اللجنة القانونية

القيم الاجتماعية

القيم الاجتماعية

المستشار سعيد النعمان

عضو اللجنة القانونية ، المنتدى العراقي للنخب والكفاءات

تعرف القيم الاجتماعية بانها الخصائص او الصفات المرغوبة من قبل المجتمع وهي أداة اجتماعية للحفاظ على الاستقرار بالمجتمع وتقاليده وعاداته .

لقد كان اخيار واعلام مجتمعنا في الماضي الجميل صمام الامان لحفظ القيم والعادات والصفات من الضياع والاندثار فبقيت متداولة بين افراد المجتمع بمثابة قانون ملزم وقواعد عرفية استقرت في وجدان وضمير المجتمع توجب احترامها والالتزام بها .

وهذه القيم هي النخوة والشهامة والامانة والتسامح والصدق والوفاء والاباء وغيرها من الصفات الحميدة التي جعلت من المجتمع وحدة متماسكة صلبة وقوية بفضل تأثير اعيان ووجهاء القوم من ذوي الخلق الراقي الرفيع ومن المصلحين الاخيار الذين يجسدون قمة التواصل والاتصال وصلة الرحم . وكان التواصل بين الناس اساسه الاحترام والالفة والمحبة غنيهم وفقيرهم تعرفه او لا تعرفه على الرغم من قساوة الحياة وشدتها  .

في الزمن الماضي الجميل كان يعطي للإنسان سبل حياته الكريمة ومكانته اللائقة الابية على الرغم من الحياة المتعبة والشاقة وادواتها الا انها كانت صافية ونقية لها قيمة كبيرة تواضعا وبساطة والفة حيث يتسابق الجميع في تطبيق مبدأ ألفرد للجميع والجميع للفرد يتفقدون بعظهم البعض في السراء والضراء . انها سمة اتصف بها المجتمع آنذاك افرادا وجماعات فقيرهم وغنيهم كبيرهم وصغيرهم واما اليوم فقد تغير الزمن الذهبي العتيد بحجة مواكبة التطور والالتحاق بالعالم المتحضر عالم التواصل الاجتماعي والتكنلوجية والالكترونيات التي افسدت حياتنا وفرقت جمعنا وكشفت اسرارنا لسوء التعامل معها والعبث فيها .

 وبالمقابل لو احسنا استخدامها وما يصلنا من علوم لشاركنا العالم في صناعة الاحداث والحصول عليها من مصادرها ولدخلنا عالم المنافسة وسباق المارثون في مجال السياسة والعلم والمعرفة بدلا من التناحر والفرقة والاقتتال .

ان هذه المواقع وغيرها ليست هي الوحيدة التي شوهت أسس وقواعد حضارتنا التي تراجعت اخلاقيا واجتماعيا واقتصاديا وانما الاغفال والانشغال في امورالحياة التافهة وقشور الحضارة الوافدة الينا فغادرنا قيم الزمن العتيد واستبدلناها بقيم غريبة ليست من ماضينا وحاضرنا فخسرنا الكثير . فعلى سبيل المثال في الزمن الجميل لم يكن التعليم شاملا كما هو اليوم ولا المدارس والجامعات متوفرة قياسا للموجود حاليا وكان المعلم والمدرس واستاذ الجامعة هو اساس التربية والتعليم له مكانته واحترامه وتقديره من قبل الطلبة وذويهم والمجتمع عموما.

اما الان فقد قل شانهم  ونلنا من رسالتهم العلمية والكريمة والانسانية واصبحنا نتعامل معهم وكأنهم اعداء لنا . كان عدد طلبة العلم في الزمن الجميل لا يقارن مع الزمن الحالي كما ونوعا كما لم تكن دور العبادة بهذا الكم الهائل المنتشر في المدن والقرى والارياف كما هو الان الا انها كانت عظيمة في رسالتها وقيمها تغرس الاخاء والود والمحبة والايمان والعادات والتقاليد الطيبة في النفوس والعقول .

وكنا مجتمعا منتجا يأكل مما يزرع ويلبس مما يصنع ويوزع ثرواته للدول الفقيرة التي تطلب العون والمساعدة وكنا دولة تضرب بها الامثال في العطاء والموارد الغنية . واليوم اصبحنا نمد اليد لطلب المساعدة من المنظمات الانسانية والاقتراض من البنوك الدولية .

لقد فقدنا الاصل والجوهر عندما غادرنا قيم الاجداد والاباء وانصرفنا عنها واكتفينا بالشكليات والمظاهر البراقة الوافدة الينا فتراجع المجتمع بعيدا عن الخزين الاخلاقي والقيمي ومبدأ التكافل الاجتماعي الذي كان الصفة الابرز التي اتصفنا بها  .

والان علينا ان نعود الى اخلاقيات الماضي التليد بقيمه الثمينة والاقتداء بها والتي لا تعوض كي نزرع الامل في اجيالنا القادمة ونحصد الموقع الريادي الذي نستحقه بين المجتمعات المنتجة والراقية فهي كثر والا فلن تقوم لنا قائمة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى