اللجنة القانونية

وباء كورونا والإعلام العربي

وباء كورونا والإعلام العربي

المستشار سعيد النعمان

عضو اللجنة القانونية

المنتدى العراقي للنخب والكفاءات

 

المتابع والمراقب لوسائل التغطية الاعلامية العربية لوباء كورونا يجد انه لم تكن بالمستوى الطموح ولم تكن جادة في  متابعة هذا الوباء وخطورته بل كانت تعلن عن احصائيات  بشكل مختلف وعشوائي ومتضارب لأنها تستقي المعلومات من غير مصادرها الرسمية فتحدث ارباكا للجمهور .

وفي غياب التوعية الاعلامية الحقيقية لهذا الوباء تصاعدت حدته وانتشر افقيا وعموديا ثم تدارك الاعلام حالة الفوضى الاعلامية والاضرار الناجمة عنها وبعد فوات الاوان قرر التوحد في الايصال والتواصل  وبدأ يتجه  نحو التناغم والتكامل في توحيد ايصال المعلومات الدقيقة من القنوات الرسمية وغير الرسمية الموثوق فيها ومن الاطقم الطبية التي تقاتل هذا الوباء والمعروفة بالجيش الابيض وبخط الدفاع الاول .

واستطاع الاعلام العربي ان يعوض وان يبذل جهودا مميزة وتنوع في رسائله الاعلامية لتصل الى اكبر عدد من الجمهور وبمصداقية عالية ودقيقة مراعيا تنوع ثقافتهم .

ان جائحة كورونا شكلت تحديا كبيرا لوسائل الاعلام الرسمية وغير الرسمية ومواقع التواصل الاجتماعي الذي سجل حضورا متأخر بعد ان انتبه الى خطورة هذا الوباء وبدأ يتضامن ويغرد مع وسائل الاعلام الاخرى ويتبادل المعلومات ويثقف في الاتجاه الصحيح .

كما ان غياب المنتديات والاندية والمؤسسات الثقافية والاجتماعية والمراجع الدينية  في المشاركة في محاربة هذا الوباء أمرا يؤسف له . والان على الاعلام ان يعتمد ثلاثة انواع  من الخطاب في المرحلة المقبلة الاول خطاب موجه للجميع بضرورة الاستمرار بالتعريف بخطورة هذا الوباء وطرق الوقاية منه والثاني الدعم المطلق للأطقم الطبية التي تعمل في الخطوط الامامية لمكافحة الوباء والدفاع عن البشرية  والثالث التأكيد على النظافة العامة والتباعد الاجتماعي والتقيد بالحجر الصحي .

ان هذا الوباء يتطور بشكل كبير في هذه المرحلة والتي تليها فهو محارب شرس قادر على المطاولة والمواجهة فلا بد من اليقظة والتصعيد والتفرغ للدفاع ضد هجماته وهزيمته بالإرادة القوية وبالعزيمة والايمان . كما ان على الاعلام العربي ان لا ينشغل في تغطية الحروب والنزاعات المسلحة المستمرة في عددا من الدول العربية التي مضى عليها سنوات والتي توظف في خدمة احد الاطراف لان هذه الحروب تنتعش وتستمر ولو توقف الاعلام عن تغطيتها لانتهت منذ سنوات .

وان يبتعد عن تكثيف التغطية الاعلامية للنزاع الامريكي الصيني والايراني المبرمج والمتفق عليه والذي يأخذ من وقته الكثير وينصرف الى مقاتلة وباء كورونا فهو العدو الاول في هذه المرحلة . وان على الاعلام سرعة ايصال المعلومات وعدم ترك مساحة لنشر الشائعات والاكاذيب وايجاد طرق جديرة لا يصال المعلومات الى شرائح المجتمع العربي كافة وبجميع اللغات والعادات والتقاليد التي تختص بكل فئة منه يودي الى رفع مستوى الوعي تجاه هذا الوباء ويحد من انتشاره . وارى ان هناك الكثير من الملاحظات التي لا بد من الاشارة اليها ومنها على سبيل المثال :

(1)عدم العودة الى الترويج المضلل والكاذب والمفبرك لمخاطر الوباء الذي يضعف من ارادة المواطن .

( 2 )  الدعوة على رفع مستوى التعاون العربي في مجال تبادل الخبرات والمعرفة بشأن وباء كورونا وايجاد السبل الكفيلة في القضاء عليه .

(3) تأكيد الاعلام على تعويض المواطنين عن الاضرار المادية التي لحقت بهم نتيجة تفشي الوباء .

(4 ) تأسيس قنوات اعلامية خاصة او تحديد اوقات بمتابعة كل ما يتعلق بهذا الوباء .

(5 ) الدعوة الى اجراء تعديلات في قوانين الصحة العامة العربية مضاعفة عقوبة فرض الغرامات وتشديد العقوبات السالبة للحرية على المخالفين لهذه القوانين .

( 6) ضرورة الاتفاق على صيغة مركزية عربية للتغطية الاعلامية للحد من انتشار الوباء .

(7 ) تأسيس منظمة الصحة العربية على غرار منظمة الصحة العالمية لمكافحة الأوبئة والامراض المعدية حصرا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى