اللجنة الصحية

تنظير البطن .. قفزة علمية جراحية بامتياز

تنظير البطن .. قفزة علمية جراحية بامتياز

Laparoscopy

الدكتورة زينة علي حميد

نائب رئيس اللجنة الصحية

المنتدى العراقي للنخب والكفاءات

المصطلح (Laparoscopy) مصدره من اليونانية، وهو مكون من دمج الكلمتين lapara والتي تعني الحوض وبصورة أكثر شمولية منطقة البطن، وكلمة skopein والتي تعني القيام بالفحص.

تنظير البطن هي تقنية جراحية التي تدخل تحت مجموعة التقنيات الجراحية محدودة الاختراق للجسم (باضعة بشكل صغير) أو المنظار. والمقصود هو الجراحات التي تهدف للتشخيص أو العلاج بواسطة الاستعانة بجهاز تلسكوبي دقيق الذي يتم إدخاله إلى الجسم من أجل فحص التجويفات الداخلية. وما يميز هذا العلاج هو أنه يمكننا من التشخيص والعلاج الجراحي للكثير من الأمراض التي تصيب أعضاء البطن والحوض دون الحاجة للقيام بشق جراحي. 

 

تم وصف المنظار لأول مرة في سنة 1806 عندما قام فيليب بوزيني ببناء جهاز يعتمد على أنبوب بسيط وعلى شمعة كمصدر للضوء، من أجل كشف مجرى البول من الداخل. بينما في مجال طب النساء تم تنفيذ أول فحص بواسطة هذه الطريقة في سنة 1869 عن طريق بانتيليوني. بحيث حاول الكشف عن أورام حميدة لدى امرأة عانت من نزيف غير منتظم عن طريق تنظير المثانة (جهاز منظاري معد لفحص المثانة). في سنة 1901 فحص جورج كيلينغ بواسطة تنظير المثانة تجويف البطن لدى الكلاب. بحيث قام بضخ هواء منقى إلى تجويف البطن من أجل علاج النزيف البطني في الحالات مثل الحمل خارج الرحم(Ectopic pregnancy)، والقرحة (ulcer) النازفة وغيرها. 

 

تم ابتكار المصطلح تنظير البطن لأول مرة عن طريق جاكوبيوس السويدي في سنة 1911 عندما قام بواسطة منظار المثانة بتنظير تجويف البطن والصدر. كما قام راؤول بالمار من باريس في سنة 1944 بجراحات نسائية بواسطة تنظير البطن بحيث تستلقي المرأة ورأسها للأسفل ويتم نفخ تجويف البطن بواسطة غاز معين. مما يمكن من رفع جدار البطن وإبعاده عن الأعضاء الداخلية، وبالإضافة إبعاد الأعضاء غير المرغوب بها عن موقع الجراحة المطلوب. في البداية كان مصدر الضوء الذي تم استخدامه لإجراء الجراحة يوضع في داخل البطن، مما عرض المرضى لخطر الحرارة والكهرباء. لذا تم في سنة 1952 تطوير جهاز ضوئي بارد والذي يكون فيه مصدر الضوء متواجد خارج الجسم. التطورات الكبيرة في مجال البصريات والتصوير والالكترونيات ودمجها مع التقنيات الطبية في العقود الأخيرة أدى إلى تطور تقنيات جراحية جديدة التي كان قد تم تهميشها لسنوات عديدة. 

تقنية الجراحة بواسطة التنظير البطني تعتمد على عدة مراحل ثابتة، والتي تشمل: استلقاء المريض والقيام بتخديره بشكل تام، إدخال إبرة خاصة من خلال جدار البطن وضخ غاز ثاني أكسيد الكربون من خلالها من أجل نفخ تجويف البطن، ثم يتم إدخال منظار البطن لداخل تجويف البطن بواسطة كم خاص بقطر 1 سم يتم إدخاله عادة عبر السرة، يتم تفحص البطن والحوض بواسطة الصورة التي تنتقل عن طريق منظار البطن إلى الشاشة، ثم يتم إدخال أدوات الجراحة عبر 2-3 شقوق صغيرة جدا في البطن، والقيام بالعملية المخطط لها.      

 

في يومنا هذا يتم استعمال تنظير البطن في عدة عمليات جراحية في مجالات مختلفة مثل الجراحة العامة، النسائية، جراحة المسالك البولية وغيرها. 

يتم تصنيف الاجراءات التنظيرية لغرض التشخيص أو لغرض الجراحة. يتم القيام بتنظير البطن لغرض التشخيص في الحالات التي يكون هنالك شك بتواجد مشكلة في البطن أو الحوض، وعدم المقدرة على تشخيص المشكلة بشكل دقيق بطرق غير باضعة, مثل حالات الألم المزمن في الحوض وعدم الخصوبة وغيرها. كما أنه من الممكن أن تنفذ أيضا كجزء من المعاينة بعد التعرض لحادث في منطقة البطن، من اجل تشخيص الحالات مثل تمزق الحجاب الحاجز أو الطحال أو نزيف في تجويف البطن وغيرها. أو عندما يكون هنالك شك بضرورة القيام بشق البطن. يتم استعمال تنظير البطن من أجل الجراحة في العديد من الحالات مثل: استئصال المرارة، استئصال الزائدة الدودية، والجراحة لعلاج الارتجاع المعدي المريئي، واستئصال القولون واستئصال الطحال، وعلاج الفتق الأربي وغيرها. في مجال طب النساء، استخدام هذه التقنية شائع عند: استئصال الخراجات المبيضية بالإضافة للمحافظة على الأنسجة المبيضية الطبيعية، إصلاح قنوات فالوب، ازالة قنوات فالوب والمبايض، التعقيم (ربط قنوات فالوبtubal ligation )، علاج الحمل خارج الرحم، علاج الالتواء المبيضي، علاج بطانة الرحم، علاج متلازمة تكيس المبايضpolycystic ovarian syndrome، علاج الخراج البوقي المبيضي، ازالة الالتصاقاتadhesions، استئصال الرحم hysterectomy، إزالة الأورام الليفية من جسم الرحم  myomectomy مع الحفاظ على الرحم (بسبب عدم الخصوبة)، وفي السنوات الأخيرة يستخدم لعلاج مشاكل قاع الحوض والجراحات النسائية – السرطانية.   

هنالك العديد من الايجابيات للتنظير بالمقارنة مع طرق الجراحة العادية السائدة التي تشمل شق البطن. من بين هذه الايجابيات نجد: التعافي السريع، والحد من مدة الرقود في المستشفى، التخفيف من حدة الآلام، ونتيجة لذلك الحد من استهلاك مسكنات الألم، نتائج جمالية أفضل بشكل ملحوظ، والحد من المضاعفات، وخاصة مضاعفات الشق الجراحي مثل العدوى والفتق. نتيجة لكل هذه الايجابيات يتم التوجه للتنظير على انه الامكانية الجراحية المفضلة في عدد كبير من الأمراض التي تحتاج للجراحة. من المتوقع ظهور العديد من الابتكارات والتطورات في مجال جراحة التنظير في المستقبل. حتى الآن نقف عند مصب العصر الذي سيتم به تنفيذ العملية الجراحية بالمنظار ورؤية صورة ثلاثية الأبعاد، بمساعدة رجل آلي وإمكانية التحكم فيه عن بعد

 

الحالات التي تستوجب عمل منظار البطن

 

أكياس أو أورام في المبيض:

تضخّم المبيضين قد يكون ناتجاً عن تجويف يمتلئ بسائل أو ورم؛ وبمنظار البطن يستطيع الطبيب معرفة الفرق بين الحالتين ومن الممكن أن يأخذ الطبيب عينه من الورم لمعرفة إذا كان الورم  خبيثاً أو حميداً ويمكن استئصالها بمنظار البطن دون اللجوء لفتح البطن أو استئصال المبيض إذا ادعى الأمر إلا أن ذلك يتطلب مهارة عالية لأن إبقاء جزء بسيط منها قد يتطلب مزيداً من الجراحة

استئصال الألياف أو تدميرهم:

الياف الرحم   هو عبارة عن ورم حميد ينشأ في عضلة جدار الرحم ويتشكل لدى ما نسبته 20% أو أكثر من النساء فوق سن “35” سنة ويصاحبه آلام في البطن والحوض أو ازدياد الدورة الشهرية بشكل ملحوظ . ولدى السيدة الحامل قد يؤدي الليف إلى مضاعفات في الحمل كالولادة المبكرة

 

الالتصاقات في حالات العقم :

 

تحدث الالتصاقات عادة بسبب عمليات سابقة في البطن أو التهابات في أعضاء الحوض، وعن طريق عملية منظار البطن تزال الالتصاقات بواسطة مقصات معينة ويكون احتمال عودتها ضعيفاً جداً أقل بكثير من احتمال عودتها بعد إزالتها عن طريق فتح البطن

 

 

 

فحص قناتا فالوب في حالات العقم

يقوم الطبيب المعالج بفحص قناتا فالوب وذلك بحقن سائل أزرق اللون عن طريق المهبل وعنق الرحم ، فإذا كانت قناتا فالوب سليمتان يظهر السائل في التجويف ألبطني وإذا كانتا مغلقتان يقوم الطبيب بفتح القناتين في نفس الوقت بواسطة المنظار واستعمال الأدوات المناسبة لذلك.                                           

جراحة قنوات فالوب لإصلاح الخراب بها في حالات العقم

مرض بطانة الرّحم الهاجرة(Endometriosis  ):

وهو عبارة عن ظهور أنسجة بطانة الّرحم في مناطق خارج الرّحم وداخل الحوض والبطن مثل المبيض والأمعاء …. الخ  وغالباً ما يكون المرض متزامناً مع أكياس المبيض التي تحتوي على دم قديم متخثر chocolate cyst  ويسبب كذلك الالتصاقات.

 ويصاحبه أعراض منها: ألم متكرر أسفل البطن خصوصاً أثناء الدورة الشهرية . ألم وسط الدورة قد يكون سببه التصاقات في البطن ، ألم أثناء الجماع ،وجود أورام Masses ، ألم بعد التبرز إذا وجد الغشاء الهاجر على الجدار الخلفي للمهبل . ألم أثناء التبوّل إذا وجد الغشاء الهاجر في جدار المهبل الأمامي وجدار المثانة الدّاخلي. هذا بالإضافة إلى الأعراض التي تشخص من قبل الطبيب مثل ضعف تكون الحويصلات ، ارتفاع هرمون الحليب ، ارتفاع مستوى البروستاجلاندن وعدم انفجار الحويصلات . والتشخيص يكون عادة بواسطة عملية منظار البطن وإذا وجدت الالتصاقات أثناء عملية منظار البطن فيمكن إزالته

النزيف الدّاخلي:

عند وجود تراكم للدّم في التجويف ألبطني ولا يعرف مصدره فإجراء عملية منظار البطن فبهذه الحالة تمكّن من الكشف عن مكان النزيف ومصدره ومعالجته وقد يكون مصدره نتيجة حمل في قناة فالوب مثلاً؛ وفي هذه الحالات تتمّ الجراحة بواسطة المنظار .

 

 تكيَّس المبايض[ P.C.O .. Polycystic Ovarian Disease

وهي حالة مرضيّة تعاني منها سيدة من كل خمس سيدّات تقريباً وهي عبارة عن خلل في عمل المبيض الهرموني يكون معه عدد الحويصلات في كلا المبيضين أكثر من العدد الطبيعي ويتمّ تشخيصها من قبل الطبيب عن طريق جهاز الألتراساوند . ويمكن المعالجة بالأدوية وفي حالة فشل المعالجة بالأدوية يتم اللجوء إلى العمل الجراحي بواسطة منظار البطن بإجراء فتحات صغيرة في المبيض إما عن طريق الكي أو عن طريق أشعة الليزر . وهذه العملية تسمىّ . (Multiple Drilling  ) .

  الالتهابات

يتمّ تشخيص التهابات قناتي فالوب ، كما يتم إيجاد مركز الالتهاب أو مصدره في الحالات غير المعروف سبب الألم فيها . ومن الممكن أخذ عينه منها وعمل فحص جرثومي لها

  للحصول على البويضات

هذه الجراحة تجرى أيضاً مع عمليّة إجراء التلقيح خارج الرحم ويتم جمع البويضات مع المبيض.

  عملية التعقيم ( Bilateral Tubal Ligation )

يتم إغلاق قناتي فالوب بواسطة منظار البطن وذلك عن طريق حلقة أو ملقط أو بالقيام بالكي وهذا يمنع وصول الحيوانات المنويه للبويضات وتلقيحها وبذلك يتم منع حصول الحمل.

 

وجع الدورة الشديد

تشخيص وعلاج بعض أنواع التشوهات الرحمية

هبوط المهبل

فقد البول اللاإرادي

بعض أنواع سرطانات الجهاز التناسلي

تقييم واستئصال الغدد اللمفاوية من الحوض

 استئصال الرحم

عندما تكون هناك ضرورة لاستئصال الرحم يمكن أن يتم إجراء هذه العملية إما عن طريق جهاز منظار البطن، أو عن طريق المهبل بمساعدة جهاز منظار البطن .ويمكن أيضا استئصال الرحم عن طريق البطن  ويبقى القرار الأخير عن نوعية الجراحة المستخدمة للأخصائي المعالج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى