لجنة الاسكان و البنى التحتية

تغيير استعمالات الارض وأثره السلبي على المدن العراقية

تغيير استعمالات الارض وأثره السلبي على المدن العراقية

المهندس علي نوري حسن

عضو لجنة الاسكان والبنى التحتية

المنتدى العراقي للنخب والكفاءات

ابتداءا يجب معرفة ان من الضروري لاي تخطيط ناجح الاخذ بالاتي :-

  • ضرورة التخطيط للارض والزمن .
  • هناك اساسيات وسياقات عامة متفق عليها لدى العقلاء ، نابعة من منطق عالٍ .
  • المراحلية في التخطيط : وتنقسم الى ثلاث مراحل عادة (خمسة – عشر سنوات) لكل مرحلة ، والتخطيط عادة يكون الى (20-25) سنة.
  • هناك مقولات اساسية منها حكمة تقول : اللي اوله شرط اخره نور .

في التخطيط هناك حقيقة لأربعة امور مترابطة ومتلازمة ومتسلسلة وهي :  لا تطور بدون تنمية ، ولا تنمية بدون تخطيط ، ولا تخطيط بدون احصاء ….

ولغرض فهم هذه الحكمة او القول ، يمكن قلب هذه المعادلة او العملية . بحيث تكون : يجب توفير الاحصاء و المعلومات ، لغرض ضمان تخطيط صحيح ، الذي يهدف الى تنمية جيدة ومتوازنة ، والتي تؤدي الى التقدم والتطور المنشود والمضمون .

  • المخطط يتعامل مع الانسان والمجتمع ، ولذا يجب دراسة قيمته وتقاليده وعاداته . كما يتطلب ضرورة دراسة عوامل اقتصاده مثل (الدخل ، والعمل ..) .  كما يضاف لهذه الدراسات تعرف المخطط على البيئة المحيطة ومن ضمنها عوامل المناخ (الحرارة ، الرطوبة ، الرياح ، السطع الشمسي ، الامطار….) ، الطبيعة ، الزراعة وتوزيعها الجغرافي ….

ملاحظات مهمة للتخطيط الناجح

عند التخطيط يجب اخذ الاعتبارات الاتية :

  • المرونة والتحسب للتغيرات غير المحسوبة : ومن ضمنها ، تغيير وتبدل القوانين ، تغيير الانظمة السياسية ، التغيرات الاجتماعية (العادات والتقاليد) ، التحسب للطوارئ والكوارث (الفيضانات ، الزلازل ، العواصف وبالذات الترابية في العراق ، والاعاصير … وغيرها) .
  • الالتزام بالتخطيط ، وما تم رسمه من الاهداف : لان تغير الاهداف في منتصف الطريق ، يودي الى نسف ما تم رسمه من خطط وفرضيات وتوقعات وبالتالي تصبح الخطط المرسومة عبثية وتختل المرحلية الموضوعة .
  • الشمولية في التخطيط : وخصوصا تخطيط استعمالات الارض وتحديثها ، واحتساب النسب لكل استعمال ، واهم تلك الاستعمالات (السكن ، النقل ، الصناعة ، التجارة ، الترفيه ، الخدمات التي تشمل (التعليم ، الصحة ، الادارة …)
  • دراسة المحرمات المختلفة (العسكرية ، الامنية ، الطرق ….) .

دراسة تفاصيل الاستعمالات المختلفة

  • السكن الافقي والعمودي …
  • النقل الخاص والعام : الباصات ، الترام ، الانفاق ، او المعلقة …
  • الصناعة الخفيفة والثقيلة والحرفية : ويمكن تقسيمها الى ملوثة وغير ملوثة …
  • التجارة : وتقسم الى تجارة المفرد والجملة ، انماط تجارية متنوعة (المولات ، الاسواق المركزية ، مركز المدينة ، الشوارع التجارية….) .
  • الترفيه والمناطق المفتوحة : ومن ضمنها ملاعب الاطفال والملاعب الرياضية والحدائق والمتنزهات ، والباركات الرئيسية…) .
  • الخدمات العامة : وتشمل الابنية التعليمية (المدارس بانواعها ومستوياتها ، وكذلك الاستعمالات الصحية كالمراكز الصحية ، المستوصفات ، المستشفيات ، المصحات العامة …) .
  • الابنية الادارية : وتشمل مراكز الشرطة ، دوائر البريد والاتصالات ، الدوائر الرسمية ، المباني الحكومية ، مراكز الوزارات …
  • المحرمات : محرمات الطرق ، السكك ، الطاقة (الضغط الفائق والعالي) ، محرمات ضفاف الانهار، و قنوات الري والبزل ….

من العن الامور في استعمالات الارض المخططة ، التحايل على القوانين والانظمة ومحاولة التسرب لاختراقها بشكل غير محسوس…، سواءً كان مبرمجا ومخططا او غير مخطط (عشوائي) .

ومن امثلتها :

  1. التحايل في استعمالات الارض ، ولكن بشكل غير محسوس ومخطط له ومن امثلتها ، الحفاظ على نفس الاستعمال ولكن تكثيفه مثل استبدال السكن الافقي في السكن العمودي او الكثافة العالية ، او استبدال السكن الواطئ بسكن واطئ ولكن بشكل كثيف ايضا وما يتعارف عليه بتفتيت الملكية وتحوله الى سكن عشوائي . او استعمال المنطقة الصناعية لاستعمالات صناعية غير آمنة . او استعمال صناعات ذات ضوضاء قرب صناعات حرفية هادئة .
  2. استعمال تجاري واطئ (اسواق ودكاكين) ، واستبدالها الى (مولات) تجارية وتعدد الطوابق .
  3. استبدال الاستعمال التعليمي كمدرسة ابتدائية وتحويلها الى كلية تقنية او جامعة اهلية ، وتاثيرها من حيث عدد الطلبة ، المساحات ، عدد السيارات ، اختراق المناطق السكنية الهادئه واغتيال خصوصيتها .
  4. تغيير الاستعمالات المفتوحة والخضراء الى مناطق ترفيهية ولكن لفئة محددة ولنمط ترفيهي مهين مثل (كازينوات ، اكشاك سياحية ، مطاعم ، ومن امثلتها السيئة تحويل شارع ابي نواس الى كازينوات ومقاهي للشباب ، ومحلات شرب الخمور ، او استغلالها كجراديغ سباحه (مفردها جرداغ) ، وحجب غالبيه سكان المدينة بالتمتع بالنهر وجماليته او من الوصول اليه ، كما يدخل في هذا الباب الاراضي الزراعية والبساتين من نمط زراعي الى اخر … او تفتيت الملكية الزراعية لغرض انشاء الدور السكنية عليها.
  5. تحويل الارض الزراعيه ، الي ارض سكنيه بقرار خاص وغيرها ….

اما غير القانونية  فتشمل التجاوزات من قبل الاهالي او الدولة على الاراضي والابنية الخالية او المتروكة 

المضار والسلبيات : هناك نسب حساسة ودقيقة لكل مدينة من حيث الاستعمالات المختلفة . تتراوح ضمن معدلات معينه ومحددة وتختلف حسب نوع المدينه ووظيفتها . ولكل نمط من المدن نسب محدده من استعمالات الارض فيها . و ان التجاوز على تلك النسب يؤدي الى الاضرار في عمل المدينه وكفاءة إدائها ، وما خطط لها . لان الاخلال بتلك النسب يؤدي الى فشلها للهدف الذي رسم لها اساسا . وبالتالي الاضرار بكامل عمل المدينه حاله حال الجسم البشري عند تضخم احد اعضائه العاملة الكبد او القلب او اي عضو اخر على حساب باقي اعضاء الجسم ….

سيؤدي تغيير الاستعمال في المناطق السكنيه الى انتهاء الخصوصيه سواءا بالسكن العمودي ، او الاستعمالات المغايره كالتعليم العالي والصحه ويسبب الاضرار وتحويل السكن الى فوضى اجتماعية وبيئية وحياتية لهدوء المنططقة .

البساتين والمناطق الخاليه ضفاف الانهار قنوات الراي…

وفي قرارات اللجنة العليا …يوضح تقرير لامانة بغداد للفترة (2004-2007)

وهذه اللجنة شكلت وفق قانون التصميم الاساسي لمدينة بغداد المرقم (156) لستة (1971) من ستة اعضاء نصفهم فني (مخطط مدن) والثلاثة الباقون (متخصصون في الاجتماع والاقتصاد والقانون * ويرأس اللجنة أمين بغداد .

وقد لوحظ انه في عام (2005) تم تغيير استعمارت للارض بمساحة تعادل عشرة اضعاف ما تم تغيير استعماله عام (2004) وكلها لاغراض السكن باستثناء (36) دونم غيرت لاغراض تجارية .

التجاوز على فضاءات الارصفة واستغلالها استغلال محرمات الشارع والرصيف
 

استغلال محرمات الشارع

+++++++++++++++

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى