اللجنة الصحية

استخدام تقنية النانوتكنولوجي في علاج الاورام السرطانية

الدكتور عادل الدوري 
رئيس اللجنة الصحية في المنتدى العراقي للنخب والكفاءات
يقال ان الله يضع سره في اصغر خلقه  ويصف هذا الكلام تقنية النانو التي تعتبر من اهم واشهر التقنيات الموجودة في العالم حاليا والتي يظهر لها يومياَ تطبيقات كثيرة في مجالات مختلفة من اهمها علاج السرطان .
هي جزيئات صغيرة تسمى بتقنية الصغائر او( تقنية النانو ) وهي العلم الذي يهتم بدراسة ومعالجة المادة على المقياس الذري والجزيئي  والنانو اصغر وحدة في الذرة ويعادل سمك شعرة الانسان خمسين الف نانو ,ومن اهم مجالاتها طب النانو وهو التطبيق المباشر لها واستخدمت في مجالات طبية مختلفة عن طريق استخدام جزيئات متناهية الصغر تمكن العلماء من بناء هياكل بسيطة طُورت فيما بعد لصنع اجهزة  طبية او اجهزة استشعار بيولوجية , وحجمها يكون في حجم الخلايا الحيية تقريباً او اصغر من حجم البكتيريا , من هنا كانت ميزة استخدامها في التجارب المعملية او داخل جسم الانسان نفسه مما أدى لتطور اجهزة التشخيص الطبية وادوات التحليل وبعض التطبيقات المستخدمة في العلاج الطبيعي .
ومن استخدامات تقنية النانو علاج السرطان بجزيئات الذهب :
– كيفية صنعه:
يتم تنقية مادة الذهب الى رقائق نانويه , فبعد تنقية مادة الذهب الى النانو تفقد خواصها اللاتفاعلية وتتحول الى مادة تفاعلية ومحفزة , وتتفاعل بعد ذلك مع جسم الخلية السرطانية , بينما لا تتفاعل داخل الخلايا السليمة ولا تؤثر عليها , فعند تصغير اي عنصر الى حجم النانو تختلف خواصه فنجد خواصاً مهمة وهذا ما حدث مع الذهب عند تصغيره, فاصبح مفيدا لعلاج السرطان , لنجد ثلاث خواص مهمة :
الخاصية الاولى : تقبل الجسم للذهب عن اي معدن اخر
الخاصية الثانية: يمكن التركيز على الخلايا السرطانية ورؤيتها من خلال المايكروسكوب
الخاصية الثالثة : عند تعرض عنصر الذهب للضوء يمتصه ويحوله الى طاقة حرارية عالية فبذلك نستطيع التخلص من الخلايا السرطانية
كيفية دخوله:
يتم صنع ناقلات اصغر من حجم الخلية السرطانية ويوضع فيها محلول الذهب لتستهدف ثم حقنه داخلها , او حقن الجسم عن طريق الوريد بجزيئات الذهب لتترسب طبيعيا في الخلايا السرطانية ( لان الخلايا السرطانية تفتقد للأمداد الدموي اي لا تحتوي على اوعية دموية , فتتوقف عندها جزيئات الذهب وتبدا في الترسب ) , وتتفاعل مع الخلايا السرطانية فتقلل من قدرتها على التكاثر والانتشار, وبعدها يأتي دور الاشعاع للقضاء تماما على الخلية السرطانية , ولان الذهب له كتلة ذرية كبيرة يستطيع ان يمتص كمية اكبر من الاشعاع مقارنة بالخلية العادية , مما يزيد من جرعة الاشعاع بالقضاء عليها تماما .
ونستنتج من هذا انه قبل ظهور تقنية النانو في علاج السرطان كان يتم تعريض الشخص المصاب بالسرطان للأشعاع مما يؤدي لرفع درجة حرارة الخلية السرطانية حتى تنفجر ولكن هذا كان له تأثر سلبي وضرر على باقي الخلايا الغير مصابة المحيطة بها , اما باستخدام جزيئات الذهب لا يتأثر سوى الخلية السرطانية المحقونة بالذهب , لأنها تحتاج تقريبا نصف كمية الاشعاع التي تحتاجها الغير مصابة حتى تتلف كليا.
وهناك طريقة اخرى للعلاج حيث طورت شركة التكنولوجيا الحيوية الألمانية  – MagForce- جزيئات اكسيد الحديد النانوية سميت  (نانوثيرم ) هذه الجزيئات حرفيا ستنهي الخلايا السرطانية من الوجود , والتي يتم حقنها مباشرة في الورم لتقضي عليه كليا.
غالبا علاج السرطان بتقنية النانو تعتبر هو الامل الاقوى لجميع مرضى السرطان في العالم , والذين يحلمون ان ياتي يوم يتخلصون فيه من هذا المرض نهائيا , وفي نفس الوقت يتجنبوا الاثار السلبية للعلاج الاشعاعي والكيميائي اللذين مثلما يقتلوا الخلية المصابة من الممكن ان يقتلوا معها ايضا الخلية السليمة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى