اللجنة الصحية

مشاكل غدة البروستات للرجال فوق 50 سنة

الدكتور عادل خضر الدوري ، رئس اللجنة الصحية

المنتدى العراقي للنخب والكفاءات

 

تعد البروستاتا غدة ذكرية تناسلية، وهذه الغدة مسؤولة عن إفراز السائل المنوي. وكأي عضو من أعضاء الجسم قد تتعرض هذه الغدة للإصابة. وكثيرا ما يصاب الرجال فوق الخمسين بتضخم في هذه الغدة.

ولأن هذه الغدة مرتبطة بالجهاز التناسلي، يعتبر الكثير من الرجال أن الحديث عن مشاكلها أمر محرج، فهي بالنسبة لهم مرتبطة بالرجولة. الأمر الذي يحذر منه أخصائيو المسالك البولية. فبقاء التضخم في البروستاتا دون علاج يؤدي إلى رجوع البول إلى الكليتين، ما يؤدي إلى تسمم في الدم وإلحاق أضرار بالكليتين.

البروستاتا تقع بين المثانة وقاعدة الإحليل، وفي منتصفها يمر مجرى البول من المثانة و هي عبارة عن غدة على شكل حبّة الجوز، تقع تحديدا أسفل المثانة مباشرة. وهي تُحيط بمجرى البول كما أسلفنا مثل الخاتم. والورم يتطور دون أن يلاحظ ذلك أحد فهو ينمو غالباً من الجهة الخارجية، ولا يسبب أي إزعاج أثناء التبوّل، ويتم الكشف عن وجود مرض البروستاتا عبر طبيب أخصائي. وتخضع غالبا الأعضاء التناسلية الخارجية للفحص، وهي الخصيتان؛ وكذلك الغدد اللمفاوية في منطقة الحوض وعند تضخم البروستات يحدث ضغط على مجرى البول ويصبح أضيق، وتصبح بذلك عملية التبول صعبة. وإذا كانت الأعراض شديدة، عندها لابد من إجراء تدخل جراحي

ويشبه أخصائيو المسالك البولية تضخم البروستاتا “بالبرتقالة، وعلينا فصل قشرتها عن الثمرة داخلها”.

ينصح الأطباء بإجراء فحص دوري للكشف عن سرطان البروستاتا، ويتم الفحص غالبا يدويا من قبل أخصائي المسالك البولية، فيما هنالك طرق أخرى للكشف عن المرض عبر فحص الدم، والتي يختلف الأطباء حول فعاليتها.

 

. ثم يتبع ذلك فحص يدوي للبروستات، وهو تحسّس البروستاتا بالإصبع عبر الشرج.

وما يزيد من مخاطر المرض هو اكتشافه في مراحل مـتأخرة غالبا. وذكر أخصائي المسالك البولية الألماني يوخن شنايدر في حديث خاص مع DW، أن الرجال يخشون معرفة إصابتهم بسرطان البروستاتا، ولذا نادراً ما يخضعون للفحوص الوقائية. وأضاف الطبيب:” بكل تأكيد، تأتينا حالات كثيرة بعد فوات الأوان، فالمرضى لم يذهبوا قط لطبيب مسالك بولية”.

لكن الأورام الصغيرة لا يمكن كشفها بالفحص اليدوي وبالإمكان إجراء فحص دم إضافي لهذا الغرض. فهناك بروتين يتكوّن في البروستاتا، اسمه المُستضد النوعي، واختصاره PSA والقليل منه يظهر في الدم. ويتعين ألا تزيد نسبته عن 4 نانوغرام لكل ملليمتر.

من جانبه، ذكر الدكتور يوخن شنايدر أن نسبة المُستضد النوعي تختلف حسب الحالة. وأشار إلى أنه “يُؤخذ في الاعتبار عمر الشخص وحجم البروستات. ومن الأهمية بمكان تلافي العوامل المؤثرة على هذه النسبة، وأهمها عدم ممارسة الجنس وركوب الدراجات لمدة يومين قبل الفحص”.

وهو ما يجعل عملية الفحص غير مجدية في بعض الأحيان. لأن رصد نسبة مرتفعة، سيجلب المزيد من الفحوصات. ولا يتم دائما العثور على ورم.

بعض الخبراء ينتقدون الفحوصات الإضافية، ويرون أنه حتى عند اكتشاف وجود خلايا سرطانية في البروستاتا، لا يكون هذا دائما في صالح المريض. لأن بعض الرجال يعيشون بحالة سرطان حميدة وليست خطيرة بالضرورة. وقال العالم البيولوجي الألماني كلاوس كوخ، وهو من المنتقدين لعملية الفحص الإضافية، “هنا تحديداً تكمن الصعوبة. وهي أن بين التشخيصات بوجود المُستضد النوعي، توجد حالات، لم تكن لِتُكتَشَف في حياة الرجل. ولا توجد فائدة من معرفة وجود سرطان، لأن الشخص لا يعاني من شيء”.

وأضاف كوخ انه بعد التشخيص تتغير حياة الرجل وعائلته. وهناك عدد كبير يُفكر بالطبع في العلاج. ولكن علاج مرض لم يكن ليظهر، لا يأتي بفائدة، وإنما بضرر”.

 

بالإضافة إلى ذلك، تعد العملية والتعرّض للعلاج بالإشعاع عملية مجهدة جسدياً ونفسياً. وقد تؤدي إلى الإصابة بسلس البول والعجز الجنسي. الأطباء ينصحون لذلك من هم فوق السبعين بعدم إجراء الفحص، لكنهم يرون أنه ضروري جدا بدءاً من سن الخامسة والأربعين بالبدء بالفحص.

من جانبه، ذكر أخصائي المسالك البولية شنايدر أنه “كلما كان خضع  الرجل للفحص في سن صغيرة، استطاع المرء اكتشاف الإصابة مبكرا، وحاول أيضاً علاجها”. وهو ما يؤكده المريض بوركارد إندريس، الذي يواظب على زيارة الأطباء. وعن سبب ذلك، قال إندريس  “معرفتك بإصابتك بهذا أو ذاك، ربما تعطيك إمكانية تغيير نمط حياتك وكذلك زيادة فرصك في العيش لفترة أطول”.

أما مُنتقدو الفحص فلا ينكرون أن الفحص قد ينقذ الحياة، على الرغم من انخفاض النسبة إلى واحد في الألف. لكن ثلاثين رجلاً من هؤلاء سيعاني من وطأة العلاج دون سبب، لأنه ربما لم يتسبب الورم الصغير الحميد في أية مشاكل، ولم يتطور إلى سرطان خبيث .

كيف يعالج التضخم بالليزر؟

تكثر الأساليب وطرق علاج تضخم البروستاتا، ومن بين الطرق الحديثة المستخدمة في العلاج أشعة الليزر. إذ يمكن تشبيه هذه الأشعة بالمشرط الضوئي، بواسطته يتم إزالة التضخم بتقشيره وتبخيره. وعندما يقص المشرط الضوئي التضخم، يغلق الأوعية الدموية مباشرة، وهو ما يمنع النزيف، حسبما يؤكد أخصائي المسالك البولية والذي يضيف بالقول “يجب علينا الانتباه إلى عدم إلحاق أي ضرر بالمجرى البولي المار عبر البروستات”.

وعند تسليط أشعة الليزر تتوغل على عمق 0.2 ميليمتر في البروستات. وهو ما يقي الأعضاء المجاورة من الضرر. ومن ثم تتم إزالة الجزء المتضخم وتقطيعه ودفعه في مجرى البول. دقة الطبيب مهمة أيضا لتجنب تعريض المرضى الذين يتناولون أدوية مضادة للتخثر للخطر.

ربما يعتقد الكثير من الرجال أن تضخم البروستاتا يكون سببه مرض السرطان، لكن الاختصاصين عادوا ليؤكدوا مجددا أن هذا الاعتقاد خاطئ تماما، فتضخم البروستاتا الحميد لايعني بالضرورة بداية َالإصابة بالسرطان، كما أنه لا يزيد من احتمال الإصابة به، بل يتطلب عناية طبية وإجراءَ كافة الفحوصات لدرء الخطر.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى