اللجنة القانونية

الانتفاضة الواقع والطموح

المستشار سعيد النعمان

عضو اللجنة القانونية / المنتدى العراقي للنخب والكفاءات

المتابع لانتفاضة تشرين والفاحص الجيد لشعاراتها واهدافها سيجد انها تحمل سمات عراقية وطنية اصيلة كي تعبر بالعراق الى شاطئ السلامة بعد ان تراجع فيه كل شيء فخسر الاستقرار والامن والامان وسرقت امواله وتبعثرت ثرواته وتقاسمها العملاء بعيدا عن المسائلة والحساب .

لقد منح العراقيون الحكومات الفاسدة المتعاقبة فرصا كثيرة كي ترعوى الا انها تمادت وادخلت العراق  في متهات وانحدارات حادة لا ضعافه والتحكم بإرادته مستخدمة ذيول وشراذم وعصابات طائفية واحزاب فاسدة لحمايتها واستمرار بقائها في السلطة . كما تعمدت الحكومات مع سبق الاصرار صرف الإنظار عن  حقيقة وجوهر هذه الانتفاضة التي كانت مفاجئة بالنسبة للسلطة العميلة واحزابها الفاسدة ويعود ذلك ان المنتفضين تحرروا من المنهجية الطائفية والمذهبية والتبعية السياسة والتي كانت السلطة معولة عليها كورقة رابحة توظف في خدمتها .

والحقيقة ان الانتفاضة لم تكن وليدة لحظتها اوانها ذات صلة بحزب او جهة سياسية معينة  وان التظاهرات التي سبقتها قبل سنوات استطاعت السلطة تحجيمها وايقافها بوعود كاذبة بعيدة المدى مستفيدة من النفوذ السياسي والديني الداعم والمؤيد لها وتسلط الميليشيات المسلحة التي استخدمتها في قمع التظاهرات في ذلك الوقت .

الا ان هذه الانتفاضة الباسلة واضحة المعالم وانها اندلعت نتيجة تداعيات وتراكمات على مدى ستة عشر عاما من الفساد والفوضى الطائفية التي انهكت العراق واوصلته الى الجوع والفقر والذل والحرمان والهوان ولم تكتفي السلطة الفاسدة بذلك بل دمرت اقتصاده وسرقت موارده .

ان شباب الانتفاضة لا تنحصر اهدافهم في اجراء اصلاحات هامشية او توفير خدمات واستبدال اشخاصا باخرين ومن ذات الجوقة الحاكمة وانما هدفها الاساسي التغير الجذري لجميع نواحي الحياة ماديا ومعنويا وان اهدافها الكبرى التي خرجت من اجلها تتمحور في اسقاط الحكومة وقد سقطت . وحل مجلس النواب وتشكيل حكومة انقاذ وطنية مؤقتة . والغاء دستورها الهجين والطائفي . والقضاء على الفساد ثم الذهاب الى انتخابات حرة ونزيهة .

لقد ابهرت واذهلت الانتفاضة العالم بتحديها الشجاع وصمودها البطولي امام همجية السلطة واسلحتها الحية وجرائمها في قتل وتعذيب وخطف شبابها العزل . وان منهج الانتفاضة لا يلتفت او يراهن على الامم المتحدة الفاشلة والضعيفة ومجلس امنها المفتري والظالم اوعلى الجامعة العربية الخاضعة للحكومات العربية اوعلى منظمات المجتمع المدني المنحازة التي تعيش على التسول والصدقات .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى