Iraq”  , Berlin .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى